صـــــــــــــــــــــــالـح سلـــــــــيم
نشـــــأته
ولد صالح سليم يوم 11 سبتمبر سنة 1930، كان والده الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر حتى صار أكبر و
أعظم دكتور تخدير في مصر، عمل الدكتور سليم مع اكبر و أعظم الجراحين في مصر، فكان يقف خلف الستار في العمليات
الحساسة و المهمة
و معروف عن الدكتور سليم إنسانيته، فكان يزور مرضاه بعد العمليات للاطمئنان عليهم. تعرف الدكتور سليم على والدة صالح أثناء
إجراء لها عملية بمعرفة الدكتور مورد باشا الذي عمل معه الدكتور سليم مدة طويلة و أعجب الدكتور سليم بها و طلب يدها و
تزوجا
و السيدة والدة صالح من العائلة الهاشمية و والدها من أشراف مكة و ترك أهلها مكة و هاجروا إلى تركيا، ثم استقروا أخيرا في
مصر حيث تزوجت الدكتور سليم و أنجبوا ثلاثة أولاد ذكور صالح و عبد الوهاب و طارق
شجع الدكتور سليم على لعب كرة القدم و كان عامل مهم جدا في تألق صالح في هذه اللعبة. بينما والدة صالح كانت تفضل أن
يلعب صالح التنس أو يمارس لعبة البولو (لعبة الأرستقراطيين و قد انقرضت في مصر)
و شب صالح في منزل مليء بالفن الرفيع و الذوق الجميل، فكان الدكتور سليم يهوى العزف على الآلات الموسيقية، كذلك والدة
صالح كانت تجيد العزف على البيانو كمعظم السيدات هوانم ذلك الوقت. تأثر صالح بهذا الجو رفيع المستوى فشب يحب الموسيقى
و متذوق جميع ألوان و أصناف الفنون
تواجد صالح في منطقة الدقي و كان عمره ستة سنوات حينما سكنوا في بيت يملكه جيران أفاضل بشارع عامر بجوار ميدان عبد
المنعم الذي أصبح ميدان المساحة
تتذكر السيدة الفاضلة زينب هانم الوكيل حرم السفير المرحوم كامل خليل ( و هي في نفس الوقت شقيقة الدكتور العظيم
إبراهيم الوكيل الذي عمل مع الدكتور سليم بمستشفى مورو و ترأس الدكتور إبراهيم الوكيل النادي الأهلي)
تقول زينب هانم أن صالح في السن المبكر هذا كان يتمتع بصفات حميدة لا يمكن أن ننساها فكان يتحلى بإنسانية و عطف على
المغلوب على أمرهم منذ صغره كانوا يلعبون معا في حديقة البيت مع باقي أولاد الجيران
و كان يمر عليهم بائع الجيلاتي و الدندرمه و اسمه عم عطا الله فكانت ترى صالح يتوجه إليه و يعطيه بعض القروش، قد تكون كل
مصروفه و يعود دون أن يأخذ الدندرمه، و حينما تسأله كان صالح يقول أنه رجل غلبان وهو يحاول مساعدته
و تروي أيضا السيدة الجليلة زينب هانم الوكيل أن صالح و الذي يصغرها سنا، كانت له شخصية جذابة، يحبه جميع أولاد المنطقة
و بدأ يظهر حب صالح سليم لكرة القدم في تلك السن المبكر، سبع سنوات
كان يكفي صالح أن ينزل إلى الشارع حتى يلتف حوله جميع الأطفال و يبدأ لعبة الكرة
كان صالح يلعب الكرة مع أولاد الجيران في منطقة يحيطها مجموعة من بيوت البشوات في منطقة ميدان المساحة الآن. كان هناك
محمود المحروش باشا و سليمان باشا السيد و أحمد عبد الفتاح باشا و حسنين باشا و عبد القادر باشا دياب و كامل باشا
الوكيل و غيرهم كثيرين
كان بعض هؤلاء البشوات يزعجهم الضجيج المنبعث من الأولاد خلال لعبهم الكرة في منطقة الميدان المغطاة بالنجيل، فكانوا
يرسلون من يحاول إيقافهم أو منعهم عن اللعب، و كان صالح يتصدى لهم، فكان من صفاته العند على الحق منذ الصغر، و يهرب
جميع الأطفال إلا صالح يستمر في اللعب وحده دون ضجيج حتى يتجمع حوله أولاد المنطقة مرة أخرى
و انتقلت عائلة صالح سليم من شارع عامر إلى شارع عكاشة و هناك استمر صالح في لعب الكرة حيث كانت الفرق من الأحياء
المختلفة تقابل بعضها البعض
ظهور الموهبة
التحق صالح منذ صغره بمدرسة الأورمان الابتدائية وكان عمره أقل من ثمان سنوات وكانت عائلته انتقلت من شارع كامي إلي
شارع عكاشة في نفس حي الدقي وعلى مسافة غير بعيدة من البيت الأول الذي بدء منه لعب الكرة في الشارع
واستمر صالح يلعب الكرة في شارع عكاشة (الذي أصبح الآن شارع صالح سليم) وأثناء وجوده في فصل الرابعة الابتدائية بالاورمان
الابتدائية بدء يلعب الكره داخل المدرسة فكان يذهب إلي المدرسة قبل موعد الدراسة ليلعب مع الفريق قبل دخول الفصول كان
ذلك تحت أشراف ضابط المدرسة سيد أفندي الذي أشرك صالح في فريق المدرسة بعد أن اكتشف مهارته الفائقة خلال
مشاهدته لصالح وهو يلعب الكرة
اشترك صالح في بعض المباريات التي تخوضها المدرسة أمام المدارس الأخرى العديدة والسبب تألقه في هذه المباريات، شاهده
الأستاذ حسن كامل الذي كان يشرف على فريق أشبال النادي الأهلي وعرض عليه الانضمام إلي أشبال النادي الأولي ووافق
الدكتور سليم والد صالح على أن يشترك صالح في أشبال النادي الأهلي – كان صالح في ذلك الوقت تلميذ مجتهد وحصل على
الابتدائية وهو في الأورمان ، انتقل صالح بعد ذلك إلي مدرسة السعيدية لاستكمال دراسته وكانت مدرسة السعيدية تضم
مجموعة كبيرة من الطلبة اشتهروا بعدها في عالم الكرة أمثال محمد الجندي وحنفي بسطان ومحمد أمين وغيرهم
أصبحت مدرسة السعيدية مركزاً للعب الكرة والتدريب المتواصل بالنسبة لصالح سليم ولشلة شارع عكاشة الذي أحيل إلي
المعاش كملعب للكر ةخلال دراسته بمدرسة السعيدية كان صالح يتمتع بمكانة مرموقة في دوري المدارس وبدأ صالح يتمتع بحب
الجميع في المدرسة وبفضل صالح استطاع فريق السعيدية أن يواصل الانتصارات وبدأ يلمع ويتألق في مباريات منتخبات المناطق
ولم يكن صالح مهتم كثيراً بالمذاكرة
في ذلك الوقت الذي كان فيه صالح بطلاً لكرة القدم في المدارس الثانوية وأصبح أسمه معروف على مستوى المدارس جمعاء وقع
خلاف بينه وبين إدارة مدرسة السعيدية فقرر صالح ترك المدرسة والانضمام إلي مدرسة الإبراهيمية
في ذلك الوقت الذي كان فيه صالح بطلاً لكرة القدم في المدارس الثانوية وأصبح أسمه معروف على مستوى المدارس جمعاء وقع
خلاف بينه وبين إدارة مدرسة السعيدية فقرر صالح ترك المدرسة والانضمام إلي مدرسة الإبراهيمية
اقرأ مقال ماجد أباظة أحد أبطال الاسكواش في مصر الذي كتبه في مجلة صباح الخير بتاريخ 10 نوفمبر 1960
النادي الأهلي
كان الكثيرون بعائلة دكتور سليم يعتقدون أن الطفل صالح سيتألق في الرسم بالفرشاة.. غير أن هذه الهواية سرعان ما تحولت
إلي كرة القدم، لما بدأ يمارسها في حوش مدرسة الاورمان النموذجية، وهو في التاسعة من عمره.. إلي أن قرأ في لوحة
الإعلانات بالمدرسة أن فريق المدرسة يحتاج إلي لاعبين جدد تقدم واختاره (سيد أفندي) ضابط المدرسة ليلعب في الفريق.
وفي المباراة النهائية بين الأورمان والجمعية الخيرية الإسلامية- وكان رئيس فريقها المرحوم عبد العزيز همامي ظهير مصر والأهلي
بعد ذلك – وقعت عينا المرحوم حسين كامل كشاف الأهلي على صالح (وكان قد بلغ 11 سنة من عمره) وعرض عليه الانضمام
إلي فريق الأشبال الذي كونه مختار التيتش لأول مرة.
لمع صالح – بمواظبته ومواهبه- حتى لعب في الفريق الأول سنة 1948 – أي وعمره 18 سنة – وبدأ في مركز الجناح الأيسر
ولعب أول مباراة رسمية مع النادي المصري ببورسعيد .. واستهان به جمهورها، وقال له البعض: أخرج العب بعيد يا شاطر.. ثم
تحولت الاستهانة إلي تصفيق وإعجاب، لما أحرز صالح هدفا صعباً في الزاوية الضيقة قبيل نهاية المباراة.
السفر الى انجلترا
ديلي أكسبريس لندن تكتب عن صالح
وقد استلفت صالح سليم أنظار الصحافة الخارجية في المباريات التي كانت تتابعها لمصر في الخارج أو في القاهرة. وفي مناسبة
زيارة نادي توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي للقاهرة لمقابلة منتخب الزمالك والأهلي في نوفمبر 1962، كتبت عنه جريدة "ديلي
اكسبريس" اللندنية عمودا بعنوان: المايسترو يسخن استعداداً للسبيرز.. قالت فيه عن صالح "انه نجم السينما ولاعب الكرة الذي
يضع فيه المصريون أملهم في غزو مرمى توتنهام.. وهو عند مصر في منزلة ستانلي ماتيوس عند انجلترا .ممتاز في ضربات الرأس
ويذكرنا بلاعبنا الكبير تومي لوتون
صالح سليم (32 سنة ) هو كابتن مصر والأهلي، الذي فاز ببطولة الدوري 12 سنة متتالية .. وهو كذلك كابتن المنتخب الذي
سيقابل توتنهام.. وقد أطلقت عليه الجماهير لقب "المايسترو" بعد أول مباراة دولية لعبها منذ عشر سنوات مضت
الإحتراف في النمسا
عن لسان المرحوم صالح سليم وللكاتب عبد المجيد نعمان
في موسم 62/1963، تلقيت من فريتز المدرب النمسوي السابق للأهلي برقية ثم خطاباً مطولاً يعرض فيه أن أنضم لنادي جراتز
الذي قرر – لسوء النتائج- تغيير إدارته وجهاز تدريبه، ومن الاعبين اثنين أجنبيين أنا أحدهما إذا وافقت.
ورأيت أن أوافق لأعرف حقيقة مستواي الدولي بعد أن عرفته على المستوى المحلي.. لبيت الدعوة.. وكان الدوري الأول قد انتهى
والدوري متوقفاً في شهري ديسمبر ويناير بسبب سقوط الجليد، ليبدأ الدوري الثاني في فبراير.
بعد وصولي، أشركوني في عدة مباريات تجريبية، وقد تسبب اختلاف طبيعة أرض الملاعب عنها في مصر في أنني بدأت أشعر –
لأول مرة – بما يشبه الشد في عضلات الساقين.. وعولجت على الفور بالتدليك تحت الماء لأول مرة.
رحلته مع مجلس الإدارة