** كل هذا الحب **
***
وحدها قامت من الليل لتصلى ... بسطت سجادتها وارتدت خمارها .......... شرعت فى الصلاة تسبقها دموعها .......... كانت صلاتها مؤنسها بعد أن صارت وحدها .... لطالما داومت عليها فى صغرها لذلك لم تتركها كبيرة ....... كان ابنها الوحيد فى غرفته ........ مستلقيا فى سريره .. غارقا فى نومه ... هو يعلم أنها مستيقظة ......... لقد عهدها كذلك منذ ترك أبوه المنزل ........ كان يتعجب لماذا لم تنهار أمه ...؟؟
كل هذه الفترة وهى متماسكة ....... انه يعلم أنها تحبه ولكنها لم تذكره بعد أن غادر ......... لربما كرهته أو لعلها نسيته هو لا يدرى .... لكنه كان سعيدا ببقائه معها ... فهى ليست أمه فقط بل صديقته وأليفته أيضا ... كانت مكب أسراره وصدره الحانى الذى ملأ الدنيا عليه منذ صغره ......... تقلب فى فراشه .... بدا قلبه منزعجا من صوت ارتطام جسد على الارض ......... هب من نومه مسرعا الى مكان أمه المعتاد ........ كانت ملقاةعلى سجادتها بلا حراك ......... فى المستشفى قام الطبيب الكبير من مكتبه متثاقلا لم ينس أن يداعب احدى الممرضات وهو يتجه الى غرفة العناية المركزة ........ لم تردعه شيبته ولا مركزه أن يفعل ......... كان لا يريد أن يعترف أنه كبر وأن سنه ومركزه لا يليقان بما يفعله ......... كان الجميع يتعجب من أفعاله ... لماذالم يتزوج ؟؟؟ ام لعله متزوج ؟؟
لا أحد يعرف الحقيقة هناك من يقول أنه أب لشاب على وشك التخرج ......... ضاعت الحقيقة منذ زمن !! ........ يدخل الغرفة يخاطب الطبيب الممارس ببعض الكلمات ... الشاب يراقب نظراته من وراء زجاج الغرفة ... يعلم أن حالتها حرجة .... يتجه الطبيب الى المريضة .... يمسك يدها ليقيس النبض .......... يبهت وجهه حين تقع نظراته عليها ...... لا يمكن !! هذا مستحيل !!!
وجم للحظة ........ انهار الصرح الهزيل .........!!!! مرت سنوات عمره أمامه ............. كانت سنوات طوال .......... ليس هى يا ربى !!! ..... لا يمكن أن تكون هى ...!! .............. كانت قوية كما اعتدتها فما الذى حدث ؟؟ ... ماذا حل بقلبها المسكين ؟؟....... انه قلب قوى وكبير ودافئ ........ لا يمكن أن يضعف . كيف تسنى له أن يؤلمها ........... ولعله كان مريضا من وقت طويل ......... لكنها أبدا لم تشتكى الجميع من حوله مذهولون ماذا فى تلك المريضة يجعله ملهوفا هكذا ........؟ أتراه يعرفها ؟؟ ...... كان ينظر الى وجهها ....... كان جميلا كما عهده دائما ........
رغم كل تلك السنين لم يتغير ........ هادئا .. دافئا .. حنونا ..... كانت نظراته تنتقل بين وجهها و جهاز قياس الحياة ........ رغم عربداته كل هذه السنين كان يعلم انها هناك ... وأنها سوف تظل تحبه ......... كما كانت دائما تقول له .... كان يعيش بعد تخطيه الخمسين نزوات شاب لم يتعدى الثلاثين ......... تنقل بين الغانيات وصار مثلا لكل ماهو رذيل من الاخلاق .... لم يكن فيه شيئ طيب سوى مهنته ..... وذلك الجزء من قلبه التى كانت تسكنه هى وابنه منها .... التفت الى وجه الشاب القابع خلف زجاج الغرفة والدمع يبلل لحيته ......... أحس بشيئ يخترقه ........ كانت نظرات الابن لأبيه العاق ......... لقد تركه و أمه فى أمس حاجتهما اليه ... جريا وراء الشهوة ... ترك البيت ليتهدم .... ولولاها .... لتهدم ............ ابتلعته الغصة فى حلقه ......... أحس أن عمره ينسل من بين أصابعه أمسك يدها كأنما يرجوها أن تستيقظ .... كانت لحظات الشدة قاسية ......... أقسم فى نفسه أن يتوب ........ أقسم أن لو عاشت سيعود الى البيت ......... حينما اقتربت دقات قلبها من المعدل الطبيعى أحس أنه يولد من جديد .... أحس بان عمره قد عاد ..... كأن الحب الذى تسرب من يدها الى كفيه قد أعاد اليه روحه .... وأعاد اليه السنين ... فتحت عينيها ... نظرت فى وجهه .... علمت بقلبها أنها استردته بعد كل هذا البعد .......... كان قلبها قادرا على الغفران ............ ( حمدلله على السلامة )
قالتها وهى تبتسم ............. ثم غابت عن الوعى .........
***
وحدها قامت من الليل لتصلى ... بسطت سجادتها وارتدت خمارها .......... شرعت فى الصلاة تسبقها دموعها .......... كانت صلاتها مؤنسها بعد أن صارت وحدها .... لطالما داومت عليها فى صغرها لذلك لم تتركها كبيرة ....... كان ابنها الوحيد فى غرفته ........ مستلقيا فى سريره .. غارقا فى نومه ... هو يعلم أنها مستيقظة ......... لقد عهدها كذلك منذ ترك أبوه المنزل ........ كان يتعجب لماذا لم تنهار أمه ...؟؟
كل هذه الفترة وهى متماسكة ....... انه يعلم أنها تحبه ولكنها لم تذكره بعد أن غادر ......... لربما كرهته أو لعلها نسيته هو لا يدرى .... لكنه كان سعيدا ببقائه معها ... فهى ليست أمه فقط بل صديقته وأليفته أيضا ... كانت مكب أسراره وصدره الحانى الذى ملأ الدنيا عليه منذ صغره ......... تقلب فى فراشه .... بدا قلبه منزعجا من صوت ارتطام جسد على الارض ......... هب من نومه مسرعا الى مكان أمه المعتاد ........ كانت ملقاةعلى سجادتها بلا حراك ......... فى المستشفى قام الطبيب الكبير من مكتبه متثاقلا لم ينس أن يداعب احدى الممرضات وهو يتجه الى غرفة العناية المركزة ........ لم تردعه شيبته ولا مركزه أن يفعل ......... كان لا يريد أن يعترف أنه كبر وأن سنه ومركزه لا يليقان بما يفعله ......... كان الجميع يتعجب من أفعاله ... لماذالم يتزوج ؟؟؟ ام لعله متزوج ؟؟
لا أحد يعرف الحقيقة هناك من يقول أنه أب لشاب على وشك التخرج ......... ضاعت الحقيقة منذ زمن !! ........ يدخل الغرفة يخاطب الطبيب الممارس ببعض الكلمات ... الشاب يراقب نظراته من وراء زجاج الغرفة ... يعلم أن حالتها حرجة .... يتجه الطبيب الى المريضة .... يمسك يدها ليقيس النبض .......... يبهت وجهه حين تقع نظراته عليها ...... لا يمكن !! هذا مستحيل !!!
وجم للحظة ........ انهار الصرح الهزيل .........!!!! مرت سنوات عمره أمامه ............. كانت سنوات طوال .......... ليس هى يا ربى !!! ..... لا يمكن أن تكون هى ...!! .............. كانت قوية كما اعتدتها فما الذى حدث ؟؟ ... ماذا حل بقلبها المسكين ؟؟....... انه قلب قوى وكبير ودافئ ........ لا يمكن أن يضعف . كيف تسنى له أن يؤلمها ........... ولعله كان مريضا من وقت طويل ......... لكنها أبدا لم تشتكى الجميع من حوله مذهولون ماذا فى تلك المريضة يجعله ملهوفا هكذا ........؟ أتراه يعرفها ؟؟ ...... كان ينظر الى وجهها ....... كان جميلا كما عهده دائما ........
رغم كل تلك السنين لم يتغير ........ هادئا .. دافئا .. حنونا ..... كانت نظراته تنتقل بين وجهها و جهاز قياس الحياة ........ رغم عربداته كل هذه السنين كان يعلم انها هناك ... وأنها سوف تظل تحبه ......... كما كانت دائما تقول له .... كان يعيش بعد تخطيه الخمسين نزوات شاب لم يتعدى الثلاثين ......... تنقل بين الغانيات وصار مثلا لكل ماهو رذيل من الاخلاق .... لم يكن فيه شيئ طيب سوى مهنته ..... وذلك الجزء من قلبه التى كانت تسكنه هى وابنه منها .... التفت الى وجه الشاب القابع خلف زجاج الغرفة والدمع يبلل لحيته ......... أحس بشيئ يخترقه ........ كانت نظرات الابن لأبيه العاق ......... لقد تركه و أمه فى أمس حاجتهما اليه ... جريا وراء الشهوة ... ترك البيت ليتهدم .... ولولاها .... لتهدم ............ ابتلعته الغصة فى حلقه ......... أحس أن عمره ينسل من بين أصابعه أمسك يدها كأنما يرجوها أن تستيقظ .... كانت لحظات الشدة قاسية ......... أقسم فى نفسه أن يتوب ........ أقسم أن لو عاشت سيعود الى البيت ......... حينما اقتربت دقات قلبها من المعدل الطبيعى أحس أنه يولد من جديد .... أحس بان عمره قد عاد ..... كأن الحب الذى تسرب من يدها الى كفيه قد أعاد اليه روحه .... وأعاد اليه السنين ... فتحت عينيها ... نظرت فى وجهه .... علمت بقلبها أنها استردته بعد كل هذا البعد .......... كان قلبها قادرا على الغفران ............ ( حمدلله على السلامة )
قالتها وهى تبتسم ............. ثم غابت عن الوعى .........
عدل سابقا من قبل meedo في السبت فبراير 13, 2010 3:08 pm عدل 1 مرات