دخلت والدة شادي من بلكونة البيت وهي تقول له, وهو جالس في غرفة المعيشة امام التلفاز مع اخيه.
الام: هي ندى اتحجبت؟.
نظر اليها مندهشا من السؤال.
شادي: اه, وانتي عرفتي منين؟.
الام: اصلي شفت امبارح بنت معصعصة كدة , شبهت عليها بس شكيت عشانها كانت لابسة طرحة.
شادي: لا ,ممكن تكون هي.
وصمتت قليلا ثم قالت.
الام: وهي مالها كده مطلعة نص شعرها برة؟,انا عارفة انت عاجبك فيها ايه؟.
قال شادي بنفاذ صبر.
شادي: وبعدين بقى ياماما , احنا مش اتفقنا تبطلي تلقيح كلام, والي عايزة تقوليه قوليه على طول.
الام: وانا القح ليه يا خويا انت حر, انتي مش كبير وعارف مصلحتك, لما نشوف هتطلع من الاوائل على الدفعة ولا لأ, ونشوف ست الننوسة بتاعتك هتجيب كام في الثانوية العامة.
قام شادي وهو يرتدي خفه.
شادي: انا غلطان اني برد عليكي اصلا, انا هقوم خالص من هنا, عشان مانمسكش في بعض زي كل مرة.
وبعد انصرافه التفتت الام لاخيه المتضجع بجانبها على الاريكة.
الام: هو انا كلمته دا؟.
هاني: وهو انتي بتعملي حاجة ابدا.
لطمته على ساقه وهي تقول.
الام: قصدك ايه يازفت انت؟.
اعتدل وهو يقول.
هاني: مقصديش يا فريدة ياقمر, بس انتي ارضي عني الله يرضى عنك, هو جزمة قديمة وانا اصلا طالع اضربهولك.
وذهب خلف اخيه في سرعة ليتخلص من رفقة امه.
هاني: انتي خلعت وسبتني لوحدي.
شادي: مش احسن مااتخانق معاها.
هاني: تقوم سايبني عشان تاكلني انا.
شادي: والله ماعارف احلها ازاي دي, امي هتفضل تكرة ندى لحد امتى.
هاني: هههه, لحد ماتسيبها وتكلم واحدة تانية , هتتشغل وتطلع عين التانية.
شادي: مبهذرش يا هاني, انت لسه مش فاهم عشان صغير, لما تكبر وتحب, وتلاقي ماما بدأت تخنق عليك هتفهمني.
هاني: انت محسسني انك خلاص رايح تتقدم بكرة, عادي يا بني فكك, على ما المواضيع دي ما تبقى رسمى هتكون امك نسيت اصلا, وابوك عايز يخلص منك , ومش هتبقى فارقة معاها ندى ولا فتكات حتى.
شادي: وهي امك دي بتنسى برضة.
هاني: بس يا شود انت الي ع الحجر, يعني لما اتشجنت لها شوية بقت تخاف منك, و يادوب بتلقح كلام من بعيد, بس مبتعملش حاجة, امال انا الي اعمل ايه, دي خدت الموبايل ومشيت على نمر البنات بنت بنت تتصل بيها تهزأها, وخلت شكلي زبالة قدامهم في الدروس.
شرد شادي ثم قال.
شادي: انا بجد مش عارف اعمل ايه؟, هي صحيح ندى طيبة وبتسمع كلامي, بس لو حصلت مشكلة في مرة بينها وبين ماما, مش عارف هقف في صف مين.
**********************
ندى: الو , ايوة لقيت حاجة؟.
شادي: لا , المواقع كلها مش راضية تفتح, انا قاعد عليهم بقالي ساعة, النت تقيل جدا النهاردة.
ندى: ربنا يستر , انا خايفة اوي يا شادي.
شادي: هي هالة لسه بتدور.
ندى: هي يادوب عرفت تفتح الموقع وحطت رقم الجلوس, وبيحمل من ساعتها وخايفة لاتقفله منعرفش نفتح الموقع تاني.
شادي: لا ان شاء الله خير, دانتي نودي برضة , طبعا جامدة.
ندى: والله يا شادي مرعوبة, انا اعصابي باظت, خايفة اوي من درجة الرياضة.
شادي: لا متخافيش , ان شاء الله درجاتك جامدة كمان.
ندى: ليه هو انا زيك, الاول على الدفعة مستريح.
شادي: الله اكبر, انتي بتقري يا بنتي ولا ايه؟.
ندى: يعني بذكائك كده, انا ممكن اقر عليك؟, انا غيرك يا شادي, انا يهمني مصلحتك اكتر من مصلحتي انا حتى.
شادي: اهو كلام.
ندى: يعني ايه كلام؟, لا طبعا مش كلام.
شادي: لا كلام, محدش بيحب حد اكتر من مصلحته.
ندى: افهم من كده انك مبتحبنيش اكتر من مصلحتك؟؟؟.
صاح شادي فجأة.
شادي: اهه,.....اهه,....الموقع فتح اهه, رقم الجلوس, قلتيلي كام.
نست ندى الحديث السابق وهي تمليه رقم جلوسها في سرعة,فصمت قليلا ثم قال في لهفة.
شادي: فتح فتح هاتي ورقة وقلم.
*************************
جففت ندى دموعها وهي جالسة في حضن امها , بينما قال ابوها في غضب.
الاب: انا قلت من الاول, علوم ايه وزفت ايه الي هتدخله دي, لو كانت اخدت كيميا, كان زمانها فلحت, وكملت ودخلت هندسة, حتى لو هندسة خاصة.
الام: ازاي يعني؟ , اذا كانت كل الي موقعها الرياضة والعربي وجايبة في الاحياء 49 من 50.
الاب: برضه هي غيبة , كانت المفروض تمسك العصاية من النص, دلوقتي هتعمل ايه هي بال 93 بتاعتها دي, دول ميودوهاش حتى تمريض, وياريتهم 93 دول 92 وستة من عشرة.
عادوت ندى البكاء وهي ترتجف لسخرية والدها, بينما قالت نسمة في هدوء.
نسمة: ملحوقة يابابا, هي اصلا مبتحبش الرياضة ولا الفيزيا, تحول ادبي.
التفت الجميع اليها ,وكانها قالت شيئا نكرا.
نسمة : ايه فيه ايه مالكو؟, انا قلت حاجة غلط؟, بتبصولي كده ليه؟.
هالة: لا طبعا انتي هبلة, هتكمل علمي, ادبي ايه دا الي تحوله؟.
نسمة: وماله الادبي؟, وبعدين دي حاجة هي الي تقررها, متضغطوش عليها.
هالة: مالكيش دعوة انتي, خليكي في نفسك, قال تحول ادبي قال.
نسمة: وتعمل ايه لما الفيزيا تجيبها ورا؟.
هنا صاح الاب.
الاب: بس انتي وهي, لما نشوف هنعمل ايه في المشكلة دي, ابقى اسألها في فنون تطبيقية ولا جميلة , ممكن تدخل من علمي علوم ولا لأ.
نسمة: هو كل الي مدايقك انها مش هتطلع مهندسة, مايمكن هي عايزة حاجة تانية.
هالة: هي مش عايزة حاجة تانية, هي عايزة الي احنا عايزينه.
قالت نسمة بسخرية.
نسمة: صحيح , يعني هي كانت اول مرة حد يفكرلها, ما هي على طول حد بيفكرلها, حتى نسيت ان عندها مذاكرة من قلة التفكير.
لكزتها هالة في ذراعها وهي تقول.
نسمة: لسانك دا ايه , عايز القطع.
فقالت الام تنهرهما.
هالة: بس يابنات, سيبو اختكو , مش كفاية هي زعلانة, خلاص بابا هيعمل الي قال عليه وان شاء الله ربنا يقدم الي فيه الخير.
****************************
شادي: يسأل ,فنون جميلة ديكور ولا تطبيقية ديكور , تقريبا عادي يكون علمي علوم.
ردت ندى بتكاسل.
ندى: والله انا لسه مش عارفة يعني امبارح البت نسمة قعدت تلعب في دماغي, بتقولي احول ادبي, انا طول عمري شاطرة في التاريخ والحاجات دي.
قال شادي مفزوعا.
شادي: ايه , اوعي, ادبي ايه انتي اتجننتي, وفي الاخر تدخلى ايه, دانتي تكملي علمي ان شالله حتى تدخلي علوم.
ندى: ان شالله حتى تدخلي علوم, على اساس ان علوم دي كده سهل ان اي حد يدخلها ولا من غير مجموع, طب ياريت.
شادي: يعني ايه يا ريت, لا ياندى بقلك ايه, انتي السنة دي تذاكري باديكي وسنانك, لازم تجيبي مجموع كبير, تعوضي مصيبة السنة دي.
ندى: الله يا شادي؟,ايه مصيبة دي, انا مش ساقطة, انا جايبة مجموع كويس ناس كتير معرفتش تجيبه, وجايبة في البيولوجي 49 , متحسسنيش بقى انك دكتور واني صنايع.
شادي: لا ياندى, انتي السنة دي قضيتيها لعب, واهملتي فعلا في مذاكرتك كتير.
ندى: تصدق بالله, انت ماتستاهل فعلا اني كنت اضيع وقتي عليك, يعني انا مين الي كان شاغلني عن مذاكرتي وايام الامتحانات كان مقرفني في عيشتي ومبيكلمنيش, وفي الاخر تطلع انت امتياز ,وانا 93 ميدخلونيش بيطري حتى, عموما انا فهمت فعلا اني لازم اعمل زيك, اشوف مصلحتي قبلك, وقبل اي حد.
شادي: طب كويس اديني علمتك حاجة.
ندى: انت بارد كدة ليه؟, ...انا حاسة انك متغير من ساعة النتيجة ما طلعت.
شادي: ندى , متفوقيش عليا انتي كمان, انا لسه خلصان من اشتغالات ماما, ومش طايق نفسي.
ندى: طيب, هتخرجتي بكرة ولا لأ؟.
شادي: مش فاضي, عندي بكرة امتحان سواقة, وهبقى متيس بقيت اليوم, انا عارف نفسي.
ندى: طيب بعد الامتحان, ولو حتى شوية صغيرين , انت واحشني اوي , وانا مشفتكش من ساعة مارحنا نركب خيل.
شادي: هبقى اشوف ياندى ان شاء الله, يلا بقى , انا هقفل عشان انام, عايز ابقى فايق بكرة.
ندى: ماشي يا حبيبي, بس عشان خاطري تحاول نخرج بكرة.
شادي: ربنا يسهل, خدي بالك من نفسك.
ندى: وانت كمان يا حبيبي.
شادي: سلام.
ندى: مع السلامة.
مرت نسمة من خلفها ,وهي تدندن ساخرة.
نسمة: بكرة تندم تندم, ياحبيبي.
ندى: اطلعي منها يارخمة.
نسمة: طب اعرفي انتي تطلعي منها الاول.
في هذه الحظة دخلت هالة كالاعصار من باب البيت, وتخطتهما بالصالون وعبرت في ثوان الى غرفتها, فنظرتا الى بعضهما في دهشة.
نسمة: عمرو عمل مصيبة تاني.
اندفعتا في سرعة خلف هالة ,ودخلتا تنظران اليها وهي تبدل ملابسها بعصبية.
نسمة: لا, كدة مش كفاية, قطعي الهدوم احسن.
لم تجبها هالة, انما اندفعت لدورة المياة في عنف,ثم عادت واطلت برأسها.
هالة: ارجع ملاقيش ولا واحدة فيكو هنا.
وبالفعل امتثلتا لانها قالت الكلمة دون مزاح, وظلتا تتسائلان عن سبب غضبها , حتى انتهى المقام بها في فراشها, فقالت نسمة لندى قبل ان تدخل غرفتها.
نسمة: ابقي اعرفيلي ايه الموضوع واحكيلي بكرة.
ندى: مش دا لو قالتلي اصلا.
ودخلت ببطء الغرفة, ولم تضيء المصباح, بل تسمعت قليلا الى ان تاكدت ان هالة تبكي,فاقتربت وجلست على طرف سريرها, وقالت بهدوء وهي تضع يدها على رأسها.
ندى: لو مش عايزة تحكيلي مش هسألك.
قامت هالة واعتدلت وهي تبكي.
ندى: فيه ايه الي حصل؟, عمرو برضه؟.
اومأت هالة برأسها ايجابا.
ندى: حد شافه مع بنت برضه؟.
اومأت هالة برأسها نفيا.
ندى: امال ايه الي حصل؟.
هدأت هالة قليلا وهي تقول.
هالة: انا كنت معاه في العربية, وبكلمه في موضوع البنت الي انتي شفتيها معاه, وبعدين جت سيرة اسمه ايه الصاوي دا ,الي في خدمة اجتماعية بقاله ميت سنة هناك, معرفش ايه الي جاب السيرة المهم وقع بلسانه انه كان خارج معاه, قمت بهدلته.
ندى: مش الصاوي دا الواد البايئة البايظ خالص دا.
هالة: ايوة يا ستي, وانا متأكدة انه لما بيخرج معاه بيشربه زفت حشيش , وانا قلتله ميت مرة مايصاحبوش, دا واد بيئة ومش من قيمته خالص, وبعدين مبوظه على الاخر.
ندى: ياخبر حشيش, وبعدين.
هالة: قام قعد يزعقلي ويقولي انا حر, وانتي مش هتنقيلي اصحابي ,وانا امشي مع الي عايزة, وقعد يقل ادبه كتير كده, قلتله انت مش عايز واحدة تخاف عليك انت عايز واحدة تسيبك تموت نفسك, وبعدين انت مش قلتلي انك بطلت تشرب الحاجات دي,قعد يقولي, هو انا بشرب الا كل فترة , ووالله كنت مبطل, راح موبايله رن, ومرضيش يرد, قلتله رد مرضيش, قلتله طب هات ارد انا برضة مرضيش, قلتله دي بنت ولا ايه؟, قعد يزعق ويتوة في الكلام, جيت اخد الموبايل شده مني, قمت اتخانقت معاه جامد وشتمته وسبتله العربية ,واخدت تاكسي وجيت.
ندى: وبعدين؟.
هالة: مفيش بعدين, فضل ماشي بالعربية ورا التاكسي لغاية ما وصلت البيت وكنت قافلة الموبايل , اكيد كان بيتصل.
ندى: يعني هو دلوقتي تحت؟.
هالة: لا مشي من شوية, منا بصيت ملقتوش.
ندى: طيب انتي بتعيطي ليه؟.
هالة: انا مبقتش عارفة اعمله ايه يا ندى, هيجنني , مش ملاحقة عليه من هنا ولا من هنا, الاقيها من البنات ولا البلاوي الي بيشربها, ولا من كدبه عليا ولا من ايه؟, انا تعبت معاه خلاص, عمرو دا خلاني ماشية عنيا في وسط راسي من كتر مصايبه.
ندى: انتي مش بتحبيه, معلش سامحيه.
هالة: لحد امتى؟؟, لحد امتى ,دا مبيتغيرش ابدا, انا تعبت معاه وامه تعبت معاه, وخالد صاحبه تعب معاه, مفيش مبيحسش.
ندى: خلاص يا لولو, مسيره يعقل.
هالة: انا مبقتش عارفة اعمل معاه ايه, وكل مرة يرجعلي يقولي اخر مرة, ومامته تقولي هو مبيحبش الا انتي, منا عارفة انه مبيحبش الا انا, بس انا تعبت.
ندى: بصي يا لولو, انتو ابعدو عن بعض فترة, اهدو فيها, وبعد كده فكرو ازاي هتحلو مشاكلكو دي, دا هو خلاص بقى على وش تخرج وان شاء الله انتو على وش خطوبة, ربنا يهديكو.
هالة: انا زعلانة منه اوي يا ندى , اوي.
ندى: متزعليش نفسك, بكرة ان شاء الله تتصالحو,... لااااا دا الحمد لله على شادي, شوفي كنت بقول عليه بارد ومتحكم وبتاع, بس دا ملاك بالنسبة لعمرو, على الاقل انا واثقة من انه مبيبصش لحد تاني , لانه بصلي انا بالعافية اصلا.
مسحت هالة عينيها وهي تقول.
هالة: شادي دا حمى اصلا, دا لو قرب على سيجارة امه تاكله, انتي بتهذري, عامل عليكي انتي بس راجل.
ندى: ربنا يهديه يا ستي, دا مؤدب ومحترم , وبيخاف عليا, وخلاني اتحجب ودايما بيزعقلي لما بقطع في الصلاة, لا شادي, يتشهدله بجد.
هالة: بكرة تيجي الي تفتح عنيه وتاخده منك, وساعتها مش هتعرفي تتلمي عليه.
صاحت بها ندى.
ندى: اخص عليكي يا كلبة, اهو انتي.
***********************
سلمى: الو, ايه عملت ايه في الامتحان؟.
شادي: موقعتش ولا قرطاس.
سلمى: ايه الشطارة دي؟, يعني نقول مبروك على الرخصة؟.
شادي: اكيد ان شاء الله.
سلمى: دنا كلمتك من شوية لقيتك مشغول, ايه كنت بتكلم ندى؟.
شادي: لا دنا كنت بكلم ماما بطمنها, ندى مين يا بنتي, ندى تلاقيها نايمة دلوقتي, وقال ايه كانت عايزة تخرج دلوقتي, شوفي انا الي فضيت وهي لا.
سلمى: خلاص ولا تزعل نفسك, افوت عليك انا وريكا نتغدا برة النهاردة.
شادي: ماشي, اكلم الواد سامح اشوف نظامه ايه.
سلمى: قشطة, هصحي ريهام واكلمك بقى.
شادي: اوكاي يا قمر , هكلمك تاني.
سلمى: سلام.
شادي: باي.