المشهد الأول :
كان هناك مجموعة من الشباب عددهم 6 تعاهدوا وتواعدوا دائما على طاعة الله ، كان لا يخلوا الصف الأول من أحدهم فى الصلوات
وكانوا من الباريين بابآئهم وأمهاتهم جدا
أكبرهم سناً هو " أحمد " وهو بطل هذه القصة العجيبة وعمره 24 سنة فقط ، وكان هو قائدهم الإيمانى ، ومعلمهم التربوى
كان حافظا لكتاب الله وكان قارئ ومطلع جيد
دائما تجده مشغولا بما يفيده
المشهد الثانى :
فى مسجد قريتهم الصغيرة إجتمعوا ذات يوم كالعادة على تلاوة القرءان ، وحديث رسول الله ، وفضفضة إيمانية يسودها جو الأخوة
وبعد الإنتهاء من حديثهم الإيمانى الممتد
قال أحدهم يا أحمد أما ترى حال البلد وما نحياه من غلاء
يا أحمد ما رأيك لو غادرنا بلدنا هذه وسافرنا إلى أى بلد عربى أخرى
وبعد نقاش طويل
وافق الكل أن يسافروا سويا ، ليعملوا هناك أى عمل
ليرفعوا من شأنهم المادى لكى يستطيعوا الزواج ، وسط غلاء المهور
وغادروا المسجد على هذا العزم
المشهد الثالث :
فى مصلحة عمل الجوازات
أحمد : يقابل إخوانه هناك وهو مهموم ويبدوا ذلك على وجهه
يا أحمد ما الذى أهمك ؟؟!!
فقال أحمد : يا إخوة أنتم كما تعلمون أنى وحيد
ووالدى متوفى وليس لوالدتى من يجلس معها سواى أنا
ووالله حاولت فتح الموضوع أمام أمى أمس كى أخبرها أنى سأسافر لبضع سنوات
ما إن حاولت فتح الموضوع حتى أغلقته فورا
وبدى على وجهها علامات الحزن
فكيف سأسافر وأتركها
فقال له إخوانه : يا أحمد لابد أن نسافر ولابد أن نرضى أمك
إذا فلتجهز أوراق السفر
وتضع والدتك أمام الأمر الواقع ، فإن رضيت سافرت
وإن أبت إلا وأنت تجلس ...
فاترك الأمر لله والله يصنع ما يشاء
وبالفعل رضى أحمد بهذا الإقتراح ، وحدد لهم موعد الطائرة يوم الأحد فى العاشرة صباحاً .
المشهد الرابع :
أحمد عاد إلى بيته بعدما حصل على جواز السفر ، وعرف موعد الطائرة التى ستقلع بهم لمرادهم ، يوم الأحد فى العاشرة صباحاً
والليلة ليلة الأحد
السفر فى الصباح بعد صلاة الفجر مباشرة
يجلس أحمد فى غرفته مهموم
كيف سيواجه أمه التى يعلم أنه ترفض فكرة سفره نهائيا
الباب يطرق : من بالباب
أنا أمك يا أحمد
أمى تفضلى ...
دخلت أمه
ما هذا الذى بيديك يا احمد
أمى إجلسى من فضلك
جلست الأم
حكى لها أحمد
الأم فى دهشة شديدة : ولمن تتركنى يا أحمد
أحمد : إلى الله يا أمى
الأم : وإن قلت لك لا تسافر ماذا ستصنع ؟
أحمد : لن أسافر طبعا يا أمى
الأم : إذا قلبى وربى سيغضبوا عليك إن سافرت يا أحمد
أحمد : يا أمى بالله عليك دعينى أسافر فأنا محتاج لهذا السفر لكى أتزوج وقد أعددت الجواز والطائرة غدا فى العاشرة صباحا
الأم : يا ولدى أطعنى بالله عليك ولا تسافر ، يا ولدى انا ليس لى سواك فلمن تتركنى وحدى ، يا ولدى أنا لا أستطيع أن أستيقيظ من نومك فلا أجدك بين يدى
أقسم عليك ألا تسافر
( الأم تبكى الآن بكاء مريراً )
أحمد فى رأفة ورحمة يا أماه دعينى الآن كى أستخير ربى
الأم تخرج وهى تبكى
وأحمد ذهب لكى يتوضأ ويصلى الإستخارة