كشفت مباراتي نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بين الأهلي والنجم الساحلي، الكثير من النيران تحت الرماد، أو المختفية ببراعة داخل نفوس جماهير الكرة، التي تحولت من جماهير لفريق منافس، إلى جماهير معادية لأحد فرق كرة قدم ببلادها، ليس لأنه لعب مع الصهاينة، ولا لأنه وضع المصالح الأجنبية كأولوية أولى في مقابل مصالح البلاد، وليس لأن لاعبيه هربوا من تمثيل منتخب بلادهم بدلا من رفع رأس المنتخب الذي يعتبرهم عماده الأساسي، ولكن فقط، لأنه يفوز على فرقهم، ويحقق الكثير من البطولات.
بالفعل هي تهمة تستحق كل حجم الكراهية، التي تدفع ببعض الجماهير لرفع علم بلد أجنبي، أو حتى رفع علم فريق أجنبي، ليس لأنهم معجبون به، ولكن نكاية في فريق بلدهم، ولاستفزاز جماهيره الذين هم جيرانهم وأهلهم وليسوا على خلاف معهم ولا هناك منافسة مع فريقهم في نفس البطولة، ولا هو صراع على ميراث أو حتى مركز بالمسابقة، لأن الفريق المستهدف من كل هذه الأعمال، يسبق دائما بمسافة كبيرة، تحميه حتى من كل أفعالهم.
وظن الجميع لتكرار هذا الفعل، أن هناك الكثير من العداوة بين الأهلي وجماهير المدن والمحافظات التي رفعت تلك الأعلام، ولكن مع متابعة تصاريح بعض الحكام والرياضيين الذين يمثلون الفرق المنافسة للأهلي، اتضحت حقيقة كبيرة، أن الهتافات التي لاقاها الأهلي في بعض المحافظات في الشهور الماضية، ورفع بعض المدن للأعلام لاستفزاز النادي الأهلي وجماهيره، لم يكن كل ما سبق تعبيرا عما حاول البعض الإيحاء بوجوده بأن الجميع يكره الأهلي، ولكن أتضح أن وراء كل هذا ناديا واحداً، وجماهيره المحترمة.
صحيح أن المعلومات المتوفرة حتى الآن، بالإضافة للمشاهد التي تابعها الجميع بإستاد الإسكندرية، كلاهما لا يجزم بوجود مؤامرة وتخطيط واضح المعالم، إلا أنه مع الوقت سيكتشف الجميع أن كل هذه الأحداث ليست مصادفة.
وتذكرت كيف رفعت جماهير نفس النادي لافتات في عدة ملاعب في مصر للإيحاء بكراهية أصحاب هذه الملاعب للأهلي، فهل ننسي من رفع في بور سعيد "بور سعيد ما بتحبكش يا أهلي" وفي المحلة "المحلة ما بتحبكش يا أهلي"، وفي طنطا "طنطا ما بتحبكش يا أهلي"، و ......، في خطة عبيطة اكتشف من ورائها من أول وهلة.
وبالعودة لمباراة الأهلي والاتحاد، فلا يمكن أن تتفق عقول ونوايا كل لاعبي الفريق الخصم على إيذاء لاعبي المنافس، إلا بتوجيه من شخص يقبله الجميع، وليس هناك في كل الأعراف، من هو أقدر على توجيه لاعبي الفريق للقيام بذلك، أفضل من المدير الفني للفريق، وبالصدفة البحتة التي لا يصح ربطها مع نفس سيناريو هذه الأحداث من لاعبي فريق المصري وطنطا وكل الأندية التي تولى فيها محمد صلاح الإدارة الفنية، عندما كان يواجه الأهلي، ولن ينسى له أحد، حجم الإصابات التي تعرض لها فريق الأهلي في مباراة المصري والأهلي في مباراة الذهاب ببورسعيد عام 2006.. كما لن ينسى الجميع صوته الذي كان يصل للميكرفون وهو ينادى على لاعبيه للدخول الخشن على لاعبي الأهلي، بل وبلفظ "اكسره".
والغريب أن المباراة التي تلت مباراة الأهلي والاتحاد اليوم ، بين الزمالك و المقاولون كانت تقريبا بدون جماهير، وبالطبع لن نلتفت لذلك الخبيث الذي علق على ذلك، بأن جمهور الزمالك لم يرجع بعد من الإسكندرية، حيث كان في مهمة لرفع أعلام تونس مرتديا التي شيرت الأخضر، وهو ما فسر أحداث الشغب التي تمت في المدرجات، بين جمهور الاتحاد الحقيقي، ومجموعة الجمهور التي كان كل همها رفع العلم والسب في الأهلي، دون أي اهتمام بتشجيع فريق الإتحاد.
ماذا لو حكم - جيد - ولا يعرف كيف تُلعب كرة القدم ؟.
ويكتمل مسلسل حصار النادي الأهلي لعدم ترك مساحة نفسية له ليعود بعد أزمة ضياع الكأس والبطولة، بسلوك الحكم جريشة، والذي رفع الكارت الأصفر في وجه لاعبي النادي الأهلي، بعدد مرات، أكثر من عدد الكروت التي حصل عليها الفريق في كل المباريات التي أداها الفريق حتى الآن بمسابقة الدوري.
وبالرغم أن من أن المنطقة أمام خط الـ 18 هي المنطقة التي تزداد فيها حمية الاحتكاك سواء من المدافعين أو من المهاجمين وبالتالي أكبر عدد من الضربات الحرة، إلا أن جريشة، سعى بكل جهده، للتغاضي عن العدد الكبير من الضربات الحرة التي ستتولد بالطبيعة لمهارة هجوم الأهلي أمام دفاع الإتحاد الموجه أساسا للتعامل بعنف، بحجة إتاحة الفرصة، ومن النكات الدرامية، أن يأتي هدف الأهلي الأول، من أحد المرات النادرة التي احتسب فيها جريشة ضربة حرة أمام المنطقة.
ولكن السؤال الذي ألح علي، أنه بافتراض حسن النية تماما، وأن الحكم ليس له ميول لأي لون كأنه جسد وحس من حجارة أو من أي مادة صلبة:
ماذا لو كان لا يعرف لعبة كرة القدم ؟.
ماذا لو كان يفهم في قانون كرة القدم جيدا ولكن لا يعرف مهاراتها ؟ فلا يفهم الفارق بين ضرب الرأس بالقدم وهى تنخفض تحت مستوى الركبة وبين رفع القدم لمستوى الرأس وضربها ؟.
كيف سيفهم أن اللاعب الماهر يمكنه مد القدم أمام الخصم وسحب الكرة من أمامه دون أن يلمسه وسقوط الخصم في هذه الحالة هو مجرد إدعاء ؟.
كيف سيفهم الفارق بين انتظار الكرة العالية أثناء سقوطها وبين الكوبري الذي يقوم به اللاعب لإيقاع الخصم ؟.
كيف سيفهم أن تمويه المهاجم وحركته أمام حارس المرمى أثناء الكورنر لا صلة له بمحاولة إصابته خاصة عندما لا يتحقق اللمس ؟.
أمور كثيرة دارت في ذهني وأنا أرى حكم المباراة، الذي قامت الجماهير بسبه دون أن يوقف المباراة لمجرد تحذير أو إنذار الجماهير، ويمكن لأي مشاهد أن يتذكر كم عدد المشاهدين الذين سبوا الحكم، ليعرف أن هذا جزءا من المخطط لإفساد المباراة، وضرب معنويات الأهلي، حتى لا يستعيدها اللاعبين في أول لقاء للنادي الأهلي منذ الهزيمة من النجم.
ألف مبروك الفوز للأهلي اليوم أمام "بلطجية الاتحاد" و "ممثلي الوقوع بجدارة".
ألف مبروك لتأكيد عودة متعب للتهديفK ألف مبروك لعودة بلال وأتمنى دوام وجوده ككابتن وكهداف، وربنا يهديه.
ألف مبروك لعودة ثقة البطولة للفريق، وروح التصميم والعناد التي تحولت لسيطرة، بل ومسخرة لكل خطط التدمير الجسدي والنفسي للفريق.
وبرغم غياب شادي محمد بل وخطورته اليوم على مرمى النادي الأهلي، إلا انه على الجميع توقع مثل هذه الأمور، فلا يمكن استعادة كل شيء، ببلاش.
وربنا يحرم كل الأهلوية من نعمة الاستغراق في نظرية المؤامرة.