كتب محمد مصطفي, في 18-07-2008 16:44 |
تأتي مباراة الأهلي والزمالك القادمة في بطولة دوري أبطال أفريقيا في ظروف لم تعشها الكرة المصرية من قبل، تأتي وحالة إحتقان غير مسبوقة تعيشها جماهير الكرة المصرية جمعاء.
ب
وصل العداء بين الجماهير بمختلف انتماءاتها من شمال مصر لجنوبها ومن شرقها لغربها لحد لا يمكن تخيله، وصل الحال للرفض الكامل للآخر حتى وإن كان هذا الأخر شقيق لك، فلا يمكن أن ينكر أحد أن هناك ملايين البيوت التي يسكن فيها إخوة يشجعون ناديين مختلفين.
وصل العداء بين الجماهير بمختلف انتماءاتها من شمال مصر لجنوبها ومن شرقها لغربها لحد لا يمكن تخيله، وصل الحال للرفض الكامل للآخر حتى وإن كان هذا الأخر شقيق لك، فلا يمكن أن ينكر أحد أن هناك ملايين البيوت التي يسكن فيها إخوة يشجعون ناديين مختلفين.
دعونا لا نناقش من منا على حق ومن منا على باطل، فمن الضروري أن نعترف أنه لا يوجد من له الحق الكامل، ولا يوجد في الوقت نفسه من هو على باطل طول الوقت، فالحقيقة أن كل جمهور الكرة المصرية مجني عليه، ولابد أن نتحدث عن أسباب ما يجري على الساحة الرياضية وأعني بحديثي سبب الإحتقان الموجود ومن الذي أشعله.
لا أدعوكم لجدال نتبادل فيها الإتهامات، بل أدعوكم لوقفة من أجلنا نحن، من أجل الجمهور، من أجل الصالح العام لنا نحن الجمهور، من أجل الكرة المصرية التي أساء لها المسئولون والإعلام.
إنها ليست وقفة من أجل المسئولين أو الإعلام، فللأسف الشديد فإن الضحية الوحيدة لكل هؤلاء نحن جماهير الكرة المصرية، لم يكن المسئولين والإعلام أبدا على مستوى المسئولية، بل هم من أشعلوا النيران وهم من سكبوا عليها الزيت كى تظل مشتعلة بين جماهير مصر، وفي النهاية يتهمون الجمهور بالتعصب بينما هم المتهمون الحقيقيون بالتعصب.
دعونا نتفق مبدئياً على أن لا نتعرض الآن لقرارات إتحاد الكرة عادلة أو مجحفة أو موجهة، وما حدث بين الأندية من صراعات، فهي للجميع وعلى الجميع، حتى وإن أحس البعض بوقوع ظلم أكثر على ناديه، فيوم لك ويوم عليك، ومن يطبل أو يزغرد لقرار الآن أو لمسئول هو نفسه الذي كال الإتهامات يمنة ويسرة لنفس المسئول في قرار سابق أو لاحق، ويجب أن نصارح أنفسنا جميعاً ونعترف ونقر أن المسئولين في الرياضة المصرية هم سبب ما يجري بقراراتهم المجحفة للجميع واستخدام معايير مختلفة في الأحكام، ناهيكم عن تحكم البيزنيس والمصالح الخاصة فى الرياضة المصرية بشكل غير مسبوق، لا يستثنى من هذا أحد سواء في الأندية أو الإتحادات الرياضية، وهو ما يعني انتشار الفساد في المنظومة الرياضية بشكل بشع يندى له جبين الشرفاء منكم، هذا الفساد هو الذي يسيء في الحقيقة لسمعة مصر، مصر التي تاجر باسمها الجميع ورفعوا شعارات الوطنية الزائفة وهم يدمرون أخلاقيات شبابها ومبادئها وعاداتها وتقاليدها كل يوم.
ولكن، كان من الممكن أن يعود أي مسئول لصوابه ولو غصباً، إن تعامل الطرف المؤثر علي المنظومة الرياضية مع الرياضة بشرف، فالطرف القادر على التأثير علي المنظومة الرياضية وهو الإعلام بكل وسائله كان السبب الرئيسي في نشر الفساد بالوسط الرياضي، فالدور الحقيقي للإعلام أن يكون الرقيب الثاني بعد الضمير الإنساني على المسئولين، إلا أنه كان يساعد المسئولين في نشر الفساد والتطبيل له طالما يتفق مع مصلحة هذا أو ذاك، ويفتح عليهم النار إن كان ما يفعله المسئولين يتعارض مع مصالحه وانتماءاته.
وزاد الطين بلة احتلال المسئولين عن الكرة لكثير من وسائل الإعلام كل منهم يطبل ويزيف ويدلس ويضلل كما يريد، ووداعاً لشرف المهنة، فقد أصبح الشرف وقيمة الكلمة وقوتها لديهم لا وزن لها، وبدلاً من أن يكون في زيادة الصحف الرياضية والبرامج التليفزيونية إثراء للمنظومة الصحفية الرياضية، أصبحت هذه الزيادة وبالاً على المنظومة الرياضية ككل، بل زاد الأمر سوء عندما تحول الإعلام الرياضي ليكون نموذج حي لصحافة وبرامج البورنو، فلا حرمة ولا فاصل بين العام والخاص في الرياضة أو مسئوليها، تناولوا كل من يناوئهم وتختلف مصالحهم وانتماءاتهم معهم بكل ما يشين ويندى له جبين الشرفاء، تناولوا الحياة الخاصة لأطراف المنظومة الرياضية من مسئولين ومدربين ولاعبين دون خجل أو حياء، أدخلوا أهاليهم في جمل مفيدة تسيء لكل بيت مصري ملتزم، ولشعب عاش عمره يحترم الحياة الخاصة ويقدرها ويقدسها.
بل ما زاد الأمر سوءاً أن الإعلام أصبح يفتعل الأزمات بمغلوط الأخبار، ويخرج علينا من يبرر ذلك بأنه اجتهاد فلو لم نجتهد فلن نملأ الصحيفة، قالها أحدهم في برنامج تليفزيوني بقناة فضائية رياضية، أصبحوا يشقون الصدور ويطلعون على النوايا ويتوقعون ما فى عقل المسئول من فكر، وبعدها نجد مقالاً أو خبراً كله تضليل وتزييف وافتراءات، ولو تابعتم على سبيل المثال لا الحصر صحيفة رياضية لعام واحد، بعدد 52 عدداً ستجدون كل لاعبي مصر انتقلوا للأهلي والزمالك، وعندما يحدث انتقال للاعب تجد المانشيتات الخادعة التي تقيم الأفراح والليالي الملاح لانفرادهم وسبقهم الصحفي، وينشرون صورة ضوئية من الخبر الذي كتبوه من قبل عن مفاوضات مع اللاعب، وفي الحقيقة هم نقلوا كل اللاعبين، ولم يتركوا أحد، فأين الأنفراد؟، وأصبحت هذه الأخبار وغيرها مثار جدل في أوساط الجماهير على الرغم من زيفها.
الإعلام الرياضي تاجر بالجميع، من أجل مكاسب مالية من جيوب الجماهير، خدع الجميع، كذب على الجميع، ضلل الجميع، راهن على ضعف ذاكرة الجماهير، وانسقنا جميعاً وراءه دون استثناء، وأصبحنا متعصبين أكثر منهم، نعم، فالإعلام الرياضي هو المتعصب الحقيقي في الرياضة المصرية، إن من يدلس ويضلل هو المتعصب الحقيقي بل هو المحرض الحقيقي لكل ما يجري على الساحة من خروج على العادات والأعراف والأخلاقيات.
الجمهور يا سادة هو الطرف الأضعف في المنظومة الرياضية وأقواها في نفس الوقت، هو الأضعف لأنه أولاً الهاوي الوحيد في الرياضة المصرية والباقين كلهم محترفون، الجمهور هو الوحيد الذي يدفع من جيبه تكاليف المباريات ليشاهدها إما في الملاعب أو أمام القنوات التليفزيونية، بينما يقبض الجميع ويتربحون من وراء الرياضة بمختلف أنواعها، وفي النهاية فالجميع يسبون الجماهير التى تفتح بيوتهم من جيوبها، يتربحون منها في صحفهم، في فضائياتهم، عن طريق رسائل الـ SMS، ولولا الجمهور ما كانت هناك رياضة وما سمعنا عن هؤلاء.
وثانياً فهو المتلقي لكل ما يفرض علي عقله سواء من خلال آذانه أو عيونه عن طريق الأخبار والمقالات عبر وسائل الإعلام المختلفة، فإن كان ما يلقى عليه طيباً فلن يكون المردود أبداً إلا طيبا، وإن كان الملقى عليه خبيثاً، فلن نجد إلا كل خبيث، وللأسف الشديد فلا يتلقى الجمهور من الإعلام حاليا إلا كل خبيث.
هؤلاء المشجعون الموجودون في وسائل الإعلام المختلفة، خالفوا قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليما" صدق الله العظيم، فلم يكن فينا أبداً من يجاهر بالخطأ في يوم ما، وحتى إن كان هذا الخطأ على هوى البعض فلا يمكن أبداً أن يجاهر بتأييده، والآن نجدهم يجهرون بتأييد الخطأ بكل بجاحة وبدون أي وازع من ضمير، إنهم الآن بالفعل من المفسدين في الأرض، هل نتخيل واحدا منهم يرأس تحرير صحيفة، ويعمل رئيساً لتحرير برنامجاً فضائياً يكتب في صحيفته الصفراء، عنواناً كبيراً قبل لقاء الأحد المقبل بين الأهلى والزمالك عنواناً كبيراً هو "التار والا العار"، وفي مقاله في الصفحة الأخيرة يكتب مطالباً رؤساء إتحاد الكرة والأهلي والزمالك أن يخرجوا بياناً موجهاً للجماهير يضربون فيه بقوة على من يخرج عن النص منها؟!.
لقد فعلها هذا المضلل الذي دخل من الباب الخلفى للإعلام، وأدخل في مجال الصحافة الرياضية كل الألفاظ الخادشة للحياء بلا أي وازع من ضمير يطلب من المسئولين أن يضربوا الجماهير التي أفسدها هو ومن على شاكلته بما يكتبه من تحريض، هذا المضلل يطلق على هزيمة فريق في مباراة رياضية لقب "العار"، ثم يطالب الجماهير أن تتعامل بروح رياضية، ليس هو وحده، بل نجد كتاباً كثيرون يسبون الجماهير والروابط ويطلب أحد هؤلاء المدلسين الآفاقين أن يطبق عليها قانون الطواريء، وفي الحقيقة هو ومن على شاكلته من يستحق أن يطبق عليهم قانون الطوارئ، والغريب أن هذا الأفاق يأخذ معلوماته عبر شبكة الإنترنت كونه يعمل أرزقياً في الخليج، ويكتب في أحد المواقع الصفراء والتي ينتسب اسمها زوراً وبهتاناً للمصريين، ثم يهاجم بكل سفور وبجاحة روابط المشجعين التي يرتزق من سبها والتحريض عليها، ولكن ماذا نفعل لهذا الأرزقي الذي تخرج من مؤسسة صحفية هي الأسوأ في مصر، مؤسسة أغلب خريجوها لا يستخدمون إلا مرادفات الألفاظ الخارجة عن الأعراف، مصطلحات نخجل أن تدخل بيوتنا، ويكفي أن يتواجد بها الإسكافي، هذا الأفاق نعت الجمهور بالسفالة، وهو أول محرض على السفالة وردم ما تبقى من أخلاقيات، وكل ما قاله هو ومن على شاكلته مردود إلى وجهه الأسود.
إن مثل هؤلاء الذين دخلوا مجال الإعلام من بابه الخلفي، يدعوننا أن نطلب من وزير الإعلام ووزير الداخلية والمجلس الأعلى للصحافة، أن يعود الرقيب مرة أخرى للصحافة وتوضع البرامج الفضائية تحت الرقابة لأنهم جميعاً أصبحوا محرضين على انحدار الأخلاقيات في المنظومة الرياضية، فهم السبب الرئيسي في ما يجري من توحش جماهيري وتعصب أعمى، يهدفون منه لزيادة أرباحهم ونفخ جيوبهم من مال حرام، ثم يتباكون على الرياضة المصرية، ثم يحرضون الجميع ضد الجمهور.
عذراً للاستطراد، ولكن حالة الإحتقان التي سببها هذا الإعلام الملوث المتلون، الباحث فقط عن المصالح والإنتماءات نتيجة وجود إعلاميين بعقول ومشاعر مشجعين سيطروا على أغلب وسائله، تحتاج مجلدات للحديث عن كم الأضرار التي سببها هؤلاء المشجعين الذين يرتدون ثياب الإعلاميين والاعلام منهم براء.
من هنا نقدم دعوة لكافة جماهير الكرة المصرية بصفة عامة، وجماهير الأهلي والزمالك بصفة خاصة ليكونوا على قدر المسئولية، دعونا نعطي هؤلاء جميعاً درساً في احترام قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، دعونا نحترم ذاتنا، دعونا نعيد نحن كجماهير للرياضة المصرية هيبتها ووجاهتها وجمالها الذي فقدته في وجود هؤلاء.
تعالوا جميعاً على كلمة سواء ننبذ المحرضين ونعطيهم درساً لا ينسوه، لنكن أكثر احتراماً منهم للرياضة ولكرة القدم ولأنفسنا، دعونا لا نترك أنفسنا للاعبين بالنار، لقد جرونا جميعاً لمستنقع قذر من التعصب المقيت، أخطأنا جميعاً وهم السبب الرئيسي في كل هذا، يتربحون من رسائل الـ SMS المعروضة على شرائط اخبار قنواتهم، ونحن نساعدهم، فلماذا لا نتوقف عنها؟، يتربحون من مانشيتات تزيد الاحتقان، فلماذا نشتري صحفهم؟، دعونا نبدأ نحن كجمهور في حملة تأديب كبيرة لهم، دعونا لا نعلق على ما يكتبونه في مواقع الإنترنت، حتى يعلم الجميع بأن الجمهور بكافة الوانه يرفضهم.
ولنجعلها دعوة لجماهير الأهلي والزمالك لتخرج مباراتهما مساء الأحد كعرس كروي كبير، فهم ينتظرونها ناراً لتزيد مبيعاتهم وتنتفخ جيوبهم، ونحن من نمولهم، ونفتح لهم بيوتهم بأموال لا يمكن أن تكون حلالاً أبدا، فلعلنا إن فعلنا هذا ربما نساعدهم على الرزق من مال حلال، علينا بهم جميعاً سواء المحسوبين على الأهلي أو المحسوبين على الزمالك، كل بلا استثناء.
إن اللقاء القادم هو فى النهاية مجرد مباراة، لن يخرج الخاسر فيها خارج البطولة، ولن يكون الفائز بها هو بطل دوري أبطال أفريقيا، بل إن الخاسر قد يتوج بطلاً لأفريقيا ولا ننسي كمثال بسيط هزيمة الأهلي الأولي أمام صفاقس التونسي في افتتاح بطولة 2006، وفاز بها الأهلي في النهاية.
لنترك الشماتة في الخاسر فالضاحك كثيراً هو من يضحك أخيراً، لقد حول الإعلام الفاسد ساحة التنافس لملعب الجماهير بدلاً من أن تكون ساحة التنافس داخل البساط الأخضر، فدعونا نعيد التنافس الشريف للبساط الأخضر، دعونا نعتبرها مبادرة حب من أجل مصر، مصر التي تاجر بها علينا نحن الجمهور الجميع، ونحن فقط الذين نعلم ما هي مصر، مصر التي ترفض التحريض، ترفض سوء الأدب، ترفض البعد عن الأخلاقيات، هذه هي مصر، لم تستخدم أبداً مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".
يا جماهير الكرة المصرية، دعونا نهدأ قليلاً ونفكر في المصلحة العامة للوطن أهمله المسئولين بمختلف ألوانهم ومصالحهم خلف ظهورهم وانشغلوا بمصالح خاصة، وأغرقه إعلام فاسد في مستنقع يعلم الله وحده متى يخرج منه، إنها دعوة خالصة لوجه الله، فافيقوا يرحمنا ويرحمكم الله.
ومرة أخرى، رجاء حار من الجميع، أن نتعامل مع مباراة الأهلي والزمالك القادمة على أنها مباراة في بطولة طويلة، لا يجب أن نقلب المنتدى إلى استفزازات وخناقات بعدها، فهي مباراة الفائز فيها قد يخسر غداً، والخاسر قد يفوز بالبطولة كلها كما قلت من قبل، فالنتعامل على هذا النحو، فالشماتة أبداً لن تعود علينا بالخير، بل ستعيدنا من جديد لنقطة الصفر، ولا ننساق لتحريض الإعلام المستفيد الوحيد مما نحن فيه كجمهور من صراعات.
أعلم أني قد أطلت عليكم، ولكن كان لابد من أن نحاول مراجعة أنفسنا حتى نعود كما كنا إخوة لا تفرنا انتماءات، دعونا نفتح جميعاً صفحة جديدة، دعونا نعمل بقوله تعالى "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليما" صدق الله العظيم.
ومن هنا، من موقع Ahlynews.com، نناشد فريقا الأهلي والزمالك الوقوف دقيقة حداد على روح فقيد جماهير الكرة المصرية وعضو رابطة مشجعي الزمالك "محمود حمزة"، قبل بداية مباراة الأحد، ترسيخاً للعلاقات الإنسانية بين جماهير الكرة المصرية بمختلف انتماءاتها.