نال الأهلي نصيبه من المفرقعات والقنابل الصوتية والزجاج خلال مباراة الشبيبة في تيزي وز، ولكننا سنأخذ حادثة موثقة لتكون أساس لمراجعة قرارات الكاف التي ستصدر بعد دراسة تقارير الحكم ومراقب المباراة وشكوى الأهلي.
في الدقيقة 65 من مباراة الشبيبة مع الأهلي وعند تنفيذ ضربة حرة مباشرة نال شريف اكرامي خلالها قنبلة صوتية من المدرجات لتنفجر على بعد متر منه.
الغريب في الأمر ليست القنبلة بل تعاطي الحكم "كوكو الضعيف" معها، حيث أكمل الضربة الحرة كأن شيئاً لم يكن بينما الإعادة التلفزيونة تبين قرب الحكم من مرمى اكرامي، بالإضافة الى صوت القنبلة الذي سمعه الإستاد بأكلمه. وبالطبع حاول المخرج التلفزيوني ابعاد الكاميرا عن صورة الدخان بجانب اكرامي وهو حادث تكرر كثيراً في المباراة لكن الكاميرا لم ترصد جميع القنابل التي هبطت من استاد 1 نوفمبر.
وفي البند الرابع من قوانين لعبة كرة القدم لدى الفيفا :
If an object thrown by a spectator hits the referee or one of the assistant
referees or a player or team offi cial, the referee may allow the match
to continue, suspend play or abandon the match depending on the
severity of the incident. He must, in all cases, report the incident(s) to
the appropriate authorities.
وترجمته انه في حالة القاء اي شيء (حجارة أو صواريخ أو شماريخ أو قنابل صوتية) من المدرجات الى الملعب واصابتها أي من المشاركين في المباراة من حكام أو لاعبين أو اداريين يمكن للحكم اكمال المباراة أو ايقاف المباراة لحين انتهاء الحادثة، أو الغاء المباراة. ويترك للحكم القرار حسب الحالة لكن الشيء المؤكد هوضرورة تسجيل الحكم الحادثة في تقريره.
وبما ان الحادثة مسجلة تلفزيونياً فإن الحكم "كوكو الضعيف" ملزم بتسجيلها في تقريره، بالإضافة الى حالات أخرى كرمي الزجاج على بركات وعلى شريف عبد الفضيل. وإذا لم يقم الحكم بتسجيلها على الكاف مراجعة شريط المباراة والتحقيق مع الحكم في عدم تسجيل واقعة كان قريب منها بمسافة تسمح له برؤيتها.
اما قانون دوري رابطة الأبطال في البند العاشر من الجزء الثامن يقول
The commissioner will observe the match in all its aspects: performance of the
referees, behaviour of the public, eventual incidents.
أن مراقب المباراة عليه مراقبة جميع ما يحدث : من اداء الحكم وتصرفات الجمهور والحوادث التي تحدث. ممل يلزم مراقب المباراة بتسجيل حوادث المفرقعات ورميها على أرض الميدان بالإضافة الى ما حدث، وفي حال عدم تواجد المراقب "وهو ما حدث بعد هروبه غير المفهوم بعد انتهاء المباراة" يمكن للفريق اللجوء الى حكم المباراة "اذا وجد ايضاً" لإضافة اي حادثة في تقريره.
ويتوجب على الحكم والمراقب تقديم تقريرهما خلال 48 ساعة من انتهاء المباراة الى الكاف في حال تقديم أي من الفريقين شكوى ليتم دراستها واتخاذ القرار فيها بسرعة.
وفي مراجعة لحوادث مماثلة تم رمي جسم معدني على ستيفان جيرارد من جمهور مارسيليا في مباراة ليفربول مع مارسيليا مما وضعه الحكم البرتغالي اوليجارو بينكويرينسا في تقريره وهو ما ادى الى غرامة مالية على مارسيليا وانذارهم باتخاذ عقوبات قد تصل الى منع الجمهور من حضور مباريات الفريق اوروبياً في حال تكرارها.
وفي حادثة اخرى في مباراة انتر ميلان وإي سي ميلان عندما اشعل جمهور الإنتر الشماريخ ونال ديدا نصيب الأسد قبل أن يلغي الحكم المباراة في الدقيقة 73.
وبشكل مماثل القى جمهور اوكرانيا الشماريخ على أرض الملعب في مباراة منتخبهم مع انجلترا مما ادى الي ايقاف المباراة اكثر من مرة وأدى الى عقوبات مالية على الإتحاد الأوكراني رغم ان نتيجة المباراة لم تؤثر على تأهل أي فريق الى كأس العالم.
نحن لا نأتي بهذه الأمثال والبنود من أجل أي تغيير في نتيجة المباراة، فجمهور الأهلي كله مقتنع أن خسارة أي مباراة هو شيء طبيعي والأهلي خسر في زيمبابوي وفي ليبيا بنتيجة أكبر ولا يهم خسارة في الجزائر. لكن ما يهم هو أن يبدأ الكاف في تطبيق القوانين ورفع مستوى اللعبة وأن تكون العقوبات مشابهة على الجميع.
فإذا كانت العقوبات من الكاف مالية فقط في حق الشبيبة، فهذا يعطي الحق لجمهور الأهلي في تكرار نفس الأحداث بما أن النتيجة ستكون غرامة مالية فقط. والسؤال الأهم ماذا كان سيحدث لو أن الضربة الحرة التي كانت تنفذ حين اطلاق الصاروخ على اكرامي دخلت المرمى ؟
على عيسى حياتو ان يراجع تقارير حكم المباراة والمراقب ويشاهد شريط المباراة بنفسه ليرى اذا كان تم تسجيل على الأقل ما نقلته الكاميرا التلفزيونية وكاميرات المصورين المصريين وتم ارفاقه بملف الأهلي. واذا لم يشهد أي من التقارير شيئاً مما حدث، فللأهلي كل الحق في التشكيك فيما يحدث في مباريات كأس الأبطال وهو ما يجعل الأمر أسوأ في مباراة العودة.
الكرة الآن في ملعب الكاف لإتخاذ القرارات التي من خلالها سيتضح اذا كان الإتحاد الأفريقي قادر على النهوض باللعبة أم ان حوادث أسوأ ستتكرر في مباراة الشبيبة في القاهرة أو مباراة الإسماعيلي في تيزي وزو.