عدت من رحلتي مع منتخب مصر بعد المشاركة في نهائيات كأس العالم للشباب في الإمارات عام 2003 لأجد تغيرا في الجهاز الفني للفريق الأول برحيل مدرب برتغالي و حضور مدرب برتغالي آخر . وكانت المفاجأة الأولى مع جوزيه تصعيدي مران مع الفريق الأول وسرعان ما جاءت المفاجأة الثانية باختياري ضمن القائمة المرشحة للعب في مباراة غزل المحلة خارج ملعبنا و جاء اختياري على حساب أسماء لنجوم كبار لهم أسماؤهم ومكانتهم في الفريق و لكن المفاجأة الثالثة هي الأوقع والأحلى بعد أن تأخرنا بهدف في ربع الساعة الأولى من المباراة و نظر نحوي و طالبني ببدء الإحماء و أشركني بعد 20 دقيقة فقط ولأول مرة في حياتي و اكتملت أفراحي بتمكننا من تحويل الهزيمة إلى الفوز بجدارة 4/1.
أربعة أمور سعيدة و رائعة و متتالية في وقت قصير جدا و لكننا نقول في أمثالنا الشعبية ( الحلو ما يكملش )
وشهدت المباراة وما تلاها مفاجأتين مؤسفتين ...الاولى انني لم اكمل القاء بعد ان تعرضت لاصابة بالغة العنف و القسوة من ايذاء و عنف لاحد المنافسين وخرجت محمولا ممن الملعب الى المستشفى مباشرة حيث اكتشف الاطباء وجود كسر في الكاحل و اجريت لي جراحة دقيقة ووضعو مسمارا معدنيا لتثبيت عظام الكاحل .. وابتعدت عن الملاعب لأكثر من خمسة شهور و انتهى الموسم لي بعد دقائق من بدايته ...وهنا كانت المفاجأة الثانية وهي التجاهل التام من مانويل جوزيه سواء في الملعب بعدم سؤاله عني عند خروجي مصابا او بعدها في المستشفى او في المنزل .. وظللت مندهشا طوال فترة العلاج والتاهيل من عدم سؤاله حتى عدت الى الفريق في شهر يونيو للمران الاول معه .
استقبلني بترحاب شديد ومنحني ثقة عملاقة انه سيعتمد كثيرا على وجودي اعتبارا من الموسم التالي ..وكنت محظوظا لأن ذلك الموسم شهد انضمام ستة من الاعبين الممتازين وهم محمد ابوتريكة و محمد شوقي وحسن
مصطفى ومحمد بركات و عماد النحاس و اسلام الشاطر .
وقف معي خلال موسم 2004-2005 و اعطاني مكانا اساسيا بالفريق من اليوم الاول ..و احرزت هدفين في مباراتنا الافتتاحية في السويس مع اسمنت السويس ولم يحالفني التوفيق في المباراة الثانية امام الترسانة و لم الحظ خلال المباراة انني كنت انانيا بعض الشيء في ازدياد رغبتي الشخصية في احراز الاهداف ولكنه عنفني في اول مران و امام كل الاعبين و قال ( لم تنفذ تعليماتي ولم تلعب مع زنلائك والكرة الفردية لا تنفعني واذا رغبت في الاستمتاع بالاداء الفردي عليك ان تترك كرة القدم الان وتتجه لممارسة الجولف )
كان درسا قويا امامزملائي وخرجت منه مصمما على اعادة الامور الى نصابها في المباريات التالية ...وبالفعل توالت الانتصارات ختى بلغت 17 مباراة فوزا متتاليا في الدوري و لم نخسر أي لقاء في البطولة ووفقت في احراز 15هدفا و توجت هدافا لبطولة الدوري و عمري عشرون عاما فقط ...واكتملت الصورة الرائعة بانضمامي الى صفوف المنتخب ولعبت اساسيا في معظم مباريات الفريق في نهائيات المم الافريقية 2006 واحرزنا لقبها .
ولكن الامور تحولت كثيرا في عام 2007 وصادفني حظ عاثر جدا في احراز الاهداف وانهالت سكاكين النقد الجارح تمزقني بشكل مقصود و مؤذ . ولكنه ساندني بقوة في موقف لا يمكن ان انساه ابدا و كان متمسكا باشراكي اساسيا في كل المباريات حتى عندما تعلو الاصوات بين جماهير الاهلي في المدرجات غضبا من اهداري لفرصة ثمينة وحرص على الحديث معي امام زملائي لتعريفهم اسباب اصراره على وجودي في مواجهة تيارات اعلامية وجماهيرية مناهضة للامر وقال ( انت تلعب بطريقة صحيحة وتنفذ كل ما اطلبه منك في الملعب و تتعاون جيدا مع زملائك وتضغط على المنافسين بقوة وتمنح زملائك الفرصة و المساحاتلاحراز الاهداف اما عدم التوفيق فهي مسألة عابرة و تصادف كل لاعبي الكرة في العالم و ستزول سريعا )
وتعرضت معه لموقف صعب قبل خمسة ايام من مباراتنا المصيرية امام الزمالك في دوري ايطال افريقيا في سبتمبر 2005 في نصف النهائي . وتورطت في مشكلة مع احد ضباط الشرطة في خلاف في الشارع ووجدها الكارهون للاهلي فرصة للقضاء على متعب او ابعاده عن مباراة الزمالك تركت الصحافة كل الاخبار و تفرغت لقضيتي مع قدر هائل من الاشاعات و الاكاذيب للاساءة الى شخصي ..و في المران الاول لي مع جوزيه بعد الازمة كان رد فعله بالغ العنف في مهاجمتي لانني لم اقدر المسئولية في اهم توقيت الموسم و منحت الاخرين فرصة النيل ممني ولكنه فاجأني وفاجأ الجميع بقرار علني و قال ( رغم ماحدث ستلعب مباراة الزمالك ممن بدايتها و ستلعب للنهاية وستتحمل المسئولية كاملة رغم الضغوط الهائلة التي ستوضع عليك من الصحافة و الجماهير ) ...ولم اصدق نفسي من حجم الحوافز و الدوافغ التي شحنني بها الرجل الداهية و هو في ظاهر الامر بدا قاصيا في كلماته و تصرفاته .وبالفعل نفذ كلام ولعبت المباراة كاملة و فزنا 2/1 و سجلت واحدا من اجمل اهداف حياتي .
ولكنني لم افهم جوزيه احيانا او واجهت قراراته بانفعلات خاطئة و تعرضت بالطبع لعقوبات متنوعة ..واذكر انه استبدلني في مباراة الترجي التونسي في القاهرة ..ولم اكن سيئا بل وكان احساسي انني قريب جدا من المرمى و على حافة احراز هدف مما اصابني بضيق شديد عند خروجي ..و كشفت الكامبرات الغضب و العصبية و عدم قبولي القرار ..و تعرضت لعقوبة فورية بالايقاف 10 ايام و غرامة 40 الف جنيه و بادرت بالاعتذار لجوزيه امام الاعبين في المران التالي و اعتذرت للاعبين ووعدت بعدم تكرار الامر و بعدها اجتمع جوزيه معي و ابلغني بحبه و تقديره لي لكن االامور الخاصة بالتشكيلة و التغييرات تخضع لرؤية وافكار عديدة ولا تخطر احيانا على بال اللاعب و على الجميع قبولها بهدوء .
زتصادف في نفس الفترة انني فقدت اثنين من اعز اصدقائي هما الاعبان الراحلان محمد عبدالوهاب و احمد وحيد وقضيت اسوأ اسبوع في حياتي من الحزن والالم والفراق ..وتخلفت بدون قصد عن المران الصباحي للفريق بعد الفوز على كوتوكو الغانب 4/0 و جاء عقابه رهيبا واكبر من حجم الخطأ ممن وجهة نظري واوقفني اولا واستبعدني من المران مع الفريق الاول واحالني للمران مع اخصائي العلاج الطبيعي الذي يقوم بتأهيل المصابين . استشطت غضبا لانني سليم و لست مصابا كما اشاع البعض في الاهلي و صرحت بذلك مع احد القنوات الفضائية ...واستدعاني على الفور الى اجتماع خاص و انفرادي وتحدث معي بصراحة ووضوح وعاتبني على مهاجمته على الشاشات .ولكني اوضحت له انني لم اتحدث عنه ولكنني اكدت امرا واقعا وهو انني لست مصابال ولكني موقوف واعتذرت له للمرة الثانية و اتمنى لو قرأ الكتاب ان يقبل اعتذارا جديدا .
وعلى الجانب الاخر كانت عباراته التشجيعية و التقديرية كثيرة وفي وقتها ..وعندما جاءني عرض احتراف في ميدلسبرة الانجليزي اعترض ثم وافق بعدها مؤكدا ان الاحتراف في انجلترا امر عظيم لاي لاعب كرة. ولكني لم اوفق في خطوات الانتقال وعدت سريعا الى فريقي الذي افتقد عددكبير من الزملاء للاصابات او الايقافات ...وحرصت على الاتجاه من المطار الى بورسعيد للحاق بزملائي في لقاء المصري في الدوري وجمع جوزيه الاعبين للاشادة بموقفي وروحي العالية تجاه فريقي وشكرني ...وفي المباراة التالية امام الزمالك اشركني طوال المباراة رغم انني لم اكن الافضل بين زملائي ولكنه اراد التعبير عن امتنانه لموقفي الاخير .
وجوزيه من المدربين الذين يقدرون التضحيات والمواقف الجيدة للاعبيه في الظروف الصعبة.
وفي مباراتنا ضد الاتحاد الليبي في القاهرة في اياب نصف نهائي دوري الابطال الافريقي و كنا متعادلين سلبيا في الذهاب بذلت جهدا كبيرا في مواجهة منافس عنيد وقوي ومتكتل . و جاء هدف القاء الوحيد من كرة عرضية من جيلبرتو وتحركت للامام لتحويلها في المرمى وسبقني المدافع واصطدمت برأسه ودخلت المرمى . وكانت سعادته بي كبيرة بعد المباراة وصمم على اصطحابي معه لحضور المؤتمر الصحفي عقب اللقاء مؤكدا امام زملائي انني كنت احسن الاعبين و استحق تكريما خاصا .
و على الجانب الفني لعب جوزيه دورا فريدا في تطوير مهاراتنا ( ابوتريكة / فلافيو / اسامة حسني / بركات )
في التعامل مع الفرص داخل منطقة الجزاء وازداد تركيزه في المران على تنفيذ الركلات الحرة و ركلات االجزاء و علمنا كيفية النظر اولا الى الحارس لنرى احتمالات تحركه او سقوطه وطالبنا دائما بالتفكير واستخدام العقل و الدقة على حساب القوة في المناطق القريبة من المرمى و بالفعل سجلت اهدافا كثيرا بفضل توجيهاته . [/size]
عدل سابقا من قبل namora في الخميس يوليو 09, 2009 11:07 pm عدل 1 مرات