من طرف جيجى الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:07 am
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فضائل الصحابية الجليلة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها ، من صحيحي البخاري ومسلم من كتاب المناقب أو الفضائل فضائل فاطمة رضي الله عنها .
حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة )
كذا رواه عنه عمرو بن دينار , وتابعه الليث وابن لهيعة وغيرهما رواه أيوب عن ابن أبي مليكة فقال : عن عبد الله بن الزبير , أخرجه الترمذي وصححه وقال . يحتمل أن يكون ابن أبي مليكة سمعه منهما جميعا , ورجح الدارقطني وغيره طريق المسور , والأول أثبت بلا ريب لأن المسور قد روى هذا الحديث قصة مطولة قد تقدمت في " باب أصهار النبي صلى الله عليه وسلم " . نعم يحتمل أن يكون ابن الزبير سمع هذه القطعة فقط أو سمعها من المسور فأرسلها .
قوله : ( بضعة )
بفتح الموحدة وحكي ضمها وكسرها أيضا وسكون المعجمة أي قطعة لحم .
قوله : ( فمن أغضبها أغضبني )
استدل به السهيلي على أن من سبها فإنه يكفر , وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها , وقد سوى بين غضبها وغضبه ومن أغضبه صلى الله عليه وسلم يكفر , وفي هذا التوجيه نظر لا يخفى , وسيأتي بقية ما يتعلق بفضلها في ترجمة والدتها خديجة إن شاء الله تعالى , وفيه أنها أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم , وأما ما أخرجه الطحاوي وغيره من حديث عائشة في قصة مجيء زيد بن حارثة بزينب بنت رسول صلى الله عليه وسلم من مكة وفي آخره " قال النبي صلى الله عليه وسلم هي أفضل بناتي أصيبت في " فقد أجاب عنه بعض الأئمة بتقدير ثبوته بأن ذلك كان متقدما , ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا والله أعلم . وقد مضى تقرير أفضليتها في ترجمة مريم من حديث الأنبياء , ويأتي أيضا في ترجمة خديجة إن شاء الله تعالى .
حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم يعني ابن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة ح و حدثني زهير بن حرب واللفظ له حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن أبيه أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة حدثته
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته فسارها فبكت ثم سارها فضحكت فقالت عائشة فقلت لفاطمة ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم سارك فضحكت قالت سارني فأخبرني بموته فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت
صحيح مسلم بشرح النووي
قولها : ( فأخبرني أني أول من يلحق به من أهله , فضحكت )
هذه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم , بل معجزتان , فأخبر ببقائها بعده , وبأنها أول أهله لحاقا به , ووقع كذلك , وضحكت سرورا بسرعة لحاقها . وفيه إيثارهم الآخرة , وسرورهم بالانتقال إليها والخلاص من الدنيا .
حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت
كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فلما رآها رحب بها فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت فقلت لها خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره قالت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أما الآن فنعم أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وإنه عارضه الآن مرتين وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك قالت فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة قالت فضحكت ضحكي الذي رأيت
صحيح مسلم بشرح النووي
قولها : ( فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين )
هكذا وقع في هذه الرواية , وذكر المرتين شك من بعض الرواة , والصواب حذفها كما في باقي الروايات .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا أرى الأجل إلا قد اقترب , فاتقي الله , واصبري , فإنه نعم السلف أنا لك )
أرى بضم الهمزة أي أظن . والسلف المتقدم , ومعناه أنا متقدم قدامك فتردين علي . وفي هذه الرواية : ( أما ترضي ) هكذا هو في النسخ ( ترضي ) , وهو لغة , والمشهور ( ترضين ) .
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا الأسود بن عامر عن جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة عن أبيه قال
كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن الرجال علي قال إبراهيم بن سعيد يعني من أهل بيته
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قوله : ( كان أحب النساء )
بالرفع أنه اسم كان أو بالنصب على أنه خبرها
( فاطمة )
بالنصب أو بالرفع
( قال إبراهيم )
أي ابن سعيد الجوهري
( يعني من أهل بيته )
أي كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته فاطمة , وكان أحب الرجال إليه صلى الله عليه وسلم من أهل بيته علي .
أنتهى مختصراً ، اللهم أجمعنا بالصحابية الجليلة فاطمة رضي الله عنها وأرضاه في دار كرامتك ، اللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،