أغلب الحضور الذي بلغ نحو 33 ألف متفرج بحسب الإحصائيات الرسمية كان يشجع الإمارات في مواجهة كوستاريكا. بعضهم غيظا من الفريق الذي أخرج مصر، وآخرون دعما لأواصر المحبة مع الأشقاء العرب، وفريق ثالث لأسباب مختلفة تماما.
ولعب منتخب الإمارات للشباب مباراته في دور الثمانية من كأس العالم في استاد القاهرة في ظل مساندة المصريين، ووسط أعلام الإمارات ومصر التي رفرفت بوضوح طوال الدقائق الـ120 للمباراة.
وامتلأت مدرجات الدرجة الثانية يسار، وجزء من مدرجات الثانية يمين، والدرجة الأولى بجماهير مصرية يتوسطها أفراد من الجالية الإماراتية بزيهم المميز، وجميعهم يرددون هتافات التشجيع للفريق العربي تارة على الطريقة المصرية بقيادة "الخواجة" وأخرى بالأسلوب الخليجي المعروف.
ولم يكن حضور المصريين وحماسهم نابع من دوافع داخلية فقط "وإنما بسبب المجهودات التي قامت بها سفارة الإمارات في مصر لحشد الجمهور في الاستاد" وفقا لكريم ناجي، المنسق الإعلامي المرافق لبعثة الإمارات.
وأضاف ناجي لـFilGoal.com "تكفلت بعثة الإمارات بإحضار 11 حافلة ممتلئة بالمشجعين، وأعطتهم مبالغ مالية، ووجبات مجانية، وأعلام دولة الإمارات لتشجيع الفريق في استاد القاهرة".
وحاول FilGoal.com معرفة قيمة المبالغ المالية التي حصل عليها بعض المشجعين، ولكن التقديرات تباينت بشدة ما تعذر معه الوصول إلى الرقم الحقيقي.
مساندة سكندرية
ولاقى المنتخب الإماراتي مساندة كبيرة أثناء خوض مباريات الدور الأول من كأس العالم للشباب في الإسكندرية بسبب التسهيلات التي تقدمها البعثة الإماراتية لضمان أكبر درجة من التشجيع لشبابها.
ومنذ بداية البطولة، خصصت بعثة المنتخب أعلاما صغيرة الحجم، وقمصان عليها شعار الإمارات لتوزيعها على شباب المشجعين من الأندية السكندرية حتى يساندون الفريق في مبارياته.
وكاد الإماراتيون أن يتعرضوا لموقف محرج في لقاء جنوب إفريقيا، الذي بدأت فيه الجماهير في صف الفريق العربي قبل أن يتحول بعضهم لمساندة جنوب إفريقيا عقب تقدمها بهدفين نظيفين، إلا أن عودة الإمارات للقاء وتحقيق التعادل 2-2 أعاد الأمور إلى طبيعتها في المدرجات.
وبلغ الحضور الجماهيري في مباريات الإمارات في استاد الإسكندرية أكثر من عشرة آلاف متفرج لكل مباراة، لا يتجاوز عدد الإماراتيين فيهم 700 مشجع طاروا إلى مصر لتشجيع "الأبيض الصغير".
ولكن أحمد الدوسري المنسق العام للجنة الإعلام والعلاقات العامة والتسويق في اتحاد كرة القدم الإماراتي أكد في تصريحات سابقة على مباراة ربع النهائي أمام كوستاريكا أن جماهير الإسكندرية لم تتلق أموالا لتشجيع الفريق.
وأضاف لصحيفة "الإمارات اليوم" أن جمهور الإسكندرية "طلب فقط توفير تذاكر الدخول ووسائل المواصلات، فيما رفض البعض الآخر الحصول على قيمة الوجبات وتوفير المواصلات .. اتحاد الكرة لم يقم بدفع أي أموال".
منهج معتمد
وتحفيز المشجعين على حضور المباريات لا يقتصر على البطولات التي تخوضها الفرق الإماراتية خارج أرضها فحسب، وإنما هو منهج معتمد تستخدمه كثيرا أجهزة كرة القدم هناك.
ويؤكد ناجي نقلا عن مسؤولين إعلاميين في بعثة الإمارات أن استقطاب المشجعين أمر تقوم به بعض الأندية الجماهيرية أصحاب الشعبية الضعيفة.
ويضيف أن السلطات الإماراتية كانت تشتري تذاكر مباريات كأس العالم للشباب التي نظمتها عام 2003 وتوزعها في الشوارع وقرب الملاعب لحث الجمهور على حضور المباريات بدلا من أن تقام أمام مدرجات خاوية.
ويتوقع ناجي أن تستخدم الإمارات الأسلوب نفسه في كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في نهاية العام الجاري، والتي تستضيفها الإمارات للمرة الأولى بعدما كانت النسخ الماضية تتخذ من اليابان مسرحا للمنافسات.
ومن المنتظر حضور الجماهير مباريات نادي أهلي دبي الذي يضم لاعب الوسط المصري حسني عبد ربه، فيما قد تعاني باقي اللقاءات من ضعف الإقبال