لو كانت النتيجة تشير إلى تقدم مصر بهدف نظيف على الجزائر، وصافرة النهاية تقترب، الفراعنة بحاجة لهدف حاسم. يدخل أبو تريكة منطقة الجزاء، يراوغ، لكنه يبتعد عن المرمى. الحل الوحيد للتشبث بأمل المونديال انحصر في سقوطه حتى دون التحام، فإما سيحصل على إنذار لن يفيد ولا يضر، أو يحقق حلم بلاده، فهل يفعلها؟
فعلها فابيو جروسو نجم إيطاليا، وبفضل براعته في التمثيل داخل منطقة جزاء استرليا خلال دور الـ16 من البطولة، بات الأتزروي أبطال العالم 2006.
وقد اشتهر العديد من أباطرة اللعبة بإجادتهم الحصول على ركلات ترجيح غير مستحقة، أبرزهم يورجن كلينسمان وجابريل باتيستوتا وكريستيانو رونالدو وغيرهم.
ومؤخرا، اعترف محمد أبو تريكة نجم منتخب مصر بتمثيله في بعض اللقطات للحصول على ركلات جزاء، ما فتح باب الجدل حول شرعية القضية كلها.
وعلق صانع الألعاب الرائع "ليست شطارة، بل غش"، متابعا "توقفت عن هذا الأمر، أي شخص يخطئ، ولكن يجب أن يعتذر".
أخلاقيا القصة شائكة، فهناك اتجاه يقف بصرامة أمام تلك الألعاب، ويعتبرها غش صريح، وأن الفوز بها غير شرعي.
كلينسمان .. ملك السقوط داخل منطقة الجزاء
وينظر من يتبنى هذه الرؤية للعبة جروسو من طرف استراليا، التي ودعت المونديال برغم عروضها القوية مع المدرب الساحر جوس هيدينك.
وهناك من يرى الأمر على أنه يتعلق في النهاية بلعبة، وارتكاب هذا الفعل لن يضير أحدا.
ومن يتبنى وجهة النظر هذه، يرى أن قصة تمثيل بعض اللاعبين جزء من كرة القدم، ولو كانت القضية كارثة، لتم اللجوء إلى إعادات الفيديو للحد منها.
أما وقد أعلن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن أخطاء التحكيم جزء من اللعبة، مؤكدا أن تلك الحوادث تزيد إثارة المباريات،...
الأرجنتين فازت بكأس العالم 1986 بفضل هدف غير شرعي في إنجلترا بدور الثمانية، وتتويج نجوم التانجو بتلك البطولة لم تلوثه الواقعة التي أسماها دييجو مارادونا "يد الله".
فهل لو تعلق طريق مصر إلى كأس العالم 2010 بركلة جزاء من تلك النوعية، على اللاعب - أيا كان اسمه - أن يلجأ للخداع الذي يحقق حلم البلاد؟
شارك برأيك.