الفنان الشاب تامر حسني قدم هذا الصيف ألبوما جديدا بعنوان "هعيش حياتي"، في البداية وقبل الحديث عن رأيي في الألبوم، أحب أن أوجه تحية لتامر حسني ومن تعاون معهم من شعراء وملحنين وموزعين على ألبومه الذي أعجبني منه مجموعة أغاني، طبعا هى الأغاني التي توافقت مع ذوقي، ونوع الموسيقى الذي أحبه.
واصل تامر في ألبومه التركيز على نقطة نجح فيها جدا إلى الآن، وهى ما يمكن أن نطلق عليه "الغناء بلغة الشباب"، وهو ما يجعله يستحق لقب "صوت الشباب"، وأراه اللقب الحقيقي الذي يستحقه بعيدا عن الألقاب الأخرى التي يطلقها على نفسه أو تختارها له جماهيره، ولو لم يطلق تامر على نفسه لقب "نجم الجيل" وانتظر قليلا، لأطلق عليه النقاد من أنفسهم "صوت الشباب".
السؤال:
السؤال الذي طرحته في عنوان المقال هو السبب الرئيسي وراء كتابتي لهذا المقال، فعندما سمعت أغنية "فهمي رسمي نظمي" أعجبني جدا لحنها وإيقاعاتها وأعادت لي بعض من ذكريات موسيقى الثمانينيات وأوائل التسعينيات، أو فلنقل بوضوح وبعيدا عن التقسيمات الزمنية، أعادت إلى روح موسيقى حميد الشاعري التي تربيت عليها أنا ومعظم أبناء جيلي، وعدة أجيال سابقة وعدة أجيال أخرى لاحقة.
خاصة أنني لاحظت مدى تأثر كريم عبد الوهاب موزع الأغنية بموسيقى حميد الشاعري، ثم عرفت بعد ذلك من أحد الأصدقاء المقربين منه أنه (من عشاق موسيقى حميد الشاعري وبيذاكره كويس قوي)، وهو ما بدا واضحا جدا بشكل لا تخطئه أذن لمن يسمع الأغنية.
بالإضافة إلى تلهفي لسماع النجم (الآفل) علاء عبد الخالق، أحد كبار نجوم الغناء الذين ملأوا حياتنا فنا وإبداعا في فترة من الفترات، ثم فاجأهم قطار الزمن السريع، فوقفوا مكانهم عاجزين عن مجاراته، للأسف نفس السيناريو مر به عمالقة وعظماء أمثال (علي الكسار وإسماعيل ياسين).
عفوا على هذا الاستطراد الضروري، المهم أنني بعد سماعي للأغنية أعجبتني جدا جدا، فكرة ظريفة و(إفيه نظيف) يقدمه تامر حسني، بعيدا عن إفيهاته (اللي بالي بالك)، لكن فجأة وأثناء استماعي للأغنية وجدت نفسي أعيد مقطع واحد منها أكثر من مرة، محاولا استبيان كلماته، ظنا مني أنني لم أسمعه جيدا، أو أخطات الفهم، ثم سألت زملائي:
وفي الوقت نفسه قدمت لهم الإجابة وأنا مندهش:
- يا جماعة ما فيش حد اسمه عبد الحي سلامة، تامر يقصد صالح عبد الحي.
وصالح عبد الحي لمن لا يعرفه "فنان مصري من أعلام الغناء الشرقي الأصيل، تتضارب المعلومات حول تاريخ ولادته، فمنهم من يرجعها إلى سنة 1889 ومنهم من يقول إنها كانت في 16 / 08/ 1896، أمضى نصف قرن كاملة في الغناء المتواصل وتتلمذ على عبده الحامولي وعبد الحي حلمي وسلامة حجازي ... ويمثل صالح عبد الحي الصلة الأخيرة بين عهدين منفصلين من عهود النهضة الفنية، وهما عهد عبده الحامولي ومحمد عثمان، وعهد أم كلثوم وعبد الوهاب ورياض السنباطي ... ومن أشهر أعماله أغنية (ليه يا بنفسج)". "نقلا عن موسوعة ويكيبيديا".
ثم بدأت انتبه إلى أن مقطع كامل من الأغنية مأخوذ من أغنية الفنان التونسي لطفي بوشناق "أنا حبيت واتحبيت" كلمات آدم فتحي وألحان عبد الحكيم بلقايد، يقول هذا الجزء في الأغنية الأصلية:
انا حبّيت و اتحبّيت وداريت .. واتمنّيت حبي يعيش
ومخبّي لروحي كلام في روحي .. وروحي ماتخبّيش
وكلامي شجَر عطشان للفن عطش الجناحين للريش
فينك يا عبد الحي .. يا سلامة .. يا شيخ سيد درويش؟
وتكمن المشكلة في السطر الأخير الذي ربما لم يسمعه جيدا محمد رحيم كاتب وملحن أغنية "فهمي رسمي نظمي" وظن أن بوشناق ينادي على شخص اسمه عبد الحي سلامة في حين أن النداء هنا إلى صالح عبد الحي والشيخ سلامة حجازي والشيخ سيد درويش.
أعتقد أنه يجب أن أعيد السؤال الآن مرة أخرى: هو مين عبد الحي سلامة؟!