كان محمد أبوتريكة لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم لاعباً في فريق الترسانة فلم يعبأ به أحد أو يفكر فيه.. ضموه مرة للمنتخب بعدها نسوه لأنه في ناد شهرته أقل من الأهلي والزمالك.. قال لهم حسن فريد رئيس النادي مرة عندي لاعب فذ اسمه محمد أبوتريكة يمكنه أن يرجح كفة أي فريق.. قالوا: ان حركته بطيئة وأنه لا يرقي إلي مستوي اللاعبين الدوليين المطلوبين للمنتخب.. أبو علي ضرب كفاً بأخري وتعجب من آراء المدربين وبلع حزنه علي تفكيرهم واستمر أبوتريكة في الترسانة إلي ان أنتقل إلي الأهلي.
تغيرت النظرة للاعب تغييراً جذرياً.. صار أسرع لاعب في العالم وتنطبق عليه كل المواصفات ونسي المدربون ما قالوه في الماضي عن أبوتريكة.. ياسبحان الله.. فالواضح أن الغني يزداد غني والفقير يزداد فقراً حسب معايير مدربينا..لكن هناك شيئاً يجب أن نتوقف جميعاً أمامه وهو أن أبوتريكة الإنسان لم يتغير بأنتقاله من الترسانة إلي الأهلي.. فهو كما هو.. خلوق.. ملتزم.. يؤدي فروض ربه.. يتدرب بجدية تفوق الحد.. لا يرفع عينيه في أحد مدربيه.
إذن الالتزام عنصر مهم جداً من عناصر نجاح أي لاعب.
أضف إلي ذلك أن جميع العالم أشاد بأخلاقه يوم شارك في مباراة لصالح الفقراء أصدقاء رونالدو وزيدان عندما دعاه المنظمون إلي حفل راقص في أحد الأندية الليلية في مدينة فرانكفورت فاعتذر بأدب شديد جداً وأدي صلاة العشاء ونام حتي موعد مغادرته.
شاهدت أبوتريكة في حفل الزميلة "حريتي" يوم الأحد الماضي.. دعته احدي المغنيات ليغني معها وهو جالس علي طاولته وبجواره مديره الفني مانويل جوزيه فلم يستجب منعه حياؤه.. حاولت أن يرقص معها فرفض.. في حين رقص معها جوزيه لمدة دقيقة وصفق لها.. فازداد الحاضرون اعجاباً وتيهاً بأبوتريكة وقالوا: هكذا يكون اللاعب خاصة أنهم سمعوا وشاهدوا وقرأوا حكايات عن لاعبين ماركة "غريب أبوكف" بهرتهم أضواء المدينة فسقطوا في حبائل أول امرأة تقابلهم.. وبعضهم انجرف وتزوج فنانات وآخرون عشقوا بل وأدمنوا السهر حتي الصباح الباكر فكانت نهايتهم محتومة وهي الابتعاد عن طريق كرة القدم لأنها لا تعطي إلا من يعطيها ولا تحترم إلا من يخدمها.. حيوا معي محمد أبوتريكة ومن علي شاكلته من اللاعبين.
الحدق يفهم:
من هان شبابه هانته شيخوخته.
_________________