من حق البطل أن يفرح ببطولاته ، ومن حقه أن يجلس ليسترح قليلا و يسترجع لحظات الجهد والعرق ، ثم ينظر لما تحقق ، فيزول تعبه ، و ينتشي مزهوا بثمار جهده .. ولكن إذا كان البطل هو الأهلي .. فإنه لا يجد وقتاً ليفعل ذلك ، فقد كُتب على جبينه أن يُسعد الملايين ، ثم لا يجد وقتاً ليشارك عشاقه الأفراح والاحتفالات .
إنه قدر فرسان الأهلي الذين يحققون البطولة تلو الأخرى ، و يخرجون من انتصار إلى أخر .. ولا يجدون فرصة لالتقاط الأنفاس .. فالبطل لم يكد يفرح بفوزه المستحق على الزمالك - في اللقاء الأفريقي - حتى دخل معسكراُ ليستعد مجددا لمواجهة نفس المنافس في السوبر المحلى .. وكرر البطل الفوز بنفس النتيجة ، وحقق البطولة التي أسعدت الملايين من جماهيره كالعادة .. ثم لم يلبث أن نفض الغبار عن كاهله ليدخل في غمار لقاء جديد في أحراش القارة السمراء أمام أسيك بطل "كوت دي فوار" الذي يسعى لتصحيح وضعه - على حساب البطل - بعد هزيمته السابقة أمام ديناموز هراري .. وتأتى مباراة الأهلي وأسيك في أجواء وظروف غير طبيعية ، حيث الملعب المغطى بالترتان ، والاضطرابات الأمنية في مطار العاصمة "الإيفوارية" .. وكلها بلا شك أجواء مرهقة للغاية .. ولن يسترح البطل بعد عودته ، بل سيدخل مجددا في أجواء لقاء روما الإيطالي الذي سيقام بعد لقاء أسيك بثلاثة أيام فقط ، ليبدأ الاستعداد للدخول في معمعة الدوري المحلى بلقاء الأوليمبي بعد ثلاثة أيام أيضا .
وقد لخص كل ذلك نجم الفريق سيد معوض في تصريحه .. أنه كان وزملائه في الإسماعيلي - وقبل انتقاله للأهلي - يعيشون فرحة الانتصار بمباراة مهمة أسبوعاً كاملا ، عكس ما يعيشه الآن في الأهلي من ضرورة الخروج السريع من جو مباراة أو بطولة مثل كأس السوبر التي تحققت ، ليعيش أجواء لقاء جديد لا يقل أهمية عن سابقه .. وتصريح معوض يؤكد حقيقة نلمسها وندركها جيدا ، تجعلنا نقدر الجهد الذي يبذله هؤلاء الفرسان .. بل ونشفق عليهم .
وبالعودة لمبارتى القمة الأفريقية والمحلية السابقتين والتي خاضهما البطل أمام غريمه الزمالك - والتي توقعت فوز الأهلي بهما في مقالي السابق- فقد استرعى انتباهنا العديد من الجوانب الإيجابية ، كان أبرزها حالة الحب بين اللاعبين التي لمسناها جميعا .. وقد رأينا احمد حسن متفاعلا مع زملائه وكأنه قضى سنوات عمره في الأهلي ، وبدت فرحة اللاعبين من أجل زميلهم المعتز إينو لا تقل عن فرحتهم بالهدف الرائع الذي أحرزه و حسم المباراة لصالح الأهلي ومنحه بطولة السوبر المحلية للمرة الخامسة .
أيضا تغيير التكتيك وخطة الملعب في لقاء السوبر .. كان سبباً مهماً ومباشراً في حسم المباراة ، على اعتبار أن هولمان توقع أن يلعب الأهلي بطريقة 3/4/1/2 فقام بوضع خطته على هذا الأساس .. ولكنه الثعلب جوزيه الذي يفاجئ المنافسين دوما بتغيير مفردات التكتيك من مباراة لأخرى ، وحسب المتغيرات التي تطرأ على سير الأحداث، ليثبت يوما بعد آخر أن معين فكره الخططي والتدريبي متجدد لا ينضب .. وربما كان التكتيك في المباراة الثانية هو نفسه الذي سيخوض به لقاء أسيك - بعد ساعات - بالاعتماد على رأس حربة وحيد مع الزيادة في منطقة الوسط للسيطرة على الملعب.
لاحظنا أيضاً في المباراتين الجمل التكتيكية في التعامل مع الكرات الثابتة حول منطقة الجزاء ومن إحداها جاء هدف أحمد حسن في المباراة الأولى ، وكذلك زيادة لاعبو الوسط لمعاونة خط الهجوم وحسن تمركزهم أمام منطقة جزاء الزمالك أثناء الاختراقات الجانبية لاصطياد الكرات الساقطة أمام المنطقة ، وهذا ما نفذه المعتز بالله إينو حرفيا - حسب تعليمات جوزيه - واستقبل هدية هاني سعيد بإطلاق صاروخ أرض أرض في الشباك البيضاء ، لم يملك حياله عبد الواحد السيد إلا محاولات يائسة ، فكانت هدفاً ولا أروع .. فضلا عن التمرير السريع والقصير من لمسة واحدة وهو ما يتسبب عادة في خلخلة التكتلات الدفاعية ويجر مدافعي الفريق المنافس للوقوع في أخطاء دفاعية قاتلة ، وهذا ما علق عليه مدرب كايزر سلاوترن الألماني بعد مباراته الودية مع الأهلي في معسكر ألمانيا السابق بقوله أن فريقه لا يواجه - عادة- هذا الأداء السريع الذي أرهق لاعبيه وأربكهم .
وكثيرة هي الملاحظات حول المباراتين التي لا يتسع لها المقام .. و تدركها الجماهير الأهلاوية الواعية التي تابعت اللقاءين .. ويبقى أن نجدد شكرنا للفرسان الحمر ومرحباً بالبطولة "الرابعة بعد المائة " وبإذن الله تكون البطولة القادمة هي كأس رابطة الأندية الأفريقية ومن ثم الوصول لكأس العالم للأندية لتستمر أفراحنا .. ومن انتصار إلى انتصار- بإذن الله تعالى - يا أبطال مصر .. فأنتم تستحقون الفوز والانتصارات والبطولات ، ونحن نستحق الفرحة بما تحققوه .. وبالفعل "تشجيع الأهلي متعة" كما كتبها الناقد الرياضي الجميل والأهلاوي الأصيل محمد الزرقانى في أحد مقالاته الرشيقة .. وليسمح لي باستعارة تعبيره الدائم .. "عاش الأهلي ، وعاشت جماهيره ، وعاشت انتصاراته ، وعاش كل المخلصين لصرحنا الغالي " .
وكما أرددها دائماً .. يا دولة الأهلي ، كم نفخر بالانتماء إليك .
جوزيه حدوتة أهلاوية
* هذا الرجل حدوته بالفعل ، بعد أن أصبح جزءاً من تاريخ الأهلي دون جدال ، فقد حقق جوزيه مع الفرسان الحمر أكثر من ثلث البطولات التي تحققت للأهلي تحت قيادة فنية أجنبية .. حيث دون التاريخ المظفر لسجل بطولات فريق الكرة بالنادي 48 بطولة على أيدي 12 مدرباً أجنبيا ً.. منهم جوزيه الذي حقق وحده 16 بطولة متنوعة ، يضاف إليها برونزية كأس العالم للأندية باليابان والتي أحدث فوز الأهلي بها دوياً هائلا في الأوساط الكروية العالمية بعد أن كان الأقرب لفضية البطولة على أقل تقدير ..
فقد أحرز الأهلي مع المجرى هيديكوتى 6 بطولات ، ومع تسوبيل 5 ، وهاريس الإنجليزي 4 ، والألماني هولمان 4، و فريتز النمساوي 3 ، و فايتسا الألماني 3 ، و المجريان تيتكوش 2 ، وبلدياته كالوتشاى 2.. و ماكبرايد الإنجليزي 1، وديكسى الألماني 1 ، وأوليفيرا البرتغالي 1.
وتبقى نقطة تميز - تاريخية - ينفرد بها جوزيه حيث حقق 13 فوزاً في أخر 15 لقاء مع الزمالك - منافس الأهلي اللدود - وهى لقاءات تعتبرها جماهير الناديين بطولة خاصة .
وهكذا يؤكد جوزيه أنه "عجينة" مختلفة من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب فريق الكرة بالنادي ، حيث يبدو متمكناً من مفردات عمله كمدرب محترف ، يعرف متى يكون حازما ومتى يكون مرحاً لينا ، ومتى يغلف تعاملاته مع اللاعبين بالديكتاتورية الإيجابية التي تؤتى بثمارها المرجوة .. جوزيه هو المدير الفني الأكثر جدلا ، والأعمق فكرا، والأكثر فهما للخلفيات النفسية للاعبيه , وهو القائد الملُهم الذي يعرف متى يخلق الدوافع ويزيد من "جوع" اللاعبين للبطولات والانتصارات.. فهنيئاً لجوزيه شرف تدريب الأهلي العريق ، وهنيئاً لنا بهذا المدير الفني الفذ .. ولا عزاء لمن أعيتهم الحيل من أجل تطفيشه .
متعب .. لا تتعب
* نجمنا الشاب الفنان الخلوق عماد متعب ، كان يمكنه أن "يماطل" في التوقيع للأهلي حتى يناير المقبل ، ووقتها يستطيع التوقيع لأي نادى أخر ، ومن ثم يحصل وحده على المقابل المادي الذي يدفعه النادي الذي يريد الحصول على خدماته .. ومعروف أن كثير من أندية العالم تسعى خلف اللاعب الحر الذي انتهت سنواته التعاقدية مع ناديه ، حتى تدفع اقل .. ولكن عماد كان أصيلا - وهذا ليس جديداً عليه - حيث أصر على أن يكون تعاقده مع بريستول الإنجليزي من خلال النادي الأهلي ، بل وأصر على المشاركة فى لقاء الزمالك في بطولة الأندية الأفريقية ليساهم في فوز فريقه ، و يودع ناديه وجماهيره - أصحاب الفضل عليه بعد الله - وليترك ذكرى طيبة كأفضل ما يكون مسك الختام .
ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .. فقد تراجع النادي الإنجليزي عن كلمته بدعوى أن متعب لعب أمام الزمالك على غير رغبتهم كما صرح بذلك "ستيف لانسداون" رئيس نادي بريستول سيتي لصحيفة " الجارديان البريطانية " - وهو سبب واهي وغير مقنع بالمرة - ولو فكر صاحب فكرة التراجع عن التعاقد مع نجمنا الفذ لكان مبرر التراجع ، هو نفسه السبب الأكبر في التمسك به .. فمن يخلص لناديه حتى أخر لحظة ، هو لاعب أصيل يؤتمن على القميص الذي سيرتديه مع أي نادى أخر مستقبلا .. ولكن ماذا نقول ؟ .. إنهم إنجليز أوربيون لا يدركون تلك المعاني السامية والقيم النبيلة .. ومردود على من يدعى إنه الاحتراف الذي لا يعرف العواطف .. فالمحترف الذي يخضع لقانون الاحتراف ، هو إنسان وسلوك وقيم ومبادىء قبل كل شيء ، ولا تعارض مطلقاً .
وما يعنينا الآن هو أن يخرج متعب سريعاً من الحالة النفسية التي خلفها ذلك الموقف الإنجليزي "البارد" ، ولا يتعب - بفتح التاء والعين - وليعلم أن كل شيء عند الله بقدر ، وأن الله يعطى الخير لابن آدم بمقدور علمه ، وليس بمقدور علم البشر .
فقط كل ما عليك يا مُتعب الحراس إلا أن تأخذ بالأسباب و تتقرب إلى الله ، وأن تستمر استقامتك ودأبك على الاجتهاد والإخلاص في التدريب والمباريات .. وسيأتيك الخير من حيث لا تدرى ولا تحتسب - بإذن الله - .. وربما ما تناوله موقع نادى "إبسويتش تاون الإنجليزي" من اهتمامهم بالتعاقد معك يكون بداية خير قادم .. وإن لم يكن ، فربما عند أبواب السماء ما ينتظرك من خير لا تدركه حواسنا البشرية المحدودة .. فاصبر وسترى .. و سأعود لأكتب وأذكرك بما قلته الآن بمشيئة من الله .. والأيام بيننا إذا طال بنا العمر .
يستهدفون علاء صادق أم الأهلي ؟
* في إطار الاتجاه الإعلامي - المنظم - المناهض للأهلي ، وسيراً مع توجهات - وربما توجيهات - قطاعات مختلفة من المسؤلين لعرقلة مسيرة الأهلي كي يلحق به " العجزة والمكسحين" ، وحتى يقال أن هناك كرة قدم حقيقة في مصر وأن هناك تنافس بين الأندية .. وجدنا هجوماً عنيفاً على علاء صادق الذي نراه يغرد خارج السرب .. فهو من القلة التي لم "تركب" موجة الهجوم على الأهلي ، ولم يرتدى يوماً ثوب النفاق ، وكان وسيظل كارهاً لكل أنواع " الشاي بالياسمين" .. ولكن - وللأسف - وضح لنا في الآونة الأخيرة أن الدكتور علاء صادق بات مستهدفاً لأنه ينطق كلمة حق في زمن جفت فيه منابع العدل ، واكتست الشفافية بكل أثواب النفاق .. لأنهم يرونه - من وجهة نظرهم الظالمة - مجاملا للأهلي ومدافعاً عنه .. ونراه نحن بعين الحياد كاشفاً للأباطيل ، مناهضا للفساد وهادماً لكل مأوى ينخر فيه "السوس" .. ومن العجب أن تأتيه أولى رصاصات النقد الهدام من بيته ، من القناة الفضائية التي نحيا على برنامجه الناجح ، وقد تابعنا المداخلة التليفونية للدكتور وليد دعبس مدير القناة لإحراج الدكتور علاء على الهواء في الأسبوع الماضي ، ثم تحويله للتحقيق بدعوى أنه يعرض القناة لمعاداة المسئولين .. وكم كان رائعاً أن رفض الدكتور علاء المثول للتحقيق وإبداء استعداده للرحيل .. فبادروا بمصالحته وتجميل الموقف .
وأنبه الدكتور علاء أن يحذر الوقوع في فخهم ، وأن يستمر قوياً كما عهدناه .. ينطق الحق وفقط ، ولا نريد أكثر من ذلك ولا أقل .. فنحن نحترمك يا دكتور ونعشق صدقك ، و لا نحب أن نراك في موكبهم ولا سائراً كغيرك في ركبهم .. ولكن يبقى السؤال .. هل يستهدفون الدكتور علاء ، أم يستهدفون الأهلي ؟؟ .. أرى أنها الثانية .
هجمات مرتدة :
* فيما صرح أحمد سليمان مدرب حراس المنتخب أن "الهارب" سيرتفع مستواه في "صهيون" لأنه يتعرض لهجمات أكثر .. استقبلت شباك الأخير الهدف السابع في الجولة الثالثة من الدوري السويسري .. هو ده بقى ارتفاع المستوى اللي بتتكلم عنه يا أبو الكباتن ؟! .
* تعرض إينو لمضايقات مريرة في الزمالك بعد توقيعه للأهلي .. ثم جاءه الفرج بعد الصبر ، ومن أوسع الأبواب بهدف سوبر في مرمى عبد الواحد .. ليتجرعوا "العلقم" الذي لن تزول مرارته من حلوقهم أبد الدهر .. يمهل ولا يهمل .
* يمتلك الآن خط وسط الأهلي مجموعة من اللاعبين القادرين على إحراز الأهداف في أي لحظة .. وهذا ما يرعب المنافسين ويجعلهم يدافعون بتسعة لاعبين في منطقة الجزاء .. لو عاوزين تتأكدوا ، شاهدوا إعادة الهدف الأول في اللقاء الأفريقي مع الزمالك .
* السياجى الذي صرح قبل الهنا بسنة بأحقية الزمالك في هاني سعيد ، هو نفسه الذي خدع اللاعب وجعله يكتب بنود الشرط الجزائي في ورقة مستقلة لا يعتد بها .. دي أخرة من لا يحتاط لنفسه في زمن البزنس و الشاى بالياسمين يا هاني .
* تهديدات هولمان بالرحيل اعتراضاً على الحكم النمساوي ، تؤكد سرعة انتقال عدوى عقدة الاضطهاد التي يعيشها أبناء المعسكر الأبيض لهذا الرجل .. طيب نعملك إيه بس؟ .. بكل لغات العالم يهزمكم الأهلي .. ابقى انزل انت الملعب وامسك الصفارة .. برضه ها تتغلبوا صدقنى .
* وصلت إلى مسامعنا من المدرجات بوضوح شتائم جمهور الزمالك لسمير زاهر .. فهل سمعها رئيس اتحادنا الموقر ؟ .. ننتظر قراراتك الرادعة يا كابتن .. أم أنك سترسل شكوى للفيفا .. ثم تخرج علينا بتصريحات ، تطلب فيها بغلق الملف لأن رد الفيفا طلع مزور؟
* "اللا معروف" لم يعجبه تفوق وتميز وشفافية الدكتور علاء صادق ، فأطلق عليه لقب " صدام الصغير".. فإذا كنت تنعت زميل المهنة النظيف بهذا اللقب .. فبماذا تنعت نفسك .. هل يعجبك أن يصفك زميل بـ "أبو رجل مسلوخة" مثلا ؟ .. والله عيب عليك .
كلمة أخيرة :
عجباُ للمحللين الأفاضل الذين شككوا في قرار الحكم النمساوي باحتساب هدف "أجوجو" تسللا من خلال المتابعة التليفزيونية المبتورة .. و لم يكلف أحدهم نفسه بسؤال أي مشجع من الذين شاهدوا المباراة من المدرجات عن كشف مدافعي الأهلي للاعب المتسلل .. نستحلفكم بالله أن ترحمونا شوية من عبقريتكم ، لأن بصراحة .. طفح بنا الكيل .
إنه قدر فرسان الأهلي الذين يحققون البطولة تلو الأخرى ، و يخرجون من انتصار إلى أخر .. ولا يجدون فرصة لالتقاط الأنفاس .. فالبطل لم يكد يفرح بفوزه المستحق على الزمالك - في اللقاء الأفريقي - حتى دخل معسكراُ ليستعد مجددا لمواجهة نفس المنافس في السوبر المحلى .. وكرر البطل الفوز بنفس النتيجة ، وحقق البطولة التي أسعدت الملايين من جماهيره كالعادة .. ثم لم يلبث أن نفض الغبار عن كاهله ليدخل في غمار لقاء جديد في أحراش القارة السمراء أمام أسيك بطل "كوت دي فوار" الذي يسعى لتصحيح وضعه - على حساب البطل - بعد هزيمته السابقة أمام ديناموز هراري .. وتأتى مباراة الأهلي وأسيك في أجواء وظروف غير طبيعية ، حيث الملعب المغطى بالترتان ، والاضطرابات الأمنية في مطار العاصمة "الإيفوارية" .. وكلها بلا شك أجواء مرهقة للغاية .. ولن يسترح البطل بعد عودته ، بل سيدخل مجددا في أجواء لقاء روما الإيطالي الذي سيقام بعد لقاء أسيك بثلاثة أيام فقط ، ليبدأ الاستعداد للدخول في معمعة الدوري المحلى بلقاء الأوليمبي بعد ثلاثة أيام أيضا .
وقد لخص كل ذلك نجم الفريق سيد معوض في تصريحه .. أنه كان وزملائه في الإسماعيلي - وقبل انتقاله للأهلي - يعيشون فرحة الانتصار بمباراة مهمة أسبوعاً كاملا ، عكس ما يعيشه الآن في الأهلي من ضرورة الخروج السريع من جو مباراة أو بطولة مثل كأس السوبر التي تحققت ، ليعيش أجواء لقاء جديد لا يقل أهمية عن سابقه .. وتصريح معوض يؤكد حقيقة نلمسها وندركها جيدا ، تجعلنا نقدر الجهد الذي يبذله هؤلاء الفرسان .. بل ونشفق عليهم .
وبالعودة لمبارتى القمة الأفريقية والمحلية السابقتين والتي خاضهما البطل أمام غريمه الزمالك - والتي توقعت فوز الأهلي بهما في مقالي السابق- فقد استرعى انتباهنا العديد من الجوانب الإيجابية ، كان أبرزها حالة الحب بين اللاعبين التي لمسناها جميعا .. وقد رأينا احمد حسن متفاعلا مع زملائه وكأنه قضى سنوات عمره في الأهلي ، وبدت فرحة اللاعبين من أجل زميلهم المعتز إينو لا تقل عن فرحتهم بالهدف الرائع الذي أحرزه و حسم المباراة لصالح الأهلي ومنحه بطولة السوبر المحلية للمرة الخامسة .
أيضا تغيير التكتيك وخطة الملعب في لقاء السوبر .. كان سبباً مهماً ومباشراً في حسم المباراة ، على اعتبار أن هولمان توقع أن يلعب الأهلي بطريقة 3/4/1/2 فقام بوضع خطته على هذا الأساس .. ولكنه الثعلب جوزيه الذي يفاجئ المنافسين دوما بتغيير مفردات التكتيك من مباراة لأخرى ، وحسب المتغيرات التي تطرأ على سير الأحداث، ليثبت يوما بعد آخر أن معين فكره الخططي والتدريبي متجدد لا ينضب .. وربما كان التكتيك في المباراة الثانية هو نفسه الذي سيخوض به لقاء أسيك - بعد ساعات - بالاعتماد على رأس حربة وحيد مع الزيادة في منطقة الوسط للسيطرة على الملعب.
لاحظنا أيضاً في المباراتين الجمل التكتيكية في التعامل مع الكرات الثابتة حول منطقة الجزاء ومن إحداها جاء هدف أحمد حسن في المباراة الأولى ، وكذلك زيادة لاعبو الوسط لمعاونة خط الهجوم وحسن تمركزهم أمام منطقة جزاء الزمالك أثناء الاختراقات الجانبية لاصطياد الكرات الساقطة أمام المنطقة ، وهذا ما نفذه المعتز بالله إينو حرفيا - حسب تعليمات جوزيه - واستقبل هدية هاني سعيد بإطلاق صاروخ أرض أرض في الشباك البيضاء ، لم يملك حياله عبد الواحد السيد إلا محاولات يائسة ، فكانت هدفاً ولا أروع .. فضلا عن التمرير السريع والقصير من لمسة واحدة وهو ما يتسبب عادة في خلخلة التكتلات الدفاعية ويجر مدافعي الفريق المنافس للوقوع في أخطاء دفاعية قاتلة ، وهذا ما علق عليه مدرب كايزر سلاوترن الألماني بعد مباراته الودية مع الأهلي في معسكر ألمانيا السابق بقوله أن فريقه لا يواجه - عادة- هذا الأداء السريع الذي أرهق لاعبيه وأربكهم .
وكثيرة هي الملاحظات حول المباراتين التي لا يتسع لها المقام .. و تدركها الجماهير الأهلاوية الواعية التي تابعت اللقاءين .. ويبقى أن نجدد شكرنا للفرسان الحمر ومرحباً بالبطولة "الرابعة بعد المائة " وبإذن الله تكون البطولة القادمة هي كأس رابطة الأندية الأفريقية ومن ثم الوصول لكأس العالم للأندية لتستمر أفراحنا .. ومن انتصار إلى انتصار- بإذن الله تعالى - يا أبطال مصر .. فأنتم تستحقون الفوز والانتصارات والبطولات ، ونحن نستحق الفرحة بما تحققوه .. وبالفعل "تشجيع الأهلي متعة" كما كتبها الناقد الرياضي الجميل والأهلاوي الأصيل محمد الزرقانى في أحد مقالاته الرشيقة .. وليسمح لي باستعارة تعبيره الدائم .. "عاش الأهلي ، وعاشت جماهيره ، وعاشت انتصاراته ، وعاش كل المخلصين لصرحنا الغالي " .
وكما أرددها دائماً .. يا دولة الأهلي ، كم نفخر بالانتماء إليك .
جوزيه حدوتة أهلاوية
* هذا الرجل حدوته بالفعل ، بعد أن أصبح جزءاً من تاريخ الأهلي دون جدال ، فقد حقق جوزيه مع الفرسان الحمر أكثر من ثلث البطولات التي تحققت للأهلي تحت قيادة فنية أجنبية .. حيث دون التاريخ المظفر لسجل بطولات فريق الكرة بالنادي 48 بطولة على أيدي 12 مدرباً أجنبيا ً.. منهم جوزيه الذي حقق وحده 16 بطولة متنوعة ، يضاف إليها برونزية كأس العالم للأندية باليابان والتي أحدث فوز الأهلي بها دوياً هائلا في الأوساط الكروية العالمية بعد أن كان الأقرب لفضية البطولة على أقل تقدير ..
فقد أحرز الأهلي مع المجرى هيديكوتى 6 بطولات ، ومع تسوبيل 5 ، وهاريس الإنجليزي 4 ، والألماني هولمان 4، و فريتز النمساوي 3 ، و فايتسا الألماني 3 ، و المجريان تيتكوش 2 ، وبلدياته كالوتشاى 2.. و ماكبرايد الإنجليزي 1، وديكسى الألماني 1 ، وأوليفيرا البرتغالي 1.
وتبقى نقطة تميز - تاريخية - ينفرد بها جوزيه حيث حقق 13 فوزاً في أخر 15 لقاء مع الزمالك - منافس الأهلي اللدود - وهى لقاءات تعتبرها جماهير الناديين بطولة خاصة .
وهكذا يؤكد جوزيه أنه "عجينة" مختلفة من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب فريق الكرة بالنادي ، حيث يبدو متمكناً من مفردات عمله كمدرب محترف ، يعرف متى يكون حازما ومتى يكون مرحاً لينا ، ومتى يغلف تعاملاته مع اللاعبين بالديكتاتورية الإيجابية التي تؤتى بثمارها المرجوة .. جوزيه هو المدير الفني الأكثر جدلا ، والأعمق فكرا، والأكثر فهما للخلفيات النفسية للاعبيه , وهو القائد الملُهم الذي يعرف متى يخلق الدوافع ويزيد من "جوع" اللاعبين للبطولات والانتصارات.. فهنيئاً لجوزيه شرف تدريب الأهلي العريق ، وهنيئاً لنا بهذا المدير الفني الفذ .. ولا عزاء لمن أعيتهم الحيل من أجل تطفيشه .
متعب .. لا تتعب
* نجمنا الشاب الفنان الخلوق عماد متعب ، كان يمكنه أن "يماطل" في التوقيع للأهلي حتى يناير المقبل ، ووقتها يستطيع التوقيع لأي نادى أخر ، ومن ثم يحصل وحده على المقابل المادي الذي يدفعه النادي الذي يريد الحصول على خدماته .. ومعروف أن كثير من أندية العالم تسعى خلف اللاعب الحر الذي انتهت سنواته التعاقدية مع ناديه ، حتى تدفع اقل .. ولكن عماد كان أصيلا - وهذا ليس جديداً عليه - حيث أصر على أن يكون تعاقده مع بريستول الإنجليزي من خلال النادي الأهلي ، بل وأصر على المشاركة فى لقاء الزمالك في بطولة الأندية الأفريقية ليساهم في فوز فريقه ، و يودع ناديه وجماهيره - أصحاب الفضل عليه بعد الله - وليترك ذكرى طيبة كأفضل ما يكون مسك الختام .
ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .. فقد تراجع النادي الإنجليزي عن كلمته بدعوى أن متعب لعب أمام الزمالك على غير رغبتهم كما صرح بذلك "ستيف لانسداون" رئيس نادي بريستول سيتي لصحيفة " الجارديان البريطانية " - وهو سبب واهي وغير مقنع بالمرة - ولو فكر صاحب فكرة التراجع عن التعاقد مع نجمنا الفذ لكان مبرر التراجع ، هو نفسه السبب الأكبر في التمسك به .. فمن يخلص لناديه حتى أخر لحظة ، هو لاعب أصيل يؤتمن على القميص الذي سيرتديه مع أي نادى أخر مستقبلا .. ولكن ماذا نقول ؟ .. إنهم إنجليز أوربيون لا يدركون تلك المعاني السامية والقيم النبيلة .. ومردود على من يدعى إنه الاحتراف الذي لا يعرف العواطف .. فالمحترف الذي يخضع لقانون الاحتراف ، هو إنسان وسلوك وقيم ومبادىء قبل كل شيء ، ولا تعارض مطلقاً .
وما يعنينا الآن هو أن يخرج متعب سريعاً من الحالة النفسية التي خلفها ذلك الموقف الإنجليزي "البارد" ، ولا يتعب - بفتح التاء والعين - وليعلم أن كل شيء عند الله بقدر ، وأن الله يعطى الخير لابن آدم بمقدور علمه ، وليس بمقدور علم البشر .
فقط كل ما عليك يا مُتعب الحراس إلا أن تأخذ بالأسباب و تتقرب إلى الله ، وأن تستمر استقامتك ودأبك على الاجتهاد والإخلاص في التدريب والمباريات .. وسيأتيك الخير من حيث لا تدرى ولا تحتسب - بإذن الله - .. وربما ما تناوله موقع نادى "إبسويتش تاون الإنجليزي" من اهتمامهم بالتعاقد معك يكون بداية خير قادم .. وإن لم يكن ، فربما عند أبواب السماء ما ينتظرك من خير لا تدركه حواسنا البشرية المحدودة .. فاصبر وسترى .. و سأعود لأكتب وأذكرك بما قلته الآن بمشيئة من الله .. والأيام بيننا إذا طال بنا العمر .
يستهدفون علاء صادق أم الأهلي ؟
* في إطار الاتجاه الإعلامي - المنظم - المناهض للأهلي ، وسيراً مع توجهات - وربما توجيهات - قطاعات مختلفة من المسؤلين لعرقلة مسيرة الأهلي كي يلحق به " العجزة والمكسحين" ، وحتى يقال أن هناك كرة قدم حقيقة في مصر وأن هناك تنافس بين الأندية .. وجدنا هجوماً عنيفاً على علاء صادق الذي نراه يغرد خارج السرب .. فهو من القلة التي لم "تركب" موجة الهجوم على الأهلي ، ولم يرتدى يوماً ثوب النفاق ، وكان وسيظل كارهاً لكل أنواع " الشاي بالياسمين" .. ولكن - وللأسف - وضح لنا في الآونة الأخيرة أن الدكتور علاء صادق بات مستهدفاً لأنه ينطق كلمة حق في زمن جفت فيه منابع العدل ، واكتست الشفافية بكل أثواب النفاق .. لأنهم يرونه - من وجهة نظرهم الظالمة - مجاملا للأهلي ومدافعاً عنه .. ونراه نحن بعين الحياد كاشفاً للأباطيل ، مناهضا للفساد وهادماً لكل مأوى ينخر فيه "السوس" .. ومن العجب أن تأتيه أولى رصاصات النقد الهدام من بيته ، من القناة الفضائية التي نحيا على برنامجه الناجح ، وقد تابعنا المداخلة التليفونية للدكتور وليد دعبس مدير القناة لإحراج الدكتور علاء على الهواء في الأسبوع الماضي ، ثم تحويله للتحقيق بدعوى أنه يعرض القناة لمعاداة المسئولين .. وكم كان رائعاً أن رفض الدكتور علاء المثول للتحقيق وإبداء استعداده للرحيل .. فبادروا بمصالحته وتجميل الموقف .
وأنبه الدكتور علاء أن يحذر الوقوع في فخهم ، وأن يستمر قوياً كما عهدناه .. ينطق الحق وفقط ، ولا نريد أكثر من ذلك ولا أقل .. فنحن نحترمك يا دكتور ونعشق صدقك ، و لا نحب أن نراك في موكبهم ولا سائراً كغيرك في ركبهم .. ولكن يبقى السؤال .. هل يستهدفون الدكتور علاء ، أم يستهدفون الأهلي ؟؟ .. أرى أنها الثانية .
هجمات مرتدة :
* فيما صرح أحمد سليمان مدرب حراس المنتخب أن "الهارب" سيرتفع مستواه في "صهيون" لأنه يتعرض لهجمات أكثر .. استقبلت شباك الأخير الهدف السابع في الجولة الثالثة من الدوري السويسري .. هو ده بقى ارتفاع المستوى اللي بتتكلم عنه يا أبو الكباتن ؟! .
* تعرض إينو لمضايقات مريرة في الزمالك بعد توقيعه للأهلي .. ثم جاءه الفرج بعد الصبر ، ومن أوسع الأبواب بهدف سوبر في مرمى عبد الواحد .. ليتجرعوا "العلقم" الذي لن تزول مرارته من حلوقهم أبد الدهر .. يمهل ولا يهمل .
* يمتلك الآن خط وسط الأهلي مجموعة من اللاعبين القادرين على إحراز الأهداف في أي لحظة .. وهذا ما يرعب المنافسين ويجعلهم يدافعون بتسعة لاعبين في منطقة الجزاء .. لو عاوزين تتأكدوا ، شاهدوا إعادة الهدف الأول في اللقاء الأفريقي مع الزمالك .
* السياجى الذي صرح قبل الهنا بسنة بأحقية الزمالك في هاني سعيد ، هو نفسه الذي خدع اللاعب وجعله يكتب بنود الشرط الجزائي في ورقة مستقلة لا يعتد بها .. دي أخرة من لا يحتاط لنفسه في زمن البزنس و الشاى بالياسمين يا هاني .
* تهديدات هولمان بالرحيل اعتراضاً على الحكم النمساوي ، تؤكد سرعة انتقال عدوى عقدة الاضطهاد التي يعيشها أبناء المعسكر الأبيض لهذا الرجل .. طيب نعملك إيه بس؟ .. بكل لغات العالم يهزمكم الأهلي .. ابقى انزل انت الملعب وامسك الصفارة .. برضه ها تتغلبوا صدقنى .
* وصلت إلى مسامعنا من المدرجات بوضوح شتائم جمهور الزمالك لسمير زاهر .. فهل سمعها رئيس اتحادنا الموقر ؟ .. ننتظر قراراتك الرادعة يا كابتن .. أم أنك سترسل شكوى للفيفا .. ثم تخرج علينا بتصريحات ، تطلب فيها بغلق الملف لأن رد الفيفا طلع مزور؟
* "اللا معروف" لم يعجبه تفوق وتميز وشفافية الدكتور علاء صادق ، فأطلق عليه لقب " صدام الصغير".. فإذا كنت تنعت زميل المهنة النظيف بهذا اللقب .. فبماذا تنعت نفسك .. هل يعجبك أن يصفك زميل بـ "أبو رجل مسلوخة" مثلا ؟ .. والله عيب عليك .
كلمة أخيرة :
عجباُ للمحللين الأفاضل الذين شككوا في قرار الحكم النمساوي باحتساب هدف "أجوجو" تسللا من خلال المتابعة التليفزيونية المبتورة .. و لم يكلف أحدهم نفسه بسؤال أي مشجع من الذين شاهدوا المباراة من المدرجات عن كشف مدافعي الأهلي للاعب المتسلل .. نستحلفكم بالله أن ترحمونا شوية من عبقريتكم ، لأن بصراحة .. طفح بنا الكيل .
