سجل عماد متعب هدفا في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع ليساعد مصر على إسقاط الجزائر بهدفين نظيفين مساء السبت، وفرض مباراة فاصلة لتحديد المتأهل إلى كأس العالم 2010 عن المجموعة الثالثة.
بدأت المباراة كالحلم للمصريين بعدما تمكن عمرو زكي من تسجيل هدف الافتتاح في الدقيقة الثانية من متابعة لأكثر من محاولة على مرمى لونيس جواوي حارس الجزائر.
وضغطت مصر بشدة طوال دقائق المباراة التسعين وسط محاولات مستميتة من الجزائر لإضاعة الوقت، ولكن محاولاتهم لم تثبط من عزيمة الفراعنة.
واحتسب الحكم جيروم دامون ستة دقائق وقتا بدلا من ضائع، نجح متعب في الدقيقة الخامسة منها في تحويل عرضية متقنة من سيد معوض إلى داخل شباك الجزائر، لتشتعل مدرجات استاد القاهرة بهتافات أكثر من 100 ألف متفرج.
وكاد محمد بركات أن يرسل مصر إلى المونديال مباشرة حينما حول عرضية في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع في اتجاه المرمى، ولكن محاولته حادت عن القائم.
الانتصار والنتيجة رفعا رصيد مصر إلى 13 نقطة بالتساوي مع الجزائر. وتعادل الفريقان أيضا في فارق الأهداف، ليحتكما إلى مباراة فاصلة في السودان الأربعاء المقبل وفقا للوائح الاتحاد الدولي.
وانطلقت مظاهرات الفرح في أرجاء القاهرة، إذ أطلقت السيارات نفيرها، وفاضت الشوارع بآلاف من المصريين يحملون الأعلام المصرية ويهتفون باسم الفراعنة ومدربهم حسن شحاتة.
شحن هائل
بدأت المباراة فعليا قبل انطلاق صافرة البداية بأكثر من أربع ساعات كانت فيهم مدرجات الاستاد ممتئلة عن آخرها بجماهير مصر والجزائر، الذين تبادلوا الهتافات المعادية.
أقحم شحاتة تشكيلا هجوميا ضم في الخط الأمامي زكي، ومحمد زيدان، ومحمد أبو تريكة، يعاونهم من الوسط أحمد حسن، ومن الطرفين أحمد المحمدي وسيد معوض فيما اضطلع محمد حمص بدور الارتكاز الدفاعي.
ولعب أحمد فتحي في مركز الظهير الثالث بجوار عبد الظاهر السقا، ومن خلفهما هاني سعيد والحارس عصام الحضري.
وفي المقابل، لعب رابح سعدان المدير الفني للجزائر بمهاجم وحيد هو رفيق صايفي، ومن خلفه مراد مغني وكريم زياني، اللذين لم يحصلا على مساندة تذكر من الطرفين ما أهدى السيطرة لمصر.
ومثلما تفوقت الجماهير المصرية، تفوق الفريق المصري على نظيره الجزائري بعد دقيقتين فقط من كرة رفضت أن تعانق الشباك أكثر من مرة قبل التسجيل.
وبدأت الكرة من تسديدة "على الطائر" من السقا، أنقذها جواوي، لتسقط أمام أبو تريكة الذي سدد في العارضة، فارتدت الكرة إلى زيدان فأطلق كرة أخرى صدها جواوي، لتعود إلى زكي يضعها أخيرا في الشباك.
وانفجر الاستاد فرحا بالهدف المبكر، وتوقع الجميع أهدافا أكثر خاصة مع السيطرة المصرية على الملعب.
ولكن حكم المباراة من جنوب إفريقيا ضيق كثيرا على لاعبي مصر في الالتحامات، التي كان يحتسب فيها ركلات حرة في كل مرة يسقط فيها لاعب جزائري وسط احتجاجات مصرية كبيرة.
وكانت ملامح الخطورة الوحيد للجزائر تظهر في الكرات العرضية سواء من الحركة أو الثبات، إذ لم يستطع الدفاع المصري التفوق في الالتحامات الهوائية.
وأنقذ الحضري كرة خطيرة في الشوط الأول من على خط المرمى كادت أن تفسد مخططات شحاتة للقاء.
تراجع مصري
تراجع مستوى الفراعنة قليلا مع بداية الشوط الثاني، الذي شهد سيطرة جزائرية في منتصف الملعب وتناقل الكرة بشكل أزعج الفراعنة كثيرا.
وأجرى "المعلم" تغييرا في بعد عشر دقائق فقط من مرور الشوط الثاني بخروج حمص ودخول محمد بركات لتشديد الضغط على الجزائريين الذين تراجعوا إلى منتصف ملعبهم مع شن هجمات مرتدة كل فترة.
وأنقذ الحضري مرمى مصر من هدف محقق بعد انفراد من صايفي الذي استغل تعثر هاني سعيد، وحاول وضع الكرة من فوق الحضري الذي حولها إلى ركنية ببراعة.
وساهم تدخل آخر من الحضري في إجبار صايفي على تسديد الكرة خارج الملعب من وضعية صعبة قبل خروجه ودخول عبد القادر غزال.
دفع شحاتة بمتعب بدلا من زكي ثم أحمد عيد عبد الملك بدلا من زيدان غير الموفق في الدقائق الـ15 الأخيرة التي لم تعرف سوى هجمات مصرية.
واعتمد المصريون على إرسال كرات طولية وعرضية إلى منطقة جزاء الجزائر، التي كان لمدافعيها نصيب الأسد في تلك الكرات ماعدا اثنين.
الأولى كانت من نصيب أحمد حسن الذي فشل في ترويض عرضية متقنة من المحمدي فأنقذها جواوي بسهولة والثانية تحولت إلى هدف إنقاذ الحلم.
وأرسل سيد عرضيته التي وجهها متعب بمهارة كبيرة في أقصى الزاوية البعيدة للحارس الجزائري الذي فشلت محاولته في اللحاق بالكرة.