في تاريخه الطويل بنى الأهلي تاريخاً مجيداً عريقاً من مواقف أخلاقية تربوية، هذه المواقف رسخت في وجدان جماهيره، ولا ينسى أحد المقولة الشهيرة التي قالها جعفر والي باشا عام 1928 وهي: "الأخلاق قبل البطولة".
ففي عام 1928 قرر النادي الأهلي، إيقاف حسين حجازي أعظم لاعبي الكرة المصرية في عصره، لمدة ثلاثة شهور، بسبب مسئولية عن عدم قيام لاعبي الفريق بتسلم ميداليات المركز الثاني من مندوب الملك بصفته كابتن الفريق، في نهائي مباراة الكأس السلطانية والتي خسرها الأهلي أمام الترسانة.
وتم إبلاغ هذا القرار إلى الاتحاد المصري لكرة القدم، وبعد أيام، طلب الإتحاد من الأهلي رفع الإيقاف عن حسين حجازي ليشارك مع منتخب مصر في الدورة الأوليمبية بأمستردام 1928، ورفض الأهلي هذا الطلب، ولم يشارك كابتن الأهلي ومصر مع المنتخب المصري الأولمبياد، وفازت مصر بالمركز الرابع كأول إنجاز مصري عالمي في تاريخ الكرة المصرية.
وفي عام 1985 تم إيقاف 16 لاعباً من الفريق الأول لتمردهم على النادي، وكان أمام الأهلي مباراة هامة في بطولة كأس مصر، لم تعبأ إدارة النادي ببطولة كأس مصر، وكان همها الأول ترسيخ الأخلاقيات، ولعب الأهلي بفريق من الناشئين وهزم الزمالك بكافة نجومه، واستمر في مشوار البطولة حتى فاز بها ومعها انتصرت الأخلاقيات.
في منتصف التسعينات قام إبراهيم حسن نجم الأهلي ومنتخب مصر بتوجيه إشارات خارجة لجمهور المغرب في لقاء مصر والمغرب الذي أقيم بالدار البيضاء، وعلى الفور قام النادي الأهلي بإصدار قرار بإيقاف اللاعب ستة شهور، واضطر إتحاد الكرة الذي كان يستعد للتغاضي عن عقاب اللاعب بحجة أنه تعرض لاستفزازات من الجماهير للتصديق على قرار النادي الأهلي، ولم يقل أحد في الأهلي لا علاقة لنا بما حدث في المنتخب، فالنادي شيء والمنتخب شيء آخر، كما سمعنا في أزمة الحارس الهارب.
وفي عام 2002 أوقف الأهلي إبراهيم سعيد، ولكن إتحاد الكرة بقيادة الدهشوري حرب وهاني أبو ريدة المشرف عن المنتخب المصري ومحمود الجوهري ضموا إبراهيم سعيد للمنتخب وضربوا بالأعراف الرياضية عرض الحائط بحجة مصلحة المنتخب، وفي مالي تم ترحيل إبراهيم سعيد لتجاوزاته الأخلاقية وخرج المنتخب من دور الثمانية.
وأخيراً أهدي للجميع التصرف الرائع للنجم العالمي محمد رشوان، بطل مصر وأفريقيا والعالم في الجودو، والذي لم يستخدم المبدأ الفاسد الغاية تبرر الوسيلة في مباراته بنهائي الوزن المفتوح لاوليمبياد لوس أنجلوس 1984، والتي تعطي الفائز بها الميدالية الذهبية حين دخل البطل الياباني العالمي ياماشيتا المباراة وهو يعاني من إصابة في أحد ساقيه، وفي المباراة فوجئ العالم أجمع بأن محمد رشوان يتعمد الابتعاد عن القدم المصابة للاعب الياباني، وخسر رشوان المباراة وخسر الميدالية الذهبية التي كان يستطيع الفوز بها بضربة قدم واحدة في قدم ياماشيتا المصابة، لكن محمد رشوان كسب احترام العالم أجمع ونال جائزة اللعب النظيف وكرمته اليابان ولا زالت تكرمه حتى اليوم.
وأراهن الجميع على أن يتذكروا من هم أبطال مصر الذين فازوا بميداليات في أوليمبياد أثينا 2004، قد يتذكر الجميع كرم جابر، وقد يتذكر البعض لاعباً آخر معه، ولكني على ثقة أنه لن يتذكر أحد ألا ما ندر اللاعبين الخمسة الفائزين بميداليات أولمبية في هذه الدورة، يا سادة، الأخلاق قبل البطولة.
لهذا، ولأن هذه المبادئ راسخة في وجدان كل من ينتمي للنادي الأهلي، فنحن كأهلاوية نرفض أي خروج عن القيم والمبادئ والأخلاقيات ولو كانت في صفوف الأندية المنافسة، وحتى إن أيد المنتمون للأندية المنافسة خروج أخلاقي أو عدم احترام للوائح والعقود يضر بالأهلي، فلن يكون أبداً موقفنا مماثلاً مع المنافسين في الساحة الرياضية، فهذا ليس من شيم الأهلي ولا من شيم جماهيره.
وها نحن جميعا نرى ما حدث نتيجة "تطنيش" أولى الأمر عن التعامل بحزم مع المتجاوز فيما يخص الأخلاق ومع ضرورة التمسك وترسيخ المبادئ، فلم يكد الحارس الهارب يتمتع بمخالفته لكل القواعد الأخلاقية كما لو لم يفعل شيء، إلا وانتشر بين أركان الكرة المصرية في الأندية الصغرى والكبرى وخاصة الدوليون منهم، كالنار في الهشيم، التحلل من الأخلاق عند الكثيرين، وهؤلاء لم يكن لهم سوابق، ولكنهم رأوا الاستفادة من الحالة الحالية في تحقيق مكاسب شخصية مثلهم مثل المسئولين عنهم الذين استثمروا هروب الحارس الهارب ولم يروا – ولو بين أنفسهم – خطأ ما قام به اللاعب.
ولم يتوقف المسئولين والإعلام عند حدود التهليل للتجاوز، بل اتهموا من لاموا اللاعب على خروجه على الأصول والطبائع المصرية، ولا مانع من إلصاق تهم انعدام الوطنية لديهم، لأنهم يستنكرون خيانة عهد الحارس الهارب، لأنه بطل قومي لا يجوز محاسبته وبالتالي المسئولين عنه، الذين يرون أنهم أكثر معرفة بالصح والخطأ، والمعاني أو المفاهيم الجديدة للوطنية والخيانة.
ولكننا لن نسير فى جنازة "الوطنية" المفتعلة، لذا نرفض المزايدة على وطنية جمهور الأهلي الرافض لأي خروج أخلاقي تحت دعاوى باطلة، أو تحت الحجة المزعومة المسماة مصلحة مصر ومنتخب مصر، فمصر لا ترضى بأي انفلات أخلاقي، ومن يريد أن يتخذ جمهور الأهلي مواقف تؤيد الخروج على الأخلاقيات، فعليه أولاً أن يمسح تاريخ الأهلي من وجدان هذا الجمهور الواعي المتمسك بأخلاقيات وقيم ومبادئ ناديه.
هؤلاء المزايدين في وسائل الأعلام على جمهور الأهلي، لا يبغون الوطنية ولا مصر ولا منتخب مصر ولا مصلحة مصر، بل هم تجار يتشدقون بما لا يملكون ويتهمون الغير بما لا يمكن أن يتفهموا معناه، هؤلاء القابعون خلف مكاتبهم فى الغرف المكيفة ويكتبون في صحف قومية وغيرها وتخسر صحفهم ويتحمل الشعب الصابر هذه الخسائر ليقبضوا هم مرتبات وأجور، لن يتفهموا ما يرددوه حول معانى الوطنية الحقيقية لأنهم في الأساس لم يتعلموا ولن يتعلموا مبادئ الأخلاق، ولا تحركهم إلا المبادئ الميكيافيلية وعلى رأسها مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
هؤلاء المزايدين المطبلين على وطنية جمهور الأهلي انكشفوا تماماً في قضايا اللاعبين المثارة حالياً وفاجئونا بمواقف أقل ما يقال عنها أنها مواقف تعبر عن كيفية فهمهم للأخلاقيات، مواقف تعبر عن عفن سائد يسود في الوسط الرياضي بأكمله.
لهذا فلن يتفهم هؤلاء مواقف جمهور الأهلي الراسخة في وجدانه على مر التاريخ، هؤلاء العاملين في وسائل الإعلام الذين يضعون أنفسهم في أبراج عاجية يهاجمون منها الجميع أسألهم، ما هي مؤهلاتكم لتكونوا في منابر إعلامية؟، أين درستم النقد الرياضي؟، أين تعلمتم الكتابة؟، فللأسف الشديد أغلبهم دخلوا المجال الإعلامي عن طريق المعارف والواسطة والوراثة كون آبائهم أو أمهاتهم يعملون في نفس المجال.
ونتناول مواقف هؤلاء لنعرف معاً كيف يتلون هؤلاء بلا خجل أو حياء، ولنبدأ بقضية عمرو زكي، ومبدئياً فأكرر الموقف الثابت في رفضي الكامل لأي اختراق وعدم احترام للعقود، ولهذا فأنا رافض تماماً عدم احترام عمرو زكي لعقده مع نادي الزمالك.
ولكني أسأل هؤلاء المزايدون على وطنية جمهور الأهلي، أين أنتم يا من صدعتمونا بالحديث عن حتمية الاحتراف وفتح الباب ليخرج لاعبينا لأوروبا من أجل مزيد من الخبرة تعود على منتخب مصر بالفائدة؟، لماذا لم نقرأ لكم مقالات وسكتت ميكروفوناتكم عن نقد ممدوح عباس لرفضه احتراف عمرو زكي رغم أنه وعده أكثر مرة بالاحتراف بعد الفوز ببطولة كأس مصر؟ هل اكتشفتم فجأة ان سعى اللاعب للإحتراف هو "قلة أصل" يجب مقاومتها فقط لأن احتراف عمرو سيؤدى لخسائر لممدوح عباس، بينما "الهروب" هو "الأصالة كلها"؟.
هل تأكد الجميع أن وطنية هؤلاء لا تعدو أن تكون مجرد طنطنات فارغة يزايدون بها فقط على المنتمين للنادي المنافس لصالح الأندية التى يشجعها هؤلاء الإعلاميين؟.
الغريب أن يخرج الكابتن أحمد شوبير ليقول في حوار تليفزيوني، إنه لو لم يلتزم عمرو زكي بقرارات إتحاد الكرة فسيتم إيقافه محلياً ودولياً.
إذن يا كابتن شوبير، ولماذا يتم إيقاف عمرو زكي دولياً، ما ذنب منتخب مصر؟، ولماذا يتم التضحية بمصلحة منتخب مصر لخطأ لاعب في ناديه؟، ولماذا لم تعتبر نادي الزمالك "شىء" ومنتخب مصر "شىء آخر" كالنادى الأهلى؟، أين رد الكابتن حسن شحاتة في هذه المسألة؟، ولماذا يسمح بتدخل مثل هذا في عمله؟، وأين من قالوا النادي شيء والمنتخب شيء آخر؟، أين أنت يا حمرة الخجل؟.، هكذا وبكل بساطة يتم إيقاف لاعب لخلاف مع ناديه، أو بالأصح رئيس ناديه؟.
إذن أين كنتم وحارس هارب يكيل الاتهامات لناديه يمنة ويسره وتكرموه باللعب في مباراة ودية ولا تحترمون الجمهور الذي تتواجدون جميعاً مسئولين وإعلاميين من أجله، هذا الجمهور الذي تفتحون بيوتكم من جيوبه؟.
الآن يا سادة تصمتون ولا نسمع لكم تعقيباً على تصريح أحمد شوبير نائب رئيس الإتحاد، ث تتحدثون عن الوطنية؟، أي وطنية هذه التي تتشدقون بها؟، إنها وطنية شارع الهرم، وطنية الراقصين على كل الموائد، وطنية عرجاء لم ولن تنالون أبداً شرفها، عد أن سقطت عنكم أوراق التوت.
وأعود لأكرر أنني ضد أي فصل بين المنتخب والأندية، فبدون الأندية لا يمكن أن يوجد منتخب، ولهذا فأنا مع إيقاف أي لاعب يخطئ في حق ناديه محلياً ودولياً حتى تستقيم الأمور وتعود لطبيعتها، ومكسب مصر أعلى بكثير عند احترام اللوائح والمبادئ والأخلاقيات من الوصول لكأس العالم، بل أعلى بكثير من الفوز به، ولكني فقط أضعكم يا من تطبلون وتزايدون أمام الجمهور الذي يفهم جيداً من أنتم، ويعرف جيداً أنكم مزايدين من أجل انتماءاتكم لأنديتكم ومن أجلها تتاجرون بكل شيء.
ولنتحول لقضية هاني سعيد، وأسأل الجميع سؤالاً واحداً، لماذا لم يسأل أحد عن توقيع اللاعب يوم 15 يونيو 2008 وهو في معسكر منتخب مصر؟، لماذا لم يسأل أحد عن مخالفة نادي الزمالك للوائح الإتحاد في عدم التفاوض قبل المدة المحددة للتفاوض أو من وراء ظهر النادي الذي يلعب له اللاعب؟، كيف تتحول معسكرات المنتخب لساحة تفاوض؟، وتتساءلون لماذا ساءت الحالة الفنية لمنتخب مصر؟، كيف تكون حالة المنتخب جيدة وقد تحول لسوق عكاظ؟، وتتساءلون عن سر غضب جمهور الأهلي من المنتخب ومسئولي المنتخب؟.
وفي هذه القضية هالني موقف دكتور عبد المنعم عمارة، فكلنا لا يعرف حقيقة الاتهام الذي وجهه محمد عبد المنصف لهاني سعيد بالبلطجة، إلا أن دكتور عمارة ظل يكرر سؤال استفهامي يريد به أن يضع محمد عبد المنصف في خانة أولياء الله الصالحين، فكان يقول "عبد المنصف قال كده؟"، إذن عبد المنصف كلامه مصدق، وحكم ابن الإسماعيلية على هاني سعيد بالبلطجة بدلاً من أن يحزن لأن الإسماعيلي باع نجماً من نجومه وهو الباكي دائماًَ إن خرج لاعب من الإسماعيلي ليلعب في الأهلي.
مشكلة عبد المنعم عمارة أنه يفترض سذاجة المشاهدين، يا دكتور عمارة، لم نسمع منك كلمة واحدة ترفض فيها بيع لاعب يعد من الأعمدة الرئيسية في النادي الإسماعيلي، وأنت الذي تتهم دائماً الأهلي بالسطو على لاعبيه، ولكن ماذا نفعل مع رجل تاريخه الطويل يشهد بحقده الدفين على النادي الأهلي، هذا الحقد الذي جعل عبد المنعم عمارة ينسى مصلحة الإسماعيلي من أجل إدانة لاعب خدم ناديه.
أيضاً هالني الموقف المخزي للواء سيد القماش الذي خرج في إحدى القنوات التليفزيونية ليخرج من بؤر الصديد كماً هائلاً يملأ مدينة بأكملها، لن أرد على الصديد الذي خرج منه ضد النادي الأهلي فلن يلوث صديده إلا نفسه ، ولكني أندهش للتضليل المتعمد الذي يضلل به هذا الرجل كبير السن أهل مدينته، فقد قال الرجل رداً على سؤال عن لماذا يتم بيع هاني سعيد وأنتم ترفضون بيع نجوم الإسماعيلي، "إن هذا التوقيت هو أفضل توقيت لبيع هاني سعيد فمن حقه التوقيع في يناير لي فريق"، وأسأل القماش، ولماذا لا تسعون للتجديد له؟، ولماذا أنت تحديداً عارضت بيع سيد معوض في يناير الماضي للأهلي وكان موقفه هو نفس موقف هاني سعيد؟، على من تضحك يا قماش؟، المضحك أن البرنامج الانتخابي لسيد القماش به بند قمة المسخرة، فقد كتب أن من إنجازاته إدخال خمسة ملايين جنيه لخزينة النادي الإسماعيلي من عائد بيع سيد معوض، وهو الذي صدع الجميع بأن سيد معوض لن يتم بيعه ولو بمائة مليون جنيه، وأدعو اللواء القماش لبيع عمر جمال وشريف عبد الفضيل ويدخل لخزينة الإسماعيلي ما لا يقل عن 15 مليون جنيه ليضيفها لإنجازاته، ولله في خلقه شئون.
عموماً، وطالما أمثال سيد القماش وعمارة هم من لهم الكلمة في الإسماعيلية، فهنيئاً للأهلي، فطالما ظل هؤلاء لا يحبون مصلحة ناديهم بقدر حقدهم على الأهلي، فهنيئاً للأهلي.
وأخيراً وفي نفس قضية هاني سعيد لابد من أن نذكر سبب المشكلة بينه وبين نادي الزمالك، فالعقد مع الزمالك لمدة ثلاثة سنوات، بإجمالي قيمة سبعة مليون وخمسون ألف جنيه، أي بمعدل إثنين مليون وثلاثمائة ألف جنيه سنوياً، وهو العقد الذي سيثير كل الأحقاد في نفوس لاعبي الزمالك ليطالبوا بمثله من ممدوح عباس، وسبب تراجع هاني سعيد عن توقيع عقده مع الزمالك كان رغبة ممدوح عباس في تعديل العقد ليصبح أربعة سنوات بنفس القيمة، ولهذا فقد كان تراجع ممدوح عباس عن وعوده لهاني سعيد خوفاً من مطالبة لاعبي الزمالك بالمساواة بهاني سعيد، هو السبب الرئيس في تراجع هاني سعيد عن التوقيع، وليس أي سبب آخر كما يدعون.
نأتي للقضية الأخيرة وهي قضية حسني عبد ربه، ولن ندخل أيضاً في التفاصيل، ولكن دعونا نشاهد مسرحية التواطؤ الفاضحة التي قام بها مسئولو إتحاد الكرة في قضية حسني عبد ربه.
فاجأ محمد السياجي رئيس لجنة شئون اللاعبين، وأحمد شاكر أمين صندوق إتحاد الكرة الجميع عندما قالوا على الهواء في برامج تليفزيونية، إن الإسماعيلي حصل على أوراق تفيد تصالحه مع نادي ستراسبورج الفرنسي والذي حكمت المحكمة الرياضية الدولية لصالحه وأعطته حق التصرف في حسني عبد ربه.
هل آن الأوان أخيراً ليعترف السادة بأن الإسماعيلي خسر قضية اللاعب أمام نادي ستراسبورج؟، فلماذا إذن يا سادة أرسلتم للإتحاد الدولي تتساءلون عن مصير بطاقة حسني عبد ربه الدولية حين طلبها نادي ستراسبورج؟، ولماذا لم تعلنوا على الرأي العام رد الإتحاد الدولي بأحقية نادي ستراسبورج في البطاقة الدولية؟، ولماذا تلكأ الإتحاد المصري في إرسال البطاقة الدولية لنادي ستراسبورج؟.
لماذا يا سادة تعترفون الآن وتأخذون بأوراق ستراسبورج التي تقول أنها تفيد تصالح الإسماعيلي وستراسبورج وتعطي بها أحكاماً دون الرجوع للإتحاد الدولي؟، أم أن تعطيل الأوراق والإجراءات كان هدفه فقط إضاعة حقوق الأهلي في اللاعب؟ لا يشك عاقل فيما حدث وفى نواياكم، فالمؤكد أنكم لم تخططوا لمنفعه لصالح الإسماعيلي، والمؤكد أيضا أن ما هدفتم له هو كيف تتم خسارة النادى الأهلى على ايديكم الطاهرة.
يا سادة، عندما استقبل إتحاد الكرة فاكساً مزوراً سارع المسئولون في الإتحاد بالاتصال بالاتحاد الدولي وجاءهم فورا الرد بأن الفاكس لم يصدر عن الإتحاد الدولي، فهل لنا أن نسأل متى رد الإتحاد الدولي على استفسار الإتحاد المصري عن مصير بطاقة حسني عبد ربه التي طلبها نادي ستراسبورج؟، ولماذا لم تعلنوا عن الرد في حينه؟، ولماذا لم تعلنوا عن أن ستراسبورج فاز بقضية اللاعب وبأحقيته في بطاقته الدولية إلا بعد الصلح الوهمي مع الإسماعيلي؟.
يا سادة أنتم مطالبون بإرسال استفسار للإتحاد الدولي عن صحة هذا الصلح المشبوه، الذي يعطي لمن لا يملك الحق في بيع ما لا يملكه.
وأقول لكل من يتحدث عن الجهل باللوائح ويتهم الأندية والإتحاد به، لا يوجد أحد جاهل باللوائح يا سادة، بل القوانين واللوائح معلومة ومفهومة للجميع، ولكن يوجد تواطؤ وتلكؤ ومصالح متبادلة هي التي تحكم كل شيء، أما القوانين واللوائح فمكانها الأدراج، ولا عزاء للكرة المصرية.
نعم هناك مصالح، فأغلب المسئولين في إتحاد كرة القدم يعملون مستشارين في مجالات مختلفة لدي ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك، أحمد شاكر أمين صندوق إتحاد الكرة لن يرشح نفسه مرة أخرى لقضائه ثمانية سنوات، ويريد إرضاء حسن صقر رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ليتم تعيينه في المجلس الجديد، والسياحي يريد الاستمرار في بؤرة الأضواء بلجنة شئون اللاعبين.
أما أحمد شوبير المستشار الفني والإعلامي لممدوح عباس، فلو سقط ممدوح عباس في الانتخابات وهو بالطبع سيخرج من إتحاد الكرة لقضائه ثماني سنوات فسيخسر الجلد والسقط، ويسعى بكل قوة حتى ينجح ممدوح عباس ويعمل بجد ودأب من أجل عمل أي شيء حتى ينجح ممدوح عباس، من أجل التوسط له عند حسن صقر ليعين في إتحاد الكرة هو الآخر.
إذن طالما الإتحاد سينجح مرة أخرى ويعاد تعيين من لا حق له في الترشيح، فلماذا إذن يتم عمل إنتخابات يا سادة، فضوها سيرة أحسن، البلد كلها شغالة من أجل مصالح ممدوح عباس، حتى أبناء الأهلي في إتحاد الكرة صلاح حسني ومجدي عبد الغني وسمير زاهر والنائب أحمد شوبير، ويا مرحب بالكراتين والهدايا والمصالح.
يا سادة، هذا هو الحال في الإعلام المصري، إعلام الوطنيين الجدد الذين يتعلمون حب الوطن في المراقص، وها هم المسئولون لدينا، تتحكم فيهم السلطة والمال، ولهذا ولأن السلطة والمال كلها في يد حسن صقر وممدوح عباس، فإنهم جميعاً إعلاميين منتمين لأندية منافسة، ومسئولين غير مسئولين، لا يهمهم لوائح ولا قوانين ولا حقوق مشروعة، بل يبحثون عن مكاسب ومصالح شخصية، ولا عزاء للكرة المصرية.
أما من يتساءل وهو يتصنع الدهشة عن أسباب التراجع المخيف في مستوى المنتخب، والإصابات والإيقافات والظروف المعاكسة له والتي تجمعت كلها مرة واحدة لتقف ضده، فأقول لهم، "إنها نواياكم السيئة"، وطالما النيات سيئة، فلن تنالوا أبداً إلا كل فشل، ولن أتمنى لكم النجاح.
بسم الله الرحمن الرحيم "إن الله لا يصلح عمل المفسدين" صدق الله العظيم.