أحترم جدا الكرة التونسية وأقدر كعبها العالي أفريقيا على مستوى المنتخب الذي لا يتخلف إلا نادرا عن الحضور في نهائيات المونديال. ووجود ناد يمثلها للعام الثالث على التوالي في النهائيات الأفريقية، يعني أنها في كامل صحتها، وأن دورتها الدموية تمضي بايقاعها المنتظم.
بالحسابات الفنية والمنطقية تستحق مصر وتونس هذه المواجهة السنوية التي أصبحت مقررة على نهائيات دوري الأبطال الأفريقي، نظرا لما تتميز به البلدان من زعامة رياضية على مستوى في القارة، خصوصا في كرة القدم.
مصر لم تستطع حتى الآن ومنذ أربع سنوات تقديم فارس ثان يمثلها، فالأهلي هو بطلها المحلي الأوحد، وهو حتى تاريخه بطل القارة القاهر لكل من يقف في طريقه، ووفقا لموازين مونديال اليابان هو الفارس الثالث عالميا متفوقا على أندية قوية وعريقة وبازغة بالنجوم المتلألئة والجواهر الثمينة.
تونس تتفوق على مصر من هذه الناحية، فقد لعبنا مع ناديين مختلفين في دوري الأبطال هم النجم الساحلي والصفاقسي، والاثنان يتبادلان أيضا الوصول إلى نهائي البطولة الأفريقية الأخرى (الكونفيدرالية) والحصول عليها، حتى أن النجم الساحلي الذي سيلتقي البطل المصري والأفريقي (الأهلي) في موقعة سوسة أواخر اكتوبر الحالي، كان هو أيضا الطرف الثاني أمامه في السوبر الذي أقيم في أديس أبابا، ومن يدري فربما يكون شقيقه (الصفاقسي) هو الطرف الثاني للسوبر القادم أمام الأهلي أيضا، لو قدر للأول إحراز الكونفيدرالية، وللثاني تحقيق لقبه الأفريقي الثالث على التوالي.
رغم هذا التفوق الذي تبدو عليه الكرة التونسية، فإن الحسابات المنطقية تؤكد أن الأهلي المصري على مسافة خطوة واحدة من اللقب الثالث ومن بلوغ بلاد "الواق واق" للمرة الثالثة على التوالي، ليكتشفوا ما لم يستطع الرحالة العربي ابن بطوطة ان يصل إليه، عندما ذهب إلى اليابان وأطلق عليها هذا الاسم مشتقا من اسم "واكو كو" الذي كان يطلقه عليها قديما الصينيون.
هناك حزنا عم النادى الاهلى وعما مصر كلها بعد تتويج الأهلي وصيفا ثانيا لبطل مونديال اليابان في العام الماضي ولم يأخذ تريكه احسن لاعب فى البطوله. قالوا إن أبو تريكة اختفى بعض الوقت عن الأنظار، وظنوه حزينا لأن لقب أفضل لاعب في البطولة طار منه بفعل فاعل وفي اللحظات الأخيرة، لكنهم ضحكوا طويلا عندما أخبرهم بأنه كان يزور ساعاتيا يابانيا ليفحص ساعته، وأن هذا الساعاتي طلب منه بأن يستلمها عندما يأتي اليابان في العام القادم!هههههههههههه
وأكيد أن الساعة التي يبحث عنها أبو تريكة هو ذلك اللقب والذي انتزع منه في العام الماضي.
التاريخ يقول إن الأهلي صاحب كعب عال في النهائيات الأفريقية وخصوصا على الأندية التونسية، لكن من السذاجة أن نتكئ على كلمات نظرية مثل التاريخ والكعب العالي لنقرر من هو البطل قبل أن يدخل الفريقان المتنافسان موقعة النهائي.
الأهلي ليس حاليا في أفضل حالاته، شتان بينه وبين العام الماضي وبينه وبين ما كان عليه في اليابان، ولكن حتى وهو بهذه الصورة فهو الأفضل أفريقيا، والأفضل بمراحل من النجم التونسي.
ميزة لعب المباراة النهائية على أرضه تجعل كفته راجحة، فليس الأهلي هو الفريق الذي يفرط في بطولة بين أسنانه وفي متناول يديه وبين جماهيره الرهيبة التي تحرك الصخور وتزلزل الجبال.
إنها النسبة الأكبر من الجماهير المصرية التي منحت منتخبنا بطولة القارة الأفريقية على يد حسن شحاته، مع انه لم يكن مرشحا ولم يكن الأفضل بين المنتخبات التي نافسته بكوكبة من المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية.
كون الأهلي ليس في أفضل حالاته، فهذه نظرية لا تصلح للقياس بالنسبة للاعب المصري، الذي يتحول إلى العكس تماما، ويصبح في قمة أدائه بطريقة تفاجئ حتى مدربيه، وخاصة عندما يجد نفسه في ظروف تفرض عليه التحدي لاثبات الذات.
ليس تقليلا من امكانيات اشقائنا التوانسة عندما أقول إن كفة النهائي تميل مبكرا في جهة الأهلي، وأنه الأقرب للتتويج، وأن أبو تريكة سيستعيد ساعته بعد أن تم ضبطها على دقة وايقاع اليابانيين