أفراح جماهير الأهلي لم تعد تعرف طريقها للاكتمال بسبب الإصابات اللعينة التي تحرم الفريق من جهود أميز لاعبيه في أدق الأوقات ..وما كادت الجماهير تتجاوز حزنها لإصابة النحاس ، وفى عز نشوة الفوز ببطولة الدوري حتى تجددت الأحزان مرة أخرى لإصابة أحمد فتحي الخطيرة .
وبالطبع كلنا يتذكر موسم 2004/2005 ، حينما كانت تتزلزل الأرض تحت أقدام لاعبو الأهلي ، والكل يخشاه ويعمل له ألف حساب ، كل أملهم الخروج بأقل الخسائر ، ونقطة يقتنصها المنافسون من فم الأسد كانت أشبه بالحلم الجميل .. ومن ينسى الأفراح والليالي الملاح التي أقامتها بورسعيد لأن المصري اقتنص نقطة التعادل من فم الأسد الجسور في مباراة ولا أغرب دارت إحداثها داخل منطقة جزاء المصري .. وكانت كل تصريحات المدربين تنبىء عن حالة القلق من مواجهة الأهلي حتى أن عبد الرحيم محمد الذي كان يتولى تدريب بلدية المحلة في ذلك الحين ، صرح أنه يحتاج إلى 22 لاعباً كي يجارى فرسان الأهلي .. وكانت كل أمنيات الفرق الأفريقية حينها أن تجنبهم القرعة مواجهة كوماندز الأهلي الرهيب الذي لا يعرف الرحمة .. العالم كله كان يتحدث عن الأهلي الذي يزأر في ربوع القارة السمراء فترتعد أمامه الفرق .. ثم حدث ما حدث .. وبدأ الخط البياني لشكل الانتصارات ينخفض ببطء ، وبدأت فصول جديدة من حياة الفارس الأحمر ليست الأفضل بكل تأكيد .. فماذا حدث ؟؟
هاجمت الإصابات اللعينة كل أفراد الفريق بلا استثناء ، فكثرت الغيابات الاضطرارية ومعها غاب ثبات التشكيل الذي كان يتميز به الأهلي وفقد الفريق كثيراً من الانسجام وخاصة في خطى الوسط والدفاع .. وتبع ذلك تعادلات غير مرضية ، وهزيمة لا معنى لها من بلاتنيوم الجنوب أفريقي في الوقت المحتسب بدلا من الضائع .. وأرجع المتخصصون السبب للإرهاق البدنى والذهني الذي يتسبب في إصابات غريبة ، متكررة ومتنوعة ، لأن الفريق ينافس في جميع الاتجاهات.. منذ موسم2004/2005 وحتى الموسم الحالي .. خاض الأهلي خلال هذه الفترة ما يقرب من عشرين بطولة محلية وأفريقية وعالمية بمعدل خمس بطولات في العام الواحد فضلا عن منافسات المنتخب الذي يضم في تشكيلته القوام الأساسي لفريق الأهلي .. وقال أحرون إنه الحسد الذي يتسبب في إصابات غريبة ومتكررة لكل اللاعبين بلا استثناء، حتى أن أحمد حسن نجمنا المحترف في اندرلخت والذي حدد وجهته المقبلة للنادي الأهلي يعانى الآن من كدمة في ضلوع البطن رغم أنه من نوعية اللاعبين الذين لا يصابون إلا قليلا ، والأغرب هي تلك الإصابة التي تعرض لها هاني العجيزى بخلع في الكتف بعد توقيعه للأهلي بأيام وهو مازال لاعباً في صفوف البلدية.. وتعرض لحادث سيارة بعدها !!.
وحينما نذكر الحسد كسبب في إصابات الملاعب وحدوث أمور غريبة ، فلا يستدعى ذلك سخرية البعض لأنه ذكر في القرآن الكريم وفى السنة المطهرة وكلنا يقر به .. ولكن البعض يخشى تناوله باستفاضة مخافة الاتهام بالجهل من قبل الجهلاء .. وقد عرف ابن القيم الحسد بأنه : "بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها "... ومن خلال تعريف الحسد، لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك من يكره انتصارات الأهلي و بطولاته ومكاسبه المادية والمعنوية ويتمنى زوال كل هذه النعم ، لأن مسيرة الأهلي المظفرة تحجب البطولات والانتصارات وبعض المكاسب عن الآخرين .. إذاً الكلام منطقي وليس دجلا أو خرافة.. ولا أقول أن المحسود يصاب بقطع في الرباط الصليبي أو وتر "اكيلس" وهو نائم مثلا .. ولكنها ستحدث بشكل طبيعي في الملعب وتحتاج إلى تدخل طبي بالتأكيد .. فلما لا يكون الحسد سبباً في بعض هذه الإصابات
وكما نتبع برامج طبية للوقاية والعلاج والتأهيل الطبي والرياضي ، فما يمنع أن نتبع ما يقي من الحسد ويزيل آثاره إن حدث ؟؟ .. ولذا أنصح اللاعبين بالحفاظ على صلوات الجماعة وتلاوة القرآن بصفة يومية والمحافظة على الأذكار النبوية وكثرة الدعاء.. وتلاوة المعوذات صباحاً ومساءاً .. والحرص على التصدق والإنفاق في أوجه الخير لأن ذلك من شأنه تطهير المال وتذكية النفس .. وفى الحديث الشريف "داووا مرضاكم بالصدقة" .. هذا بالطبع مع الأخذ بباقي الأسباب العلمية والطبية في هذا الشأن .. لأن الأمر بالفعل يستحق وقفة جادة ودراسة متأنية للوقوف على أسباب ظاهرة الإصابات التي تلاحق لاعبي الأهلي
ومعالجتها .. ونحن بالطبع لا ننكر أن الإصابات أمر طبيعي في الملاعب .. ولكنها في الأهلي وبهذا الشكل ، تدعو حقاً للعجب والدهشة