( لقد كتب السادات شهادة وفاته بيده) مصطفى أمين
رقم 6
لابد ان الرقم 6 كان رقم انور السادات !
بل ..
لابد انه كان اهم رقم في حياته .. وتاريخه ..ومشواره السياسي
ففي 6 فبراير عام 1938 تخرج من الكلية الحربية .. وفي 6 يناير عام 1946 اشترك في اغتيال ( امين عثمان ) وفي 6 يناير 1950 عاد الى الخدمة في الجيش بعد ان طرد منه على اثر مصرع امين عثمان ..وفي 6 اكتوبر عام 1973 قاد حرب اكتوبر ، وفي 6 اكتوبر عام 1981 اغتيل بطريقة درامية يصعب على خيال امهر مخرجي الافلام البوليسية في العالم تصورها .. وفي 6 مارس عام 1982 صدرت الاحكام في قضية اغتياله ..
ولابد ان نعترف ، ان رقم 6 كان في كل هذه الاحوال ، والمناسبات ، رقما قدريا وليس من اختياره ..ولافضل له في تحديده
السادات بعد تخرجه من الكلية الحربية
السادات في قفص الاتهام اثناء محاكمة المتهمين في قضية مقتل امين عثمان
الصورة التي اغضبت المصريين والعرب كافة السادات يعانق رئيس الوزراء الاسرائيلي بيجن
في كامب ديفيد 1979
المنصة
حتفالات 6 اكتوبر 1981
لم يكن هناك مايشير الى ان هذا اليوم سيكون يوما غير عادي ..
لم يكن هناك مايشير الى ان هذا اليوم سيكون آخر يوم في عمر ، وفي حكم السادات ..
لم يكن هناك مايشير الى ان هذا اليوم الذي يحتفل فيه السادات بذكرى انتصاره ، سيكون هو يوم مصرعه ..
في ذلك الصباح وقفت 6 ( لواري ) عملاقه تحمل جنود الامن المركزي ، خلف جامع ( جمال عبد الناصر ) بالقرب من وزارة الدفاع ، التي تعود السادات زيارتها صباح كل 6 اكتوبر ..اصطف جنود الشرطة بطول طريق صلاح سالم ، والطرق الفرعيه المؤدية الى ارض العرض العسكري ..اغلقت حواجز الشرطة العسكرية في الشوارع الرئيسية بالمنطقة..تولت نقاط الامن المتعددة ، والمتنوعة تفتيش بطاقات المدعوين لحضور العرض ، والتاكد من ان سياراتهم الخاصة ، لصق على زجاجها الامامي ، التصريح الاحمر الذي استخرجته ادارة المراسيم بوزارة الدفاع ..
الى هذا الحد كانت تبدو اجراءات الامن
بل ..
ان اجراءات الامن وصلت في صرامتها ( الشكلية ) الى حد منع ظابط - عقيد - من سلاح الاشارة ومجموعة صغيرة من المهندسين الظباط من دخول المنصة في الساعة السادسة من صباح ذلك اليوم ..
المنصة
كان السادات يجلس كالعادة في الصف الاول .. ومعه كبار المدعوين والضيوف ..على يمينه جلس نائبه حسني مبارك ، ثم .. الوزير العماني شبيب بن تيمور .. وهو وزير دولة سلطنة عمان ، وكان مبعوث السلطان قابوس الذي كان الحاكم الوحيد بين الحكام العرب، الذي لم يقطع علاقته بمصر ، ولا بالسادات بعد زيارته للقدس ومعاهدة كامب ديفيد
بعد الوزير العماني ، جلس ممدوح سالم ، مستشار رئيس الجمهورية الذي كان من قبل رئيسا للوزراء ، والذي كان اول وزير للداخلية بعد سقوط ( مراكز القوى ) وحركة 15 مايو 1971 ..
بعد ممدوح سالم كان يجلس الدكتور عبد القادر حاتم ، المشرف العام على المجالس المتخصصة ، وهو من رجال عبد الناصر الذين قربهم السادات اليه ..
وبعد الدكتور حاتم كان يجلس الدكتور صوفي ابو طالب رئيس مجلس الشعب ..
على يسار السادات كان يجلس وزير الدفاع محمد عبد الحليم ابو غزاله ..
ثم المهندس سيد مرعي صهر السادات ، ومستشاره السياسي
وبعده كان عبد الرحمن بيصار شيخ الازهر
ثم الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى ..فرئيس الاركان عبد رب النبي حافظ..فقادة الافرع الرئيسية للقوات المسلحة ..
وفي الصف الثاني _ خلف السادات مباشرة _ كان يجلس سكرتيرة الخاص فوزي عبد الحافظ
ولا احد يعرف بالضبط الحوار، والتعليقات المتبادلة بين السادات ونائبة ووزير الدفاع" لكن بعض المصادر تشير الى انهم كانوا يتحدثون عن شحنات الاسلحة الاملريكية الجديدة ، ومواعيد وصولها وكانوا يتحدثون عن احتفالات الانسحاب الاسرائيلي الاخير من سيناء في 25 ابريل 1982
وكانت حالة السادات النفسية والمعنوية في القمة
وكثيرا ماكان يقف تحية للمارين امامة واحيانا كان يرفع (الكاب ) لهم واحيانا كان يصفق لهم واحيانا كان يدخن الغليون 00ولم يتوقف عن تبادل التعليقات مع نائبة ووزير الدفاع
بدا العرض العسكري بداية تقليدية
طوابير من جنود وضباط الاسلحة المختلفة حملة الاعلام طلبة الكليات العسكرية بالونات والعاب نارية في السماء
ثم00 جاء دور طائرات (الفانتوم)
وراحت تشكيلاتها تقوم ببعض الالعاب البهلوانية ،وتنفث سحابا من الدخان الملون
وفي نفس الوقت
قال المذيع الداخلي : (والان تجئ المدفعية)
فتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وهو محاط بعدد من راكبي (الموتوسيكلات)وامام الرئيس ونائبة ووزير الدفاع وكبار القادة والضيوف،وكاميرات التلفزيون توقف فجاة احد هذة (الموتوسيكلات)اصيب بعطل مفاجئغير متوقعواختفى النبض من الموتور تماما00
لم يتوقف قائد الطابور ،حتى لايرتبك من يتبعونة ، وترك قائد الموتوسيكل يتصرف بمفردة وكان ان نزل الرجل من فوق الموتوسيكل وراح يدفعة بيدية الا مام وكان من حسن حظة ان معدل سير باقي (الموتوسيكلات) كان بطيئا يسمح لة بملاحقتها لكنة سرعان ماهبط فوق كتفية طائر سوء الحظ فزلت قدماة ،وانكفا على الارض ،ووقع الموتوسيكل فوقة
فتدخل جندي كان يقف بالقرب من المنصة واسعفة بقليل من الماء
مر الحادث بسلام
وساهمت في ذلك تشكيلات (الفانتوم)التي كانت لاتزال في السماء،وتسرق انظار ضيوف المنصالذين راحوا يستمتعون ببراعة الطيارين الذين يقودونها
السادات ينظر الى عرض الطائرات قبل لحظات قليلة من مصرعه
السادات ونائبه في ذلك الوقت حسني مبارك والمشير محمد عبد الحليم ابو غزاله قبل لحظات فقط من عملية الاغتيال
المفاجأة التي شلت الجميع
وفجاة00ارتجت احدى العربات وانحرفت الى اليمين قليلاوتصور الحاضرون ان السيارة اصابتهالعنة الموتوسيكل وتعطلت00وعندما نزل منها ظابط ممتلئ قليلانتصوروا انة سيسعى لاصلاحها وانة سيطلب العون لدفعها الى الامام بعيدا عن المنصة ،كما حدث من قبل في عروض عسكرية سابقة اقيمت في عهدي عبد الناصروالسادات
لم يشك احد في عطل العربه -الجرار
بل أن قليلين هم الذين انتبهوا لذلك..
وكان اول ما فؤجى به الحاضرون بعد ذلك هو رؤية الظابط الممتلئ الذى قفز من العربة وهو يلقى بقنبلة يدوية،تطير في الهواء ثم ترتطم بسور المنصة منفجرة ..
في ذلك الوقت كان المذيع الداخلي يحيي رجال المدفعية ويقول : ( انهم فتية آمنوا بربهم )!!
كان ذلك الظابط هو الملازم خالد الاسلامبولي الظابط العامل باللواء 333 - مدفعية ..
جرى خالد الاسلامبولي الى العربة ، وفتح بابها ، وامسك بمدفع رشاش .. عيار 9 مم .. وطراز ( بور سعيد ) .. في نفس اللحظة ، كان هناك فوق صندوق العربة شخص آخر ، يلقي بقنبلة اخرى سقطت بالقرب من المنصة بحوالي 15 مترا .. وسقط من القاها في صندوق العربة ..
وكان ذلك الشخص هو ( عطا طايل ) ..
وقبل ان ينتبه احد ، من الصدمة ، القى خالد الاسلامبولي ، القنبلة اليدوية الدفاعية الثالثة في اتجاه المنصة .. فسقطت بالقرب منها لكنها لم تنفجر هي الاخرى .. واكتفتى باخراج دخان كثيف منها ..
وقبل ان ينتهي الدخان ، انفجرت القنبلة الرابعة ، واصابت سور المنصة ايضا ..وتناثرت شظاياها في انحاء متفرقة ..لكن .. هذه الشظايا لم تصب احد ..وكان السبب هو سور المنصة الذي كان بمثابة ( الساتر ) الذي حمى من خلفها من شظاياها ..
وكان رامي هذه القنبلة هو عبد الحميد عبد العال ..
في تلك اللحظة انتبه ابو غزاله .. واحس ان ثمة شئ غير طبيعي يحدث ..وقد تأكد من ذلك بعد ان لمح الرشاش في يد خالد الاسلامبولي ..واكتشف انه عار الرأس ، ولا يضع (البريه ) كالمعتاد ..
وانتبه السادات هو الاخر ..
وهب من مقعده واقفا .. وانتصبت قامته ..وغلى الدم في عروقه .. وسيطر عليه الغضب .. وصرخ أكثر من مرة :
( مش معقول ) ..( مش معقول ) ..( مش معقول ) ..
وكانت هذه العبارة المكررة هي آخر ماقاله السادات ..فقد جائته رصاصة من شخص رابع كان يقف فوق ظهر العربه ويصوب بندقيته الآليه ( عيار 7.92) نحوه .. وكان وقوف السادات ، عاملا مساعدا لسرعة اصابته ..فقد اصبح هدفا واضحا ، وكاملا ، ومميزا .. وكان من الصعب عدم اصابته .. وخاصة ان حامل البندقية الالية هو واحد من ابطال الرماية في الجيش المصري وقناص محترف ..
كان ذلك هو الرقيب متطوع (حسين عباس علي ) ..
اخترقت الرصاصة الاولى الجانب الايمن من رقبة السادات في الجزء الفاصل بين عظمة الترقوة وعضلات الرقبة .. واستقرت اربع رصاصات أخرى في صدره ، فسقط في مكانه .. على جانبه الايسر ..واندفع الدم غزيرا من فمه ..ومن صدره .. ومن رقبته .. وغطت ملابسه العسكرية المصممة في لندن على الطراز النازي -الالماني ..ووشاح القضاء الاخضر الذي كان يلف به صدره والنجوم والنياشين التي كان يعلقها ويرصع بها ثيابه الرسمية المميزة ..
بعد ان اطلق حسين عباس دفعة النيران الاولى ، قفز من العربة ، ليلحق بخالد وزملائه الذين توجهوا صوب المنصة .. في تشكيل هجومي ، يتقدمهم خالد ، وعبد الحميد على يمينه ، وعطا طايل على شماله .. وبمجرد ان اقتربوا من المنصة اخذوا يطلقون دفعة نيران جديده على السادات ..وهذه الدفعة من النيران اصابت بعض الجالسين في الصف الاول ، ومنهم المهندسين سيد مرعي ، والدكتور صبحي عبد الحكيم الذي سارع بالنبطاح ارضا ليجد نفسه وجها لوجه امام السادات الذي كان يئن ويتألم ويلفظ انفاسه الاخيرة ..ومنهم فوزي عيد الحافظ الذي اصيب اصابات خطرة وبالغة وهو يحاول ان يكوم الكراسي فوق جسد السادات ، الذي ظن انه على قيد الحياة ، وان هذه المقاعد تحمي حياته ، وتبعد الرصاصات المحمومة عنه ..
كان اقرب ظباط الحرس الجمهوري الى السادات عميد اسمه احمد سرحان ..وبمجرد ان سمع طلقات الرصاص تدوي ، سارع اليه وصاح فيه :
(انزل على الارض ياسيادة الرئيس ..انزل على الارض ..تنزل )..
ولكن ..
كان الوقت - كما يقول العميد احمد سرحان - متاخرا ..( وكانت الدماء تغطي وجهه وحاولت ان افعل شيئا واخليت الناس من حوله ، وسحبت مسدسي واطلقت خمسة عيارات في اتجاه شخص رايته يوجه نيرانه ضد الرئيس ) .
لم يذكر عميد الحرس الجمهوري من هو بالظبط الذي كان يطلق نيرانه على السادات ..فقد كان هناك ثلاثة امام المنصة يطلقون النيران ( خالد ، وعبد الحميد ، وعطا طايل )..كانوا يلتصقون بالمنصة الى حد ان عبد الحميد كان قريبا من نائب الرئيس حسني مبارك وقال له :
- انا مش عايزك ..احنا عايزين فرعون ..
وكان يقصد بفرعون انور السادات !
واشاح خالد لابو غزاله قائلا :
- ابعد
قال ذلك ، ثم راح هو وزملائه يطلقون الرصاص ..فقتل كبير الياوران ،اللواء حسن عبد العظيم علام (51) سنه، وكان الموت الخاطف ايضا من نصيب سبعةآخرين هم مصور السادات الخاص محمد يوسف رشوان ( 50 سنه ) ..وسمير حلمي (63 سنه )وخلفان محمد من سلطنة عمان .. وشانج لوي احد رجال السفارة الصينية ..وسعيد عبد الرؤوف بكر ..
وقبل ان تنفذ رصاصات خالد الاسلامبولي ، اصيب الرشاش الذي في يده بالعطب ..وهذا الطراز من الرشاشات معروف انه سريع الاعطال خاصة اذا امتلاات خزانته ( 30 طلقة بخلاف 5 طلقات احتياطية )،عن آخرها ..وقد تعطل رشاش خالد بعد ان اطلق منه 3 رصاصات فقط .
مد خالد يده بالرشاش الاخرس الى عطا طايل الذي اخذه منه واعطاه بدلا منه بندقيته الالية
واستدار عطا طايل ليهرب..
لكنه فوجئ برصاصة تاتي له من داخل المنصة وتخترق جسده ..
في تلك اللحظة فوجئ عبد الحميد ايضا بمن يطلق عليه الرصاص من المنصة ..اصيب بطلقتين في امعائه الدقيقةورفع راسةفي اتجاةمن اطلق علية الرصاص ليجدرجلا يرفع طفلا ويحتمي به كساترفرفض اطلاق النار عليه..وقفزخلف المنصه ليتاكدمن ان السادات قتل ..واكتشف لحظتها انه لايرتدى القميص الواقى من الرصاص .. وعاد وقفز خارج المنصة وهو يصرخ :
ـ اللــه اكبـر الــله اكبر! في تلك اليله نفدت ذخيرة حسين عباس فأخذمنه خالد سلاحه وقال له :
(بارك الله فيك.. اجر.. اجر..) ونجح في مغادرة ارض الحادث تماما .. ولم يقبض علية الابعد يومين .
اما الثلاثة الاخرون فقد اسرعوا ـ بعد أن تاكدوا من مصرع السادات ـ يغادرون موقع المنصة.. في اتجاة رابعة اليعدوية..وعلى بعد75مترا وبعدقرابة دقيقة ونصف انتبةرجال الحراس وضباط المخابرات الحربية للجناة فا طلقواالرصاص عليهم..فاصابوهم فعلا..وقبضت عاليهم المجموعة75-مخابرات حربية وهم في حالةغيبويه كاملة. وبعد ان افاق الحرس من ذهول المفأجاة.. وبعد اصابة المتهمين الثلاثة، بدأ اطلاق النار عشوائيا على كل من يرتدى الزى العسكرى ، ويجرى فى نفس الاتجاه الذى كان يجري في الجناه فاصيب 3 اشخاص وفيما بعد.. ثبت من تحقيقات المحكمة أن عبد الحميد وعطا كانا ينزفان وهم يجريان .. وثبت ايضا أن رجال المجموعة75 اخذوا اسلحتهم بعد اصابتهم .. وثبت كذلك بعض هذه الاسلحه كان بها ذخيرة.
وقال العقيد محمد فتحي حسين (قائد المجموعة75) امام المحكمة
ـ أن اسلحة بعض المتهمين كان فيها ذخيرة وانهم لم يردواعلى رجال المخابرات عندما اطلقوا عليهم الرصاص ..وكان عدم الرد على رصاص رجال المخابرات الحربية قناعتهم بانتهاء مهمتهم عند قتل السادات ، ولانهم اعتبروا انفسهم شهداء منذ تلك اللحظة
وفيما بعد شوهد ممدوح سالم في الفيلم التلفزيوني الايطالي الذي صور الحادث وهو يلقي عددا من المقاعد في اتجاه السادات وشوهد وهو يشد حسني مبارك الى اسفل ..وشوهد نائب رئيس وزراء سابق وهو يتسلل باحثا مهرب من هذا الجحيم ..
بداية الاحدات الدخان الكثيف يغطي المنطقة وتقدم الاسلامبولي ورفاقه في يمين الصورة
خالد الاسلامبولي يتقدم باتجاه المنصة فاتحا نيران رشاشه باتجاه السادات
وسط ذهول الجميع ممايحدث
الاسلامبولي بعد وصوله للمنصه يوجه النيران باتجاه الرئيس ومساندة من عبد الحميد في الجهة اليمنى وعطا طايل يستعد للانسحاب
الصورة الملونة الوحيدة التي التقطت لحادثة اغتيال السادات التقطت من بعد 8 أمتار، والتي تناقلتها معظم المجلات العالمية
الاسلامبولي وعبد الحميد يوجهون بنادقهم بزاوية مائلة لاصابة الرئيس
الاسلامبولي ساقطا على الارض بعد اصابته
فوضى في المنصة
عطا طايل وعبد الحميد ملقين على الارض بعد اصابتهما من قبل قوات الامن ..وبعد نجاح مهمتهما
رقم 6
لابد ان الرقم 6 كان رقم انور السادات !
بل ..
لابد انه كان اهم رقم في حياته .. وتاريخه ..ومشواره السياسي
ففي 6 فبراير عام 1938 تخرج من الكلية الحربية .. وفي 6 يناير عام 1946 اشترك في اغتيال ( امين عثمان ) وفي 6 يناير 1950 عاد الى الخدمة في الجيش بعد ان طرد منه على اثر مصرع امين عثمان ..وفي 6 اكتوبر عام 1973 قاد حرب اكتوبر ، وفي 6 اكتوبر عام 1981 اغتيل بطريقة درامية يصعب على خيال امهر مخرجي الافلام البوليسية في العالم تصورها .. وفي 6 مارس عام 1982 صدرت الاحكام في قضية اغتياله ..
ولابد ان نعترف ، ان رقم 6 كان في كل هذه الاحوال ، والمناسبات ، رقما قدريا وليس من اختياره ..ولافضل له في تحديده
السادات بعد تخرجه من الكلية الحربية
السادات في قفص الاتهام اثناء محاكمة المتهمين في قضية مقتل امين عثمان
الصورة التي اغضبت المصريين والعرب كافة السادات يعانق رئيس الوزراء الاسرائيلي بيجن
في كامب ديفيد 1979
المنصة
حتفالات 6 اكتوبر 1981
لم يكن هناك مايشير الى ان هذا اليوم سيكون يوما غير عادي ..
لم يكن هناك مايشير الى ان هذا اليوم سيكون آخر يوم في عمر ، وفي حكم السادات ..
لم يكن هناك مايشير الى ان هذا اليوم الذي يحتفل فيه السادات بذكرى انتصاره ، سيكون هو يوم مصرعه ..
في ذلك الصباح وقفت 6 ( لواري ) عملاقه تحمل جنود الامن المركزي ، خلف جامع ( جمال عبد الناصر ) بالقرب من وزارة الدفاع ، التي تعود السادات زيارتها صباح كل 6 اكتوبر ..اصطف جنود الشرطة بطول طريق صلاح سالم ، والطرق الفرعيه المؤدية الى ارض العرض العسكري ..اغلقت حواجز الشرطة العسكرية في الشوارع الرئيسية بالمنطقة..تولت نقاط الامن المتعددة ، والمتنوعة تفتيش بطاقات المدعوين لحضور العرض ، والتاكد من ان سياراتهم الخاصة ، لصق على زجاجها الامامي ، التصريح الاحمر الذي استخرجته ادارة المراسيم بوزارة الدفاع ..
الى هذا الحد كانت تبدو اجراءات الامن
بل ..
ان اجراءات الامن وصلت في صرامتها ( الشكلية ) الى حد منع ظابط - عقيد - من سلاح الاشارة ومجموعة صغيرة من المهندسين الظباط من دخول المنصة في الساعة السادسة من صباح ذلك اليوم ..
المنصة
كان السادات يجلس كالعادة في الصف الاول .. ومعه كبار المدعوين والضيوف ..على يمينه جلس نائبه حسني مبارك ، ثم .. الوزير العماني شبيب بن تيمور .. وهو وزير دولة سلطنة عمان ، وكان مبعوث السلطان قابوس الذي كان الحاكم الوحيد بين الحكام العرب، الذي لم يقطع علاقته بمصر ، ولا بالسادات بعد زيارته للقدس ومعاهدة كامب ديفيد
بعد الوزير العماني ، جلس ممدوح سالم ، مستشار رئيس الجمهورية الذي كان من قبل رئيسا للوزراء ، والذي كان اول وزير للداخلية بعد سقوط ( مراكز القوى ) وحركة 15 مايو 1971 ..
بعد ممدوح سالم كان يجلس الدكتور عبد القادر حاتم ، المشرف العام على المجالس المتخصصة ، وهو من رجال عبد الناصر الذين قربهم السادات اليه ..
وبعد الدكتور حاتم كان يجلس الدكتور صوفي ابو طالب رئيس مجلس الشعب ..
على يسار السادات كان يجلس وزير الدفاع محمد عبد الحليم ابو غزاله ..
ثم المهندس سيد مرعي صهر السادات ، ومستشاره السياسي
وبعده كان عبد الرحمن بيصار شيخ الازهر
ثم الدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى ..فرئيس الاركان عبد رب النبي حافظ..فقادة الافرع الرئيسية للقوات المسلحة ..
وفي الصف الثاني _ خلف السادات مباشرة _ كان يجلس سكرتيرة الخاص فوزي عبد الحافظ
ولا احد يعرف بالضبط الحوار، والتعليقات المتبادلة بين السادات ونائبة ووزير الدفاع" لكن بعض المصادر تشير الى انهم كانوا يتحدثون عن شحنات الاسلحة الاملريكية الجديدة ، ومواعيد وصولها وكانوا يتحدثون عن احتفالات الانسحاب الاسرائيلي الاخير من سيناء في 25 ابريل 1982
وكانت حالة السادات النفسية والمعنوية في القمة
وكثيرا ماكان يقف تحية للمارين امامة واحيانا كان يرفع (الكاب ) لهم واحيانا كان يصفق لهم واحيانا كان يدخن الغليون 00ولم يتوقف عن تبادل التعليقات مع نائبة ووزير الدفاع
بدا العرض العسكري بداية تقليدية
طوابير من جنود وضباط الاسلحة المختلفة حملة الاعلام طلبة الكليات العسكرية بالونات والعاب نارية في السماء
ثم00 جاء دور طائرات (الفانتوم)
وراحت تشكيلاتها تقوم ببعض الالعاب البهلوانية ،وتنفث سحابا من الدخان الملون
وفي نفس الوقت
قال المذيع الداخلي : (والان تجئ المدفعية)
فتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وهو محاط بعدد من راكبي (الموتوسيكلات)وامام الرئيس ونائبة ووزير الدفاع وكبار القادة والضيوف،وكاميرات التلفزيون توقف فجاة احد هذة (الموتوسيكلات)اصيب بعطل مفاجئغير متوقعواختفى النبض من الموتور تماما00
لم يتوقف قائد الطابور ،حتى لايرتبك من يتبعونة ، وترك قائد الموتوسيكل يتصرف بمفردة وكان ان نزل الرجل من فوق الموتوسيكل وراح يدفعة بيدية الا مام وكان من حسن حظة ان معدل سير باقي (الموتوسيكلات) كان بطيئا يسمح لة بملاحقتها لكنة سرعان ماهبط فوق كتفية طائر سوء الحظ فزلت قدماة ،وانكفا على الارض ،ووقع الموتوسيكل فوقة
فتدخل جندي كان يقف بالقرب من المنصة واسعفة بقليل من الماء
مر الحادث بسلام
وساهمت في ذلك تشكيلات (الفانتوم)التي كانت لاتزال في السماء،وتسرق انظار ضيوف المنصالذين راحوا يستمتعون ببراعة الطيارين الذين يقودونها
السادات ينظر الى عرض الطائرات قبل لحظات قليلة من مصرعه
السادات ونائبه في ذلك الوقت حسني مبارك والمشير محمد عبد الحليم ابو غزاله قبل لحظات فقط من عملية الاغتيال
المفاجأة التي شلت الجميع
وفجاة00ارتجت احدى العربات وانحرفت الى اليمين قليلاوتصور الحاضرون ان السيارة اصابتهالعنة الموتوسيكل وتعطلت00وعندما نزل منها ظابط ممتلئ قليلانتصوروا انة سيسعى لاصلاحها وانة سيطلب العون لدفعها الى الامام بعيدا عن المنصة ،كما حدث من قبل في عروض عسكرية سابقة اقيمت في عهدي عبد الناصروالسادات
لم يشك احد في عطل العربه -الجرار
بل أن قليلين هم الذين انتبهوا لذلك..
وكان اول ما فؤجى به الحاضرون بعد ذلك هو رؤية الظابط الممتلئ الذى قفز من العربة وهو يلقى بقنبلة يدوية،تطير في الهواء ثم ترتطم بسور المنصة منفجرة ..
في ذلك الوقت كان المذيع الداخلي يحيي رجال المدفعية ويقول : ( انهم فتية آمنوا بربهم )!!
كان ذلك الظابط هو الملازم خالد الاسلامبولي الظابط العامل باللواء 333 - مدفعية ..
جرى خالد الاسلامبولي الى العربة ، وفتح بابها ، وامسك بمدفع رشاش .. عيار 9 مم .. وطراز ( بور سعيد ) .. في نفس اللحظة ، كان هناك فوق صندوق العربة شخص آخر ، يلقي بقنبلة اخرى سقطت بالقرب من المنصة بحوالي 15 مترا .. وسقط من القاها في صندوق العربة ..
وكان ذلك الشخص هو ( عطا طايل ) ..
وقبل ان ينتبه احد ، من الصدمة ، القى خالد الاسلامبولي ، القنبلة اليدوية الدفاعية الثالثة في اتجاه المنصة .. فسقطت بالقرب منها لكنها لم تنفجر هي الاخرى .. واكتفتى باخراج دخان كثيف منها ..
وقبل ان ينتهي الدخان ، انفجرت القنبلة الرابعة ، واصابت سور المنصة ايضا ..وتناثرت شظاياها في انحاء متفرقة ..لكن .. هذه الشظايا لم تصب احد ..وكان السبب هو سور المنصة الذي كان بمثابة ( الساتر ) الذي حمى من خلفها من شظاياها ..
وكان رامي هذه القنبلة هو عبد الحميد عبد العال ..
في تلك اللحظة انتبه ابو غزاله .. واحس ان ثمة شئ غير طبيعي يحدث ..وقد تأكد من ذلك بعد ان لمح الرشاش في يد خالد الاسلامبولي ..واكتشف انه عار الرأس ، ولا يضع (البريه ) كالمعتاد ..
وانتبه السادات هو الاخر ..
وهب من مقعده واقفا .. وانتصبت قامته ..وغلى الدم في عروقه .. وسيطر عليه الغضب .. وصرخ أكثر من مرة :
( مش معقول ) ..( مش معقول ) ..( مش معقول ) ..
وكانت هذه العبارة المكررة هي آخر ماقاله السادات ..فقد جائته رصاصة من شخص رابع كان يقف فوق ظهر العربه ويصوب بندقيته الآليه ( عيار 7.92) نحوه .. وكان وقوف السادات ، عاملا مساعدا لسرعة اصابته ..فقد اصبح هدفا واضحا ، وكاملا ، ومميزا .. وكان من الصعب عدم اصابته .. وخاصة ان حامل البندقية الالية هو واحد من ابطال الرماية في الجيش المصري وقناص محترف ..
كان ذلك هو الرقيب متطوع (حسين عباس علي ) ..
اخترقت الرصاصة الاولى الجانب الايمن من رقبة السادات في الجزء الفاصل بين عظمة الترقوة وعضلات الرقبة .. واستقرت اربع رصاصات أخرى في صدره ، فسقط في مكانه .. على جانبه الايسر ..واندفع الدم غزيرا من فمه ..ومن صدره .. ومن رقبته .. وغطت ملابسه العسكرية المصممة في لندن على الطراز النازي -الالماني ..ووشاح القضاء الاخضر الذي كان يلف به صدره والنجوم والنياشين التي كان يعلقها ويرصع بها ثيابه الرسمية المميزة ..
بعد ان اطلق حسين عباس دفعة النيران الاولى ، قفز من العربة ، ليلحق بخالد وزملائه الذين توجهوا صوب المنصة .. في تشكيل هجومي ، يتقدمهم خالد ، وعبد الحميد على يمينه ، وعطا طايل على شماله .. وبمجرد ان اقتربوا من المنصة اخذوا يطلقون دفعة نيران جديده على السادات ..وهذه الدفعة من النيران اصابت بعض الجالسين في الصف الاول ، ومنهم المهندسين سيد مرعي ، والدكتور صبحي عبد الحكيم الذي سارع بالنبطاح ارضا ليجد نفسه وجها لوجه امام السادات الذي كان يئن ويتألم ويلفظ انفاسه الاخيرة ..ومنهم فوزي عيد الحافظ الذي اصيب اصابات خطرة وبالغة وهو يحاول ان يكوم الكراسي فوق جسد السادات ، الذي ظن انه على قيد الحياة ، وان هذه المقاعد تحمي حياته ، وتبعد الرصاصات المحمومة عنه ..
كان اقرب ظباط الحرس الجمهوري الى السادات عميد اسمه احمد سرحان ..وبمجرد ان سمع طلقات الرصاص تدوي ، سارع اليه وصاح فيه :
(انزل على الارض ياسيادة الرئيس ..انزل على الارض ..تنزل )..
ولكن ..
كان الوقت - كما يقول العميد احمد سرحان - متاخرا ..( وكانت الدماء تغطي وجهه وحاولت ان افعل شيئا واخليت الناس من حوله ، وسحبت مسدسي واطلقت خمسة عيارات في اتجاه شخص رايته يوجه نيرانه ضد الرئيس ) .
لم يذكر عميد الحرس الجمهوري من هو بالظبط الذي كان يطلق نيرانه على السادات ..فقد كان هناك ثلاثة امام المنصة يطلقون النيران ( خالد ، وعبد الحميد ، وعطا طايل )..كانوا يلتصقون بالمنصة الى حد ان عبد الحميد كان قريبا من نائب الرئيس حسني مبارك وقال له :
- انا مش عايزك ..احنا عايزين فرعون ..
وكان يقصد بفرعون انور السادات !
واشاح خالد لابو غزاله قائلا :
- ابعد
قال ذلك ، ثم راح هو وزملائه يطلقون الرصاص ..فقتل كبير الياوران ،اللواء حسن عبد العظيم علام (51) سنه، وكان الموت الخاطف ايضا من نصيب سبعةآخرين هم مصور السادات الخاص محمد يوسف رشوان ( 50 سنه ) ..وسمير حلمي (63 سنه )وخلفان محمد من سلطنة عمان .. وشانج لوي احد رجال السفارة الصينية ..وسعيد عبد الرؤوف بكر ..
وقبل ان تنفذ رصاصات خالد الاسلامبولي ، اصيب الرشاش الذي في يده بالعطب ..وهذا الطراز من الرشاشات معروف انه سريع الاعطال خاصة اذا امتلاات خزانته ( 30 طلقة بخلاف 5 طلقات احتياطية )،عن آخرها ..وقد تعطل رشاش خالد بعد ان اطلق منه 3 رصاصات فقط .
مد خالد يده بالرشاش الاخرس الى عطا طايل الذي اخذه منه واعطاه بدلا منه بندقيته الالية
واستدار عطا طايل ليهرب..
لكنه فوجئ برصاصة تاتي له من داخل المنصة وتخترق جسده ..
في تلك اللحظة فوجئ عبد الحميد ايضا بمن يطلق عليه الرصاص من المنصة ..اصيب بطلقتين في امعائه الدقيقةورفع راسةفي اتجاةمن اطلق علية الرصاص ليجدرجلا يرفع طفلا ويحتمي به كساترفرفض اطلاق النار عليه..وقفزخلف المنصه ليتاكدمن ان السادات قتل ..واكتشف لحظتها انه لايرتدى القميص الواقى من الرصاص .. وعاد وقفز خارج المنصة وهو يصرخ :
ـ اللــه اكبـر الــله اكبر! في تلك اليله نفدت ذخيرة حسين عباس فأخذمنه خالد سلاحه وقال له :
(بارك الله فيك.. اجر.. اجر..) ونجح في مغادرة ارض الحادث تماما .. ولم يقبض علية الابعد يومين .
اما الثلاثة الاخرون فقد اسرعوا ـ بعد أن تاكدوا من مصرع السادات ـ يغادرون موقع المنصة.. في اتجاة رابعة اليعدوية..وعلى بعد75مترا وبعدقرابة دقيقة ونصف انتبةرجال الحراس وضباط المخابرات الحربية للجناة فا طلقواالرصاص عليهم..فاصابوهم فعلا..وقبضت عاليهم المجموعة75-مخابرات حربية وهم في حالةغيبويه كاملة. وبعد ان افاق الحرس من ذهول المفأجاة.. وبعد اصابة المتهمين الثلاثة، بدأ اطلاق النار عشوائيا على كل من يرتدى الزى العسكرى ، ويجرى فى نفس الاتجاه الذى كان يجري في الجناه فاصيب 3 اشخاص وفيما بعد.. ثبت من تحقيقات المحكمة أن عبد الحميد وعطا كانا ينزفان وهم يجريان .. وثبت ايضا أن رجال المجموعة75 اخذوا اسلحتهم بعد اصابتهم .. وثبت كذلك بعض هذه الاسلحه كان بها ذخيرة.
وقال العقيد محمد فتحي حسين (قائد المجموعة75) امام المحكمة
ـ أن اسلحة بعض المتهمين كان فيها ذخيرة وانهم لم يردواعلى رجال المخابرات عندما اطلقوا عليهم الرصاص ..وكان عدم الرد على رصاص رجال المخابرات الحربية قناعتهم بانتهاء مهمتهم عند قتل السادات ، ولانهم اعتبروا انفسهم شهداء منذ تلك اللحظة
وفيما بعد شوهد ممدوح سالم في الفيلم التلفزيوني الايطالي الذي صور الحادث وهو يلقي عددا من المقاعد في اتجاه السادات وشوهد وهو يشد حسني مبارك الى اسفل ..وشوهد نائب رئيس وزراء سابق وهو يتسلل باحثا مهرب من هذا الجحيم ..
بداية الاحدات الدخان الكثيف يغطي المنطقة وتقدم الاسلامبولي ورفاقه في يمين الصورة
خالد الاسلامبولي يتقدم باتجاه المنصة فاتحا نيران رشاشه باتجاه السادات
وسط ذهول الجميع ممايحدث
الاسلامبولي بعد وصوله للمنصه يوجه النيران باتجاه الرئيس ومساندة من عبد الحميد في الجهة اليمنى وعطا طايل يستعد للانسحاب
الصورة الملونة الوحيدة التي التقطت لحادثة اغتيال السادات التقطت من بعد 8 أمتار، والتي تناقلتها معظم المجلات العالمية
الاسلامبولي وعبد الحميد يوجهون بنادقهم بزاوية مائلة لاصابة الرئيس
الاسلامبولي ساقطا على الارض بعد اصابته
فوضى في المنصة
عطا طايل وعبد الحميد ملقين على الارض بعد اصابتهما من قبل قوات الامن ..وبعد نجاح مهمتهما