مولده ونشأته :
ولد بالقاهرة فى 11 سبتمبر 1930 ووالده الدكتور محمد سليم وهو الشقيق الاكبر للاعبى الكرة بالنادى الاهلى والمنتخب المصرى عبدالوهاب سليم وطارق سليم
شجعه والده على لعب كرة القدم و كان ذلك عاملا هاما جدا في تألق صالح في هذه اللعبة. بينما والدة صالح كانت تفضل أن يلعب صالح التنس أو يمارس لعبة البولو
شب صالح في منزل مليء بالفن الرفيع و الذوق الجميل، فكان الدكتور سليم يهوى العزف على الآلات الموسيقيةو كذلك والدة صالح كانت تجيد العزف على البيانو كمعظم السيدات هوانم ذلك الوقت ولذا فقد تأثر صالح بهذا الجو رفيع المستوى فشب يحب الموسيقى و متذوقا لجميع ألوان و أصناف الفنون.
مشواره مع الكرة :
أ- مراحل التعليم :
بدأ مشواره مع الكرة وهو طالب بالصف الرابع الابتدائى بمدرسة الاورمان الابتدائية ثم طالبا فى مدرسة السعيدية الثانوية ثم حدث خلاف بينه وبين ادارة المدرسة فقرر الانتقال الى المدرسة الابراهيمية وكانت أول مباراة لعبها صالح مع الإبراهيمية على ملعب النادي الأهلي ضد مدرسة حلوان الثانوية وفيها انتهي الشوط الأول لصالح حلوان 2/ صفر وبين الشوطين سار يؤنب أفراد الفريق واعتبر أن مسألة هزيمتهم في أول مباراة يلعبها معهم عيباً في حقه وقال لهم أرسلوا لي الكرة إلي الأمام " والباقي علي " وفعلاً بدأ الشوط الثاني ولم تمض إلا لحظات حتى أحرز صالح هدفًا ثم تلاه مصطفى لطفي، وأخيراً أحرز صالح هدف الفوز، وظل صالح طوال العام يعد العُدة لليوم المنتظر يوم أن تتبارى الإبراهيمية مع السعيدية لتتاح له فرصة الانتقام من مدرسته القديمة وجاء اللقاء على أرض اتحاد الجيش، وبعد عشر دقائق أحرز صالح هدفاً رائعاً برأسه من فوق طلعت عبد الحميد - كابتن السعيدية - والذي كان حارساً للمرمى في ذلك الوقت . ولكن سير المباراة تغير وانتهي الشوط الأول بالتعادل 1/1 وانتهت المباراة بفوز السعيدية 2/1 وهكذا خسر صالح المباراة التي كان يعمل لها ألف حساب وانتهي العام الدراسي برسوبه في امتحان الشهادة التوجيهية مما أغضب والده وقرر أن يرسله الى انجلترا للحصول على الثانوية العامة من مدينة برايتون.
]ب - السفر الى انجلترا :
سافر صالح الي إنجلترا وترك مدرسته وناديه وأصدقاؤه ولكنه لم يترك الكرة وكان طالما سمع عن معقل كرة القدم وطالما شغلته القصص التي تروى عن الأندية الكبيرة هناك والمستوى الخيالي الذي بلغه اللاعبون في هذه البلاد . والتحق صالح بإحدى المدارس في بلدة برايتون وتعرف على زميل له هو طالب إيراني الجنسية أمضى مدة كبيرة في هذه البلدة وبطبيعة الحال سأله صالح عن الكرة وأبدى رغبة في الاشتراك في أحد الأندية لكي يستطيع أن يمارس هوايته بانتظام ولم يكن الزميل الإيراني مهتماً بالكرة ولكنه عرض على صالح أن يأخذه الي النادي الذي يتردد عليه وهو جمعية الشبان المسيحيين ذهب صالح الي النادي وتعرف على المدرب ومدير الفريق وخشية أن يظهر بمظهر غير لائق الي جانب اللاعبين الإنجليز لم يقل لهم إنه نجم كرة في بلده وأنه يلعب لأكبر أنديتها ولم يذكر أنه مثل مصر في دورة البحر الأبيض المتوسط فاقترح عليه المدرب أن يلعب مع فريق الصف الثاني في مباراته القادمة فوافق صالح وبدأ يذهب الي النادي يومياً للتمرين وقبل المباراة بيومين استدعاه مدير الفريق واعتذر له لأن المباراة قد ألغيت ولكنه أفهمه أنه لا يمانع في اشتراكه في اليوم التالي في إحدى المباريات الحبية مع الفريق الأول على سبيل التجربة وقبل صالح العرض الجديد وهو خائف وقضى ليلته يفكر في مباراة الغد وهل تخذله موهبته أمام اللاعبين الإنجليز ولا سيما أن هذه سوف تكون أول مرة يلعب فيها أو يتفاهم مع فريقه الجديد
في الصباح توجه الي النادي وقدمه المدرب الي اللاعبين ثم استبدل ملابسه ونزل الي الملعب مع الفريق وهو يحمل رقم 9 وكانت الأرض مبتلة بفعل الأمطار وفي خلال فترة التسخين انزلقت قدمه في الوحل ووقع على الأرض كلما حاول التحكم في الكرة أو التصويب وشعر بحرج شديد وأراد لو انشقت الأرض لتبتلعه فيختفي ويترك الملعب والنادي ويبعد كل البعد عن هذا المكان وبعد بداية المباراة بقليل استطاع صالح أن يستفيد توازنه وبدأت أقدامه تتعود النجيل المبلل وسرعان ما تكشف له أن اللاعبين في فريقه وفي الفريق الآخر دون المستوى الذي كان يتخيلهم عليه بكثير وإذا به ينجلي ويتصرف في الملعب كما بدا له ويسجل الهدف تلو الآخر الي أن أحرز هدفه الرابع بين الهتاف والتصفيق الشديد . ولما انتهت المباراة جرى إليه المدرب وقال له مدير الفريق " أنت موهوب فاتركنا نصقل هذه الموهبة " وظل صالح يلعب لهذا النادي بقية الموسم . وعرضوا عليه أن يوقع للنادي ويكون ضمن الفريق للمواسم القادمة ولكنها اكتشف أن هذا النادي وأن كان يلعب في الدوري الإنجليزي فإن نظام الدوري في انجلترا يقسم الأندية الي ستة عشر من الأقسام وكان هذا النادي مشتركاً في القسم الرابع عشر وكان ترتيبه متأخراً في هذا القسم وعلى ذلك فإنه لا يمكن أن يتيح " لصالح " فرصة الاحتكاك بكبار اللاعبين الدوليين . وبجانب اشتراكه في مباريات نادي جمعية الشبان المسيحيين كان يتدرب مع فريق من المحترفين يلعب في القسم الثالث من الدوري الإنجليزي وهناك أعجب به المدرب وطلب منه أن يتدرب معهم كل صباح ولكنه لم يستطع أن يلبي رغبته لارتباطه بالمدرسة .
لم يوقع صالح لأي ناد في برايتون وكان شوقه قد ازداد للذهاب الي لندن حيث مكث بضعة أشهر لم يلعب خلالها الكرة واكتفى بالفرجة على عديد من المباريات ولما عاد لقضاء العطلة الصيفية مع أسرته في مصر ظهرت نتيجة الامتحان ولم تكن لتختلف كثيراً عن السنة السابقة وقرر صالح أن يعرض عن دراسة الهندسة وأنه من الأفضل إلا يرجع الي انجلترا
جـ - النادى الأهلى :
التحق صالح سليم بصفوف فرق الناشئين عام 1944 حتى تم اختياره لاعبا فى الفريق الاول فى ديسمبر عام 1947 وثبت أقدامه بالفريق بعد أن سجل هدفان فى مرمى النادى المصرى وفاز الاهلى يومها 1/2 ليبدأ رحلته مع الشهرة منذ دورى عام 1948 وكان عمره فى ذلك الوقت 17 عاما.
دخل الكابتن صالح سليم فى صفوف المنتخب الوطنى والمنتخب العسكرى فى 17 فبراير عام 1950 ولعب مع المنتخب الوطنى أمام اليونان بالقاهرة وفازت مصر 2/صفر وشارك مع المنتخب المصرى والمنتخب العسكرى حتى عام 1965 وحصل مع المنتخب الوطنى على كأس الامم الافريقية عامى 57 و 1959 كما لعب لمصر فى دورة روما الاولمبية عام 1960 والدورة العربية بمدينة فاس المغربية عام 1961.
شارك صالح سليم مع النادى الاهلى فى احراز 19 بطولة منها 11 بطولة للدورى و8 بطولات للكأس خلال فترة استمراره فى الملاعب التى امتدت حتى عام 1967 تخللها احتراف لمدة عام بنادى جراتس النمساوى عام 1963 سجل خلالها 7 أهداف لنادية النمساوى وسجل فى الدورى المصرى 78 هدفا وفى الكأس 14 هدفا.
كان صالح سليم صاحب أكبر رقم قياسى فى تسجيل الاهداف فى مباراة واحدة حيث سجل 7 أهداف من 8 أهداف فاز فيها الاهلى على الاسماعيلى ضمن مسابقة الدورى العام فى ابريل عام 58.
كان صالح أول لاعب مصرى يخرج للاحتراف عام 1963 حيث احترف فى النمسا مع نادى جراتس النمساوى حيث تألق صالح واستطاع انتشال فريقه من دوامة الهبوط ويصعد به الى مرحلة المنافسةوسجل لناديه جراتس النمساوى 6 أهداف فى احدى مباريات الدورى النمساوى وأطلقوا عليه فى النمسا الفرعون المصرى.
عاد الكابتن صالح الى مصر وقرر اعتزال الكرة فى أكتوبر 1965 كلاعب بالنادى الاهلى وفكر فى الانتقال لنادى الترسانة ورحبت ادارة نادى الترسانة وجماهيرها ولاعبيها وعلى رأسهم حسن الشاذلى ومصطفى رياض بالمايسترو ولكنه تراجع عن الفكرة فى أخر وقت وعاد لاعبا فى النادى الاهلى موسم 1966 ليلعب أول مباراة للاهلى مع المحلة وفاز الاهلى 1/صفر بهدف لابراهيم حسين ظهير المحلة فى مرمى فريقة ولم يوفق صالح سليم فى المباراة وهاجمته الجماهير لتكون أخر مباراة له فى حياته الكروية يقرر بعدها الاعتزال نهائيا والاتجاه للادارة الكروية وأهداه الرئيس جمال عبدالناصر وسام الرياضة فى نوفمبر عام 1967.
أقام النادى الاهلى مهرجان تكريم واعتزال لنجومه الكبار صالح سليم ورفعت الفناجيلى وعادل هيكل وطه اسماعيل وميمى الشربينى ومحمود الجوهرى وطارق سليم عام 1980 وهم النجوم الذين اعتزلوا بسبب توقف الكرة بعد نكسة عام 1967.
د- الاتجاه الى الادارة الكروية :
بعد إعتزاله اللعبة لم يبتعد صالح سليم عن كرة القدم معشوقته الأولى وبعد إعتزاله اللعبة بأربعة سنوات تولى منصب مدير الكرة فى عام 1971 ونجح فى استقدام المدير الفنى المجرى هيديكوتى صاحب الإنجازات الرائعة لفريق الأهلى فى السبعينات ولم يستمر كثيرا فى منصبه بعد أن رفض تدخلات البعض فى مهام منصبه وتحول بعد ذلك للعمل التطوعى فى مجلس الإدارة حيث تم انتخابه عضوا فى المجلس عام 1972.
بعد مرور أربع سنوات قرر صالح سليم خوض انتخابات النادى على مقعد مجلس الإدارة أمام الفريق عبد المحسن مرتجى ولكنه حصل على 45% من الأصوات وجاءت انتخابات عام 1980 ليعاود نجم الأهلى المحاولة ولكنه نجح بتفوق كبير فى هذه المرة ليصبح أول لاعب كرة يتولى هذا المنصب طوال تاريخ الرياضة المصرية وونجح الكابتن صالح فى الفوز برئاسة النادى لمدة خمس دورات أى ظل فى موقع القيادة لأكبر وأعرق أندية القارة الأفريقية والوطن العربى طوال 20 عاما أحرز الأهلى خلالها مئات وآلاف البطولات فى مختلف العبات الرياضية .
الكابتن صالح سليم ظل شخصية فريدة من نوعها بعد أن اقترن اسمه بإسم النادى الأهلى منذ صغره وأطلقت عليه لقب المايسترو نظرا لقدراته ومواهبه الخاصة فى القيادة سواء وهو لاعب أو اداريا أو رئيسا للنادى
صالح والفن :
الكابتن صالح سليم أول لاعب كرة قدم مصرى يدخل مجال السينما وهو صديق شخصى للفنانين عمر الشريف وأحمد رمزى وقد شجعاه على التمثيل ومثل أول أفلامة السبع بنات أمام الراحلة سعاد حسنى ثم الشموع السوداء مع نجاة الصغيرة وأخر أفلامة الباب المفتوح مع فاتن حمامة ابتعد بعدها عن السينما ليدخل فى مجال الكرة مرة أخرى اداريا ومديرا للكرة ثم اتجه لرئاسة النادى.
رثاء الناقد / محمد سيف للكابتن صالح هو ابلغ ما نختم به هذه الحلقة: