تغسل وشك وتبص فى المراية حبة وانت بتسال نفسك ليه النهاردة مش عيد ميلادك مثلا، وحد.. أى حد.. يرن عليك جرس الباب بهدية ولا مفاجأة محضرها لك؟.. مع انك عارف انه حتى لو النهاردة عيد ميلادك، آخرك حد يكلمك يقول لك "كل سنة وانت طيب" ويمكن حتى رسالة محفوظة مبعوتة لك FWDed.. وزى كل سنة بعد ما اليوم يخلص، تمنى نفسك السنة الجاية بحد يرن جرس الباب..
وتفضل السنة الجاية مابتجيش..
تقعد تشرب فنجان القهوة بتاعك ولا الشاى باللبن اليومى، وانت نفسك فى حد.. أى حد.. يرفع سماعة التليفون عليك دلوقتى ويسال عن أحوالك.. وتقنع نفسك انه أكيد محدش ح يكلمك دلوقتى.. وازاى يكلمك وانت قافل تليفونك اصلا.. مع انك عارف انه حتى لو مفتوح محدش ح يسأل عليك.. بس انت عامل نفسك ناسى عشان نفسك تكون النهاردة مبسوط..
طول الطريق للشغل ولا الكلية تفضل بتدور بين الأرقام على موبيلك على رقم.. نفسك فى حد.. أى حد.. تكلمه. نفسك تفضفض زى الفكرة القديمة فى الأفلام، تقعد على الشيزلونج وتتكلم مع حد تكون معاه مرتاح.. مش لازم تكون مشكلة ومحتاج نصيحة.. ولا حتى انك نسيت الكلام برة براويز "صباح الخير"، "مساء النور".. "سلامو عليكم"... ونفسك تجرب الكلام من جديد.. لاء.. لان عندك حاجات كتير جواك عايز تقولها وتسال عنها.. وحد يسمع.. بس حد يسمع.. مش عشان انت نفسك فى حد يسمع... برضو لاء... بس لان الحد دا نفسه انك تتكلم وهو يسمع..
بس عارف.. أراهنك وانت نازل من الأوتوبيس ولا المايكروباص... ح ترجع تقفل موبيلك تانى.. وتتحجج.. مش عشان مافيش حد.. بس انت اللى مش عايز تتقل على حد..
وتمشى.. تمشى شارع.. وراه شارع.. وتدخل يمين وتلف شمال.. وتطلع سلالم سليمة ومكسرة... وتمسك ترابزين ملاه التراب.. وتشوف وشوش.. وشوش كتير حوليك.. فيهم اللى بيضحك لك.. واللى مكشر.. والمهموم.. واللى مش شايفك.. واللى شبهك.. وانت تفضل ماشى تمنى نفسك تكون النهاردة بس مبسوط..