التاريخ سيسجل بأحرف من نور على صفحات من ذهب تاريخا مشرفا للساحر الفارس النبيل مانويل جوزيه، هذا الرجل الذي قدم أروع مثال على احترام ذاته واحترام المكان الذي يعمل به، واحترام رجاله الذين يتعامل معهم.
سيسجل التاريخ أن هذا الرجل رفض عودة الهارب الخائن الغدار الذي هرب من ميدان الشرف وترك فريقه وزملاءه في وسط الموسم، أكرر في وسط الموسم، رفض عودته رغم أن الفريق كان في أشد الحاجة إليه، رغم أن موقف الفريق كان سيئا، ليس لحاجة الفريق إلى نجومية الهارب التي صنعها الفارس النبيل مانويل جوزيه، كلنا يعرف أن الحضري ظل لمدة 8 سنوات مجرد حارس عادي، لم يظهر ولم يتألق إلا في وجود جوزيه.
ورغم ذلك رفض الفارس النبيل عودة الخائن لأنه لا يجوز أن يساوي بين الفرسان وبين الخائن، لا يجوز أن يضع عضو فاسد بين أعضاء شرفاء، فكما نعلم أن التفاحة المعطوبة تنقل عطبها لباقي التفاح المجاور لها، ولكن جوزيه لم يتعامل مع الخائن من هذا المنطلق، ولكنه تعامل معه من منطلق القيم والمبادئ والأخلاقيات العالية التي يجب أن يتمتع بها الفرسان، ورغم ثقته في رجاله إلا أنه رفض عودة الخائن لساحة الشرف الخاصة بالرجال.
كان موقف الفرسان صعبا بسبب قوانين مسابقة الاتحاد الإفريقي التي ترفض استبدال لاعب مكان آخر، ولم يكن لدى الأهلي سوى حارس واحد هو أمير عبد الحميد، بالإضافة إلى الناشئ أحمد عادل عبد المنعم، الذي لم يلعب مباراة واحدة مع الفريق الأول، والمشكلة الأكبر هي إصابة أمير، ولا يوجد حارس آخر احتياطي، ورغم كل تلك الظروف رفض الفارس النبيل عودة الخائن الغادر.
لذلك سيسجل التاريخ هذا الموقف المشرف لهذا الفارس النبيل، في الوقت نفسه سيسجل التاريخ صفحة سوداء في تاريخ المدير الفني لمنتخب مصر الكابتن حسن شحاتة الذي أصر على إشراك الهارب الخائن، لم يكتفي بذلك، بل إن المدير الفني لمنتخب مصر ساند الهارب وكافأه بتكريمه في مباراة الأرجنتين، أصر على تكريم الخائن الذي هرب ولم يحضر تكريم مصر للأبطال، رغم أن شحاتة لم يكن بحاجة لإشراك الخائن في مباراة ودية، وللم يكن بحاجة لإشراكه في التصفيات الأولية التي يلعب فيها مع فرق لا تاريخ لها في كرة القدم، ورغم تألق عبد المنصف وأمير عبد الحميد الذي قدم مباراة أمام طلائع الجيش لم نرى حارسا بهذه البراعة من قبل.
سيظل التاريخ يطارد شحاتة أبد الدهر لإشراكه الهارب الخائن، كما ظل وسيظل التاريخ يطارد الجوهري لإشراكه إبراهيم سعيد الذي هرب قبل ذلك وترك ناديه قبل مباراة هامة أمام الزمالك، لم يكتف شحاتة بإشراك الهارب، ولكنه أصر على رفع الإيقاف عن شيكابالا رغم أنه موقوف بقرار تربوي من اتحاد الكرة.
صفحات العار في التاريخ تستقبل شحاتة، وصفحات الشرف في التاريخ الناصع سترحب بالفارس جوزيه، حتى لو تألق الحضري سيكون الفضل لجوزيه والعار لشحاتة، الفضل لجوزيه الذي صنع نجومية الحضري، والعار لشحاتة الذي أشرك الحضري بعد هروبه من ميدان الشرف.
الشرف لجوزيه الذي تمسك بالقيم والمبادئ ورفض أن يقف فريق الفرسان على لاعب خائن، والعار لشحاتة الذي تمسك بوجود الخائن وأهان منتخب الأبطال منتخب مصر وصوره في صورة مهينة وكأنه لا يساوي شيئا بدون الخائن، مصر تقف على لاعب!، منتخب الأبطال يقف على لاعب!!، يا للعـار.
قال المتلونين الذين دافعوا عن المدير الفني لمنتخب مصر أن مصلحة المنتخب أهم من مصلحة الأهلي، ثم صمت هؤلاء المتلونين وكأن على رؤوسهم الطير، عندما فتح شحاتة معسكر المنتخب المغلق لمسئولي الإسماعيلي ليسهروا حتى ساعات الفجر يضغطون على أحسن لاعب في أفريقيا لكي يكتب إقرارا يضر بمستقبله، ظلوا يضغطون عليه واللاعب يرفض حتى بكى اللاعب، ورغم ذلك لم يرحموه، ولم تشفع له دموعه، ولم يحاول المدير الفني لمنتخب مصر أن ينقذه من براثن هؤلاء، حدثت تلك الكارثة قبل 24 ساعة من مباراة مصر مع الكاميرون وظهر حسني عبد ربه تائها، ولولا حامل الراية الذي ألغى هدفا صحيحا لخرج منتخب مصر بفضيحة على إستاد القاهرة، إستاد القاهرة الذي خلت مدرجاته من جمهور مصر الحقيقي، ولولا رجال الجيش والشرطة لكانت الفضيحة مدوية ومدرجات إستاد القاهرة خاوية، فأين مصلحة مصر وهناك من يسهر في معسكر المنتخب حتى الصباح؟.
صمت المتلونين، وصمت المسئولين عن الكرة في مصر، ومرت كارثة السهر حتى الصباح مرور الكرام، وكأن مصر لم يعد فيها رجال، وكأن مصر لم يعد بها مسئولين، وكأن مصر ليس فيها سوى حسن شحاتة، يفعل ما يحلو له، ويضرب بكل القيم والأخلاقيات والأصول والانضباط عرض الحائط وطول الحائط وسقف الحائط، وزاهر ورفاقه يشاهدون المهزلة وكأنهم يشاهدون مسرحية كوميدية.
لذلك لم يتردد طاووس مصر الجديد المعلم شحاتة أن يكرر المهزلة ويفتح معسكر المنتخب مرة أخرى لمسئولي الزمالك ليتفاوضون ويتعاقدون مع أمير عزمي مجاهد، وما زال المتلونون صامتون، وما زال اتحاد الكرة أبو كرتونة يشاهدون المهازل تحدث في معسكرات المنتخب وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن مصلحة مصر لا علاقة لها بما يحدث.
لم يكتف شحاتة بذلك، وأنا لا ألومه وله الحق كل الحق أن يفعل ما يشاء وأن يعيث كيفما شاء، مولد بلا صاحب، منتخب ليس له كبير، اتحاد كرة أصبح اتحاد الظل، ورجاله تحولوا لمشجعين للطاووس الجديد شحاتة وولده كريم، ليتحول المنتخب إلى منتخب شحاتة وولده كريم للتعاقدات والذي منه، هذا الكريم الذي فشل أن يكون لاعبا وفشل أن يكون شيئا، أصبح اليوم هو كل شيء، أعطاه باباه مفتاح المعسكر ومفتاح المنتخب ومفتاح اللاعبين، يدخل وقتما شاء ويخرج وقتما يريد، يفاوض اللاعبين كيفما يريد وأصبح صديقا للاعبين بالإكراه.
تحول شحاتة من مدير فني لمنتخب مصر إلى مندوب الزمالك ووكيل أعماله في منتخب مصر، ينفذ تعليمات سيد الزمالك الأول ممدوح عباس، قبل البطولة العربية رفض شحاتة ضم عمرو ذكي للمنتخب تحت مبدأ لا مكان لأي لاعب بينه وبين ناديه مشاكل، ولأن عمرو يريد الاحتراف، ويريد أن يكون ضمن صفوف المنتخب، انصاع لأوامر شحاتة واعتذر لمسئولي الزمالك، وبعد فضيحة ضم شحاتة للخائن، لم يعد عمرو ذكي يهتم بأوامر شحاتة، فلن يستطيع شحاتة إيقافه تحت مبدأ تغير وتبدل وتلون حسب طلب الزبون، حاول شحاتة كبح جماح عمرو ذكي، وحاول مصالحته مع سيد الزمالك عباس الأول، بعد أن تنصل عباس من وعده لعمرو بالاحتراف لو حصل الزمالك على كأس مصر، لم يحاول شحاتة التوسط بين الأهلي والحضري، ولم يحاول شحاتة التوسط بين متعب والأهلي، ترى ماذا سيفعل شحاتة مع عمرو ذكي؟.
هل يستبعد شحاتة عمرو ذكي من المنتخب دون اعتبار لمصلحة المنتخب؟، أم يضمه للمنتخب ويخالف تعليمات الخديوي عباس الأول؟، أم أنه سيسعى لضم عمرو بعد أن يتنازل عباس ويتنازل عمرو ويتنازل شحاتة؟.
طالب شحاتة عمرو ذكي بالبقاء مع الزمالك حتى انتهاء مباراتي الأهلي مع الزمالك في بطولة أفريقيا وبطولة السوبر المصري، هل هذا ضمن اختصاصات المدير الفني لمنتخب مصر الذي يتقاضى راتبا شهريا قدره 130 ألف جنيه مصري معظمهم من أموال جماهير الأهلي صاحبة الشعبية العظمى؟.
قال اللواء شرطة السابق مدحت شلبي أن عمرو ذكي لم يسافر مع الزمالك في مباراته مع أسيك أبيدجان ووصف هذا التصرف بأنه كالجندي الذي هرب من ميدان المعركة ويستحق الإعدام رميا بالرصاص، ونسي سيادة اللواء شرطة أنه رحب الهارب الخائن وسانده ووصف الهارب الخائن الذي هرب من ميدان الشرف في وسط الموسم بأنه أصيل، يا للعـار، اللواء شرطة السابق يصف الخائن الغدار بالأصيل، ترى يا معلم شلبي : هل تتغير المبادئ حسب الشخص؟. أم تتغير حسب رغبة الزبون يا معلم شلبي؟.
سمعنا أن أيمن يونس يطالب شحاتة بضم بركات وأنه على استعداد لعقد جلسة لتصفية الخلافات نتيجة انتقاد بركات لشحاتة، أعتقد أن شحاتة سيستجيب لأيمن يونس لأنه زملكاوي، ولأنه آن الأوان أن يعود شحاتة للاعبي الأهلي الذين فازوا له بالبطولات، ولكي يجهد شحاتة لاعبي الأهلي قبل مباراتي الأهلي والزمالك.
كريم حسن شحاتة، لم يسمع عنه أحد قبل بطولة غانا، فجأة بعد فوز مصر ببطولة غانا ظهرت العبقرية على كريم شحاتة فجأة وأصبح إعلاميا وناقدا رياضيا وضيفا دائما على موائد الفضائيات ووكيل أعمال نادي الزمالك في المنتخب والمرشح لعضوية الزمالك مع السيد عباس الأول والوحيد صاحب الحق في دخول معسكرات المنتخب في أي وقت، وأيضا مرافق لمنتخب مصر في المباريات الخارجية، ترى هل سيصبح العبقري كريم شحاتة المدير الفني القادم لمنتخب مصر؟.
كثرت صفحاتك السوداء التي يسجلها لك التاريخ يا شحاتة، صفحات مليئة بالعار، ستظل تطاردك أبد الدهر، في الوقت الذي سيفتح التاريخ أبوابه للفارس النبيل مانويل جوزيه الذي صنع نجومية الحضري ووصل به للعالمية ورغم ذلك رفض عودته بعد الهروب الكبير، وأنت يا شحاتة تتمسك بالهارب الخائن، ونعلم ونتأكد أنك لن تستطيع الاستمرار في استبعادك للاعبي الأهلي فرسان البطولات، فهم من أبقوك في منصب المدير الفني بعد فوزهم ببطولة أفريقيا 2006 وغانا 2008.
صفحات العار في التاريخ تستقبل شحاتة، وصفحات الشرف في التاريخ الناصع سترحب بالفارس جوزيه، حتى لو تألق الحضري سيكون الفضل لجوزيه والعار لشحاتة، الفضل لجوزيه الذي صنع نجومية الحضري، والعار لشحاتة الذي أشرك الحضري بعد هروبه من ميدان الشرف.