إنتهت تقريباً قضية حسني عبد ربه، بعد صمت إدارة الأهلي شهوراً طويلة على هذه القضية. و ظنت الجماهير أنه صمت الحكماء، و أن النهاية ستكون بإعادة الحق للأهلي، إما بتسويق اللاعب أوروبياً أو عربياً عبر الأهلي و الإستفادة المادية من الصفقة مع ستراسبورج، أو بإعادة اللاعب للإساعيلي مع دفع ما يناسب هذه الصفقة.و إنتهى الصمت بمعلومات شبه أكيدة، أن الأهلي تنازل عن الصفقة لستراسبورج، على أن ينهي ستراسبورج الأمر مع الإسماعيلي بالشكل المناسب له، و الأهلي سيستعيد المبلغ الذي سدده للنادي الفرنسي. و بدأت الإجتماعات المغلقة، و كالعادة الجميع أغلق تليفوناته في التوقيت الذي لا نطلب سوى التوضيح، لينتهي الأمر بمحاولة مكشوفة "لتلبيس" الموضوع لستراسبورج بأنه باع الأهلي.
و بدلاً من الإسراع بشرح الأمور بتفاصيلها لجماهير الأهلي التي تغلي، و التي نفذ صبرها على الصمت تجاه أي قضية إعلامية ضد الأهلي ليتلقى النادي خسارة تلو الأخرى، و يصبح كيانه و سمعته في مهب الريح، خاصة مع تمادي الجميع في منظومة الكرة المصرية في فرض أمر واقع على الأهلي و جماهيره بتحويل الحق من الأهلي، إلى ضد نادينا العريق.
و الحقيقة أن ستراسبورج لم يبع الأهلي، بل باعوه من حملوا لواء الصمت و الـ"حنية" أمام قضايا كثيرة حدثت. أمام عقوبة جوزيه الذي تركته الإدارة بمفرده يواجه إتحاد الكرة كأنه لا يمثل هذا الصرح، بل على العكس فمن الواضح أن جوزيه أصبح أهلاوياً و يمثل الجماهير أكثر من الإدارة التي نجحت في جلب المكاسب المادية للنادي، و فشلت في دعم المكاسب المعنوية للجماهير.
و زادت الأطماع و لم لا و صاحب الدار لا يكترث لما يحدث حوله. و رحل الحضري هارباً، و أجبر الإتحاد الأهلي للخضوع لحسن شحاتة و زمرته في وضع الحضري كحارس مصر الأساسي. و بدلاً من سحب جميع لاعبي الأهلي من المنتخب، و أخذ قرارات شجاعة تعيد للنادي و للجماهير حقها. إستمر الصمت الرهيب ولا همسة ولا لمسة ولا أي شيء، و حاول جمهور الأهلي إستعادة حقوقه المهدورة، حيث طغت البلطجة و شريعة الظلم على أسلوب التعامل الجديد للإتحاد. و تم إتهام الجمهور بأنه يشوش على مسيرة المنتخب و إنتهى الأمر بإهانة علنية لجمهور الأهلي. و لم نسمع أي رد رسمي من إدارة الصمت، و تصورنا أن يكون الصمت هو ما يسبق العاصفة.
و إزداد إستغلال النفوذ بضغوط على اللاعب و هو في معسكر المنتخب، و دخول كل من هب و دب للحديث معه و التربيط، و لم يصدر أي تحقيق أو توضيح للموضوع، لـ"يسوقوا" فيها و يتحول المنتخب لمركز للإجتماعات مع اللاعبين، و التنسيق معهم من أجل الإنتقال لأندية منافسة للأهلي، على أن تكون الصفقات من أجل مصالح إنتخابية خاصة في الزمالك و الإسماعيلي. و لم يحرك هذا أي من مسئولي الأهلي طلباً في التحقيق في كل الوقائع التي سردها الإعلام المرئي و المسموع و المقروء، لتتحول إدارة الأهلي إلى مجرد مشاهد و متابع لما يحدث على الرغم من التأثيرات السلبية الخطيرة و نتائج ما يحدث على الأهلي.
ثم جاءت النهاية المحتمة لكل من يتخلى عن حقوقه، و يتم الإتفاق بين الإسماعيلي و ستراسبورج برضا الأهلي و إعطائه الضوء الأخضر للنادي الفرنسي، ضمن إتفاقية "صامتة و مبهمة" و تنتصر البلطجة، و شغل الفتونة على الأسلوب الصامت.و قد كانت جماهير الأهلي تنتظر إدخال ملايين اليوروهات لخزينة النادي حيث وضحت كافة وسائل الإعلام الأجنبية رغبة العديد من أندية الصف الأول في أسبانيا و إنجلترا و هولاندا في ضم اللاعب بمبلغ سيفوق الخمسة ملايين يورو .
و في حين بدأ الصوت يعلو من جماهير الأهلي برفضهم أن يرتدي حسني عبد ربه قميص الفريق بعدما بدر منه تجاه النادي، و أن يكون رد الكرامة بتسويق اللاعب و الإستفادة من قيمة عقده لجلب لاعب ذو ثقل عالمي. و خاصة بعد الواقعة المؤسفة التي حدثت عقب مباراة مالاوي و قادها أحمد سليمان الذي تطاول على جمهور الأهلي بإشارات خارجة بإصبعه يعاقب عليها القانون، ليكمل الحضري و معه حسني عبد ربه السيناريو بالهجوم على الأهلي على مرأى و مسمع من لاعبي الأهلي في المنتخب.
كل هذه الأحداث و لا يأتينا أي بيان أو قرار من إدارة النادي يشعر الجماهير أن حقها محفوظ، لينتهي الفيلم الهابط نهاية ستكون بداية لتغيير في أسلوب تعاطي جماهير الأهلي مع الواقع الكروي المشين الآن. بما أن سمير زاهر و شركاه، و حسن شحاتة و أعوانه، و لجنة الكرة مجتمعين لم يعيروا أي إهتمام لإسم و كيان الأهلي. فجمهور الأهلي يعلم تماماً كيف سيتم إستعادة الكرامة التي لن يستطيع أحد المس بها.
و سيبدأ جمهور الأهلي في خطوات تصعيدية له كامل الحق بها، بالتنسيق مع روابط الجماهير. و لن ينتهي الأمر كسحابة صيف، بل إدارة الإتحاد التي تحدت كل شيء و حولت المنتخب من منتخب مصر سابقاً، إلى منتخب القوات المسلحة حالياً ستواجه موسم جماهيري من الدرجة الأولى لأن الموضوع أصبح لا يمت بالرياضة و العدالة في شيء. و بما أن الأمور وصلت إلى التلاعب بحقوق الأهلي لمصلحة نادي أو نظام معين، فلنا كل الحق في إعادة ما تم سلبه مننا لمكانه الطبيعي .
و سيكون هدف الجماهير في الفترة القادمة
· منع الحضري من أن يكون حارس مرمى المنتخب بعد ما صدر منه ضذ الأهلي فعلاً و قولاً
· التحقيق مع أحمد سليمان على ما بدر منه تجاه جماهير الأهلي بإشارات خارجة بعد مباراة مالاوي و أن يكون العقاب على قدر الإهانة
· التحقيق مع حسن شحاتة في كل الوقائع التي تؤكد دخول وكلاء اللاعبين، و مسئولي الأندية للتربيط مع لاعبي المنتخب للإنتقال من نادي إلى الآخر
· توضيح كامل من إدارة الأهلي على جوانب قضية حسني عبد ربه، و إن ظهر هناك تقصير، فيجب على اللجنة العمومية طرح الثقة في الإدارة ، ليس على تقصيرها في النواحي المالية و الفنية للفريق الأول لأنهم في رأينا فعلوا الأفضل للنادي، و لكن على تقصيرها في وضع حد للمهازل العديدة التي وضعت هيبة النادي و سمعته العريضة في أسوأ حال منذ 101 سنة، خاصة مع طرح نظرية الأهلي ليس طرفآ في القضية بعد حصول ستراسبورج على حقه في اللاعب عقب القرار من المحكمة الرياضية، و عقب أسلوب الصمت تجاه أي قضية إعلامية و جماهيرية.
و رحم الله صالح سليم الذي كان عنده إسم النادي و كيانه و كرامته أهم من أي شيء، و نعدك بأن جمهور الأهلي قادر على إعادة الأمور لمسارها الطبيعي و ستكون هذه البداية.