الحلقة السادسة
جلست ندى في الكافية مع هايدي وهالة وصديقاتهما
, وهي تسترق السمع لحديثهما, محاولة ابداء اللا مبالاة على وجهها, مع انها
تفور من الداخل.
هالة: يعني المهم اتصالحتو ولا لأ؟.
هايدي: اتصالحنا, بس هتجن منه يا هالة,لسه زي ماهو, بارد برضه.
هالة: خلاص , يبقى هو كده فعلا.
هايدي: لا, انا شاكة في حاجة تانية.
هالة: ايه؟.
هايدي: فيه واحدة تانية.
امتقع وجه ندى في شدة وهي تسمع.
هالة: واحدة تانية ازاي يعني؟.
هايدي: معرفش, بكلمه باليل كتير الاقيه مشغول, واما اقوله بعد كده يقولي انا ببقى نايم, يمكن اخويا بيتكلم من موبايلي.
هالة: بجد؟.
هايدي: اه والله, بس انا حاسة انه بيكلم واحدة تانية.
هالة: يا بنتي دا هو كلمك انتي بالعافية, بيعرف يكلم واحدة تانية ازاي؟.
هايدي: معرفش يا هالة, انا هتجنن منه, انا حساه مش واضح وحكاية انه ميعرفش بنات دي ,حكاية كده هو راسمها عن نفسه.
هالة: مممم, واخبار محمد ايه؟.
هايدي: اهو محمد دا الي حكايته حكاية, امبارح يا ستي
كلمني تاني, يقولي اسف, وانا عارف اني غلطت في حقك, وانا لسه بحبك, وعرفت
قيمتك , واديني فرصة, وفكري, ووحياة الي ما بينا, وكدة بقى.
قالت ندى في راسها" يخرب بيـــــتك هو فيه محمد كمان؟؟؟".
قالت هالة في استهجان.
هالة: هو رجع تاني؟.
هايدي: اهو موال كل صيف, السيزون بتاع البرنس حمادة ,
كل ما يسيب امنية زفت بتاعته دي ,يرجع يقولي انا بحبك وانا اسف, بس انا
تعبت فرص يا هالة.
هالة: انتي بتفكري فيه لسه؟.
هايدي: معرفش, والبارد التاني الي معايا دلوقتي مش مديني فرصة انسي بيه حد, هيجنني هو كمان.
هالة: طيب ولو محمد بجد عايز يرجع المرة دي وندمان, هتعملي ايه؟.
هايدي: مش عارفة.
قالت هالة ممازحة.
هالة: دا حمادة يا هايدي, الحب الحب والبلوبيف بلوبيف.
هايدي: الله يخليكي يالولو متفكرنيش لحسن قلبي بيوجعني, ماهو انا لو مكنتش زي الهبلة كده كل مايكلمني ارجعله, كان زماني مستريحة.
هالة: والله شوفي دماغك, بس يرجع بشروطك بقى مش زي كل مرة.
هايدي: ليه هو انا هبلة؟, طبعا المرة دي يعرف حدوده بقى.
اخذت ندى تفكر فيما قالتا, ولم تعد تشعر بالندم
كما في باديء الامر , بل شعرت بالاندهاش, ان الامر عادي, كما قال لها
شادي, انهما لايحبان بعضهما البعض, لم هما معا اذن؟؟.
******************
شادي: بس انا فرحان اوي اني دخلت هندسة مع هالة.
ندى: عشان هندسة ولا عشان هالة؟.
شادي: لا, هندسة كده كده انا كنت داخلها, بس عشان اختك معايا.
ندى: ايه الغرور دا؟, في حاجة اسمها انا كده كده داخلها.
شادي: دا يعني بعد توفيق ربنا.
ندى: بعد ايه ,مانتا خلاص قلتها.
ثم قالت.
ندى: انت لسه بتكلم هايدي؟.
شادي: يعني.
ندى: مممم.
شادي: بصراحة انا عايز اسيبها بس مش عارف.
ندى: ليه؟.
شادي: ......اصل انا معجب بواحدة تانية.
قالت ندى بذعر.
ندى: الله يخرب بيتك, انت يا بني مش مركز ليه؟, يا تسيبها يا تبقى معاها, مينفعش تبقى معاها ومع واحدة تانية.
شادي: انتي خايفة عليها كده ليه؟.
ندى: عشان انت مش بني ادم صريح يا شادي, اي واحدة معاك تبقى خايفة على نفسها.
صمت لحظة ثم قال بصوت خافت.
شادي: طب ولو قلتلك ان الي انا معجب بيها دي انتي, ابقى مش صريح برضة؟.
صمتت ندى ,وقد تفاجئت بما قال.
شادي: انتي اتخضيتي ليه؟.
ندى: انت بتقول ايه؟.
شادي: بقول اني معجب بيكي يا ندى.
ندى: منا سمعت.
شادي: فمعرفش بقى موضوع هايدي دا انا عايز اخلصه, عشان انا اصلا حاسس انها هي كمان عايزة تخلصه.
ندى:...........
شادي: ندى انتي محسساني انك متفاجئة ليه؟, انا مكانش باين عليا للدرجة دي؟.
ندى: معجب بيا انا؟.
شادي: وانتي كمان معجبة بيا ,متنكريش.
شعرت بالذعر, كيف عرف؟.
ندى: شادي؟, ايه الكلام دا؟.
شادي: انا بحس كتير في كلامك انك مهتمة,
ودي حاجة بسطتني اوي يا ندى,وجرأتني اني اقولك الكلام دا,انا بجد كان نفسي
اقابل شخصية زي شخصيتك دي من زمان.
شعرت ندى بالسعادة والدهشة والحرج في ان واحد ولم تدر بم تجبه, فقالت في تلعثم.
ندى: بس....بس انا ....مبصاحبش.
شادي: واهي دي اكتر حاجة عجبتني فيكي, انك
مؤدبة, وكمان فيكي حاجة حلوة اوي ,انك مبتفكريش في الكلام قبل ما بتقوليه,
الي في قلبك على لسانك على طول, انتي مفيش منك اتنين دلوقتي, انتي عجباني
اوي.
ندى: بس يا شادي.
اكمل شادي متجاهلا طلبها.
شادي: حلوة وظريفة وبنت ناس, وشخصية دماغك شغالة , هو مش دايما صحيح بس شغالة يعني, وانا بحب اتكلم معاكي.
نهرته بعد ان شعرت بقلبها يدق بعنف.
ندى: قلتلك بس يا شادي, انت صاحب صاحبتي, عيب الي
بتقوله دا, انت قلتلي ان احنا هنبقى اصحاب مش اكتر, بس اكتر من كده,
مينفعش, ...يخرب عقلك, دي هالة لو عرفت هتموتني.
شادي: ليه؟, هي مش هالة مصاحبة عمرو مجدي باين؟, اشمعنى انتي؟.
ندى: مش عشان كده, عشان هايدي يا ذكي.
شادي: انتي يعني مش عايزاني عشان خاطر هايدي, طب والله العظيم يا ستي هايدي ما بتحبني, ومتخافيش عليها اوي كده.
صاحت به.
ندى: شادي, انت مجنون, انا مش عايزة اصاحب اصلا,
متلعبش في دماغي, انا لسه صغيرة, ولو اضطريت في مرة يبقى عشان انا بحب
البني ادم دا بجد, مش عشان اصاحب كده وخلاص.
وشعرت بكلام نسمة يدور في عقلها.
شادي: وانتي هتحبيه ازاي من غير ما تقربي منه؟, انا كنت فاكرك زكية.
ندى: يووووه يا شادي بقى, اقفل الموضوع دا, خلاص.
شادي: انتي يا بنتي انتي طاقة ولا ايه؟, موضوع ايه الي اقفله, مش لما تديني سبب اصلا انك مش عايزاني.
ندى: .........
شادي: انتي شكلك هبلة مش زي ما كنت فاكر, يا ندى من الاخر كده انا شكلي هحبك, متخلنيش ارجع في كلامي.
ندى: انت بتهددني؟؟.
قال باستياء.
شادي: انا كنت عارف انك عيلة وهتخافي.
دهشت من تراجعه , وغضبه.
ندى: شادي.
شادي: خلاص يا ندى اقفلي, تصبحي على خير, خدي بالك من نفسك.
هتفت به.
ندى: شادي , استني.
شادي: استني ايه بقى مانتي بتهزئيني كأني متصل اشتمك, انا مكنتش عايز اقلك اصلا, انا غلطان اني قلتلك.
ندى: ليه غلطان؟.
قال بصدق.
شادي: عشان كنت عارف انك هتتريأي عليا ,وهتعيشي الدور وترفضيني.
ندى: تقوم انت كرامتك تخليك تقفل, دا ايه دا؟, هو مش المفروض الي بيعوز حاجة بيدافع عنها؟.
شادي: مانتي ياندى مش طايقالي كلمة.
هدأت ندى قليلا.
ندى: خلاص يا سيدي ,والله مازعلانة منك.
شادي: اهو عشان كده انا مبحبش اكلم بنات,
كل واحدة من دول بتبقى عايزة تعمل ميدالية تعلق فيها اسم كل واحد حبها,
وتتغر وتتنطط , وانا بقى كله الا كرامتي.
ندى: دانت بجد شايف نفسك.
شادي: انتي بتهذري؟.
ندى: لا خلاص خلاص, سوري.
ذفر ليستعيد هدوئه.
شادي: طيب ياندى, شوفي دماغك , وانا مش
بتحايل على حد, انا عارف ان البنات بتحب الزن والحاجات الهايفة دي, بس انا
بجد عايزك, بس لو انتي مش عايزة, انا مش هغصب عليكي.
ندى: طيب.
شادي: باي باي, خدي بالك من نفسك.
ندى: حاضر.
شادي: سلام.
ندى: سلام.
واغلقت الخط وهي تفكر فيما قال , وعادت من الصالون ووقفت امام باب غرفة نسمة, وترددت قليلا, ثم قررت دخول حجرتها هي وهالة.
ندى: هالة ,انتي نمتي؟.
هالة: لا.
والتفتت وهي تضع هاتفها من يدها, تنظر الى ندى الحمراء الوجة في دهشة.
هالة: ايه دا يابنتي؟, انتي شبة الطماطماية ليه؟.
ندى: هالة, بصراحة كده, انا عايزة احكيلك حاجة, بس متزعقليش.
هالة: اتفضلي يا ستي.
ندى: عشان خاطري متزعليش مني.
هالة: ماتحكي اخلصي.
جلست ندى على السرير في تردد, وجمعت الافكار في رأسها ثم حكت لاختها الكبرى كل شيء