لماذا تعددت زوجات رسول الإسلام؟
***************************
الشبهة
******
جاء في القرآن: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا} [النساء: 3] وقد ذكرت الكتب المؤلفة عن رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- أنه تزوَّج أكثر من إحدى عشرة امرأة، فكيف يكون رسول من رسل الله بهذه الصفة؟
الرد عليها
*********
مبنى هذه الشبهة أن السائل قد خلط بين طبائع البيئات المختلفة، فلكل عصر طبيعته التي يتأثر بها من يعيش فيها، وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتشر فيه تعدد الزوجات، واتخاذ الجواري، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة في كثرة النساء كما أشار السائل،، وإنما كان زواجه صلى الله عليه وسلم يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانهاعلى النحو التالي:
أولاً: الأسباب الاجتماعية:
-------------------------------
زواجه من السيدة خديجة -رضي الله عنها-، وهذا نضج اجتماعي، بحيث يتزوج الرجلُ المرأةَ العاقلة الرشيدة، وكان -عليه الصلاة والسلام- في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة؛ لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتُبَصِّرهن بما تُبَصِّر به كل أم بناتها.
حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكرامًا لأبيها سـ3هـ.
السيدة زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في غزوة أحد فتزوجها سـ 4هـ.
السيدة أم سلمة هند بنت أمية توفي زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.
فقد تبين من الزيجات السابق ذكرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بأرامل الشهداء الذين قُتِلُوا في جهاد المسلمين للمشركين لتطييب نفوسهن، ورعاية لأولادهن، فكان هذا تعويضا من الله عز وجل لهن.
ثانيا: الأسباب التشريعية:
------------------------------
زواجه من السيدة عائشة -رضي الله عنها- فلقد كان بوحي، حيث رأى في المنام أنه تزوجها، ورؤيا الأنبياء وحي.
زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يُدْعَى زيد بن محمد بالتبني، فنزل قول الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4] {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ } [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طُلِّقت منه، وأُمِرَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.
ثالثًا: الأسباب السياسية:
-----------------------------
كان لبعض زيجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- بُعدًا سياسيًّا من حيث ائتلاف القلوب والحدّ من العداوة وإطلاق الأسرى ...إلخ، ومِن ذلك:
زواجه بالسيدة جويرية بنت الحارث، سيد بني المصطلق، من خزاعة، وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6 هـ.
والسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصَّر زوجها وبقيت هي على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حِدَّة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ.
والسيدة ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ 7هـ.
مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهما: خديجة، وزينب بنت خزيمة، وتوفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن تسع.
وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفي صغيرًا، وريحانة بنت زيد القرطية.
إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره فهل هذا دليل الشهوة؟ ومن يشتهِ هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل؟ كيف وقد عُرِضَ عليه خيرة بنات قريش فأبى؟!
إن التعدد منه صلى الله عليه وسلم كله كان لحكم منها -فضلاً عما سبق- بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملاً بقوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34] ولتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته لهم وللزيادة في تألفهم لذلك. ولتكثر عشيرته من جهة نسائه فيزداد أعوانه على من يحاربه. ولنقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال؛ لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله.
التعدد سنة الأنبياء بنصوص الكتاب المقدس:
*********************************
ذكر الكتاب المقدس عددًا من الأنبياء وذكر عنهم التعدد؛ منهم:
-----------------------------------------------------------------------
- نبي الله إبراهيم عليه السلام، ذكر الكتاب المقدس له ثلاث زوجات؛ سارة [سفر التكوين ( 20 : 12 )]، هاجر المصرية [سفر التكوين ( 16 : 3 )]، قطورة [سفر التكوين (25 : 1 )]، وكذلك ذكر أنه كانت له سراري [سفر التكوين ( 25 : 6 )].
- نبي الله يعقوب عليه السلام، كان له أربع نسوة في وقت واحد؛ جاء في سفر التكوين: " ثم قام في تلك الليلة و أخذ امرأتيه و جاريتيه و أولاده الأحد عشر و عبر مخاضة يبوق" ( 32 : 22 ).
- نبي الله داود عليه السلام، ذكر العهد القديم له تسع نسوة:
1- أخينوعم اليزرعيلية.
2- أبيجايل امرأة نابال الكرملي.
3- معكة بنت تلماي ملك جشور.
4- حجيث.
5- أبيطال.
6- عجلة. [صموئيل الثاني ( 3 : 1-6)]
7- ميكال. [سفرصموئيل الثاني (6 : 23 )]
8- بثشبع امرأة أوريا. [سفر صموئيل الثاني ( 11 : 26 )]
9- أبيشج الشونمية. [سفر الملوك الأول ( 1 : 1- 5 )]
- نبي الله سليمان عليه السلام، ذكر العهد القديم أنه كانت له ألف امرأة؛ سبعمائة من الحرائر و ثلاثمائة من السراري.
"و كانت له سبع مئة من النساء السيدات و ثلاث مئة من السراري" [سفر الملوك الأول (11 : 3 )].
فهؤلاء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان ذكر العهد القديم أنهم قد عددوا الزوجات، فالتعدد سنة الأنبياء ومنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
***************************
الشبهة
******
جاء في القرآن: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا} [النساء: 3] وقد ذكرت الكتب المؤلفة عن رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- أنه تزوَّج أكثر من إحدى عشرة امرأة، فكيف يكون رسول من رسل الله بهذه الصفة؟
الرد عليها
*********
مبنى هذه الشبهة أن السائل قد خلط بين طبائع البيئات المختلفة، فلكل عصر طبيعته التي يتأثر بها من يعيش فيها، وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتشر فيه تعدد الزوجات، واتخاذ الجواري، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة في كثرة النساء كما أشار السائل،، وإنما كان زواجه صلى الله عليه وسلم يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانهاعلى النحو التالي:
أولاً: الأسباب الاجتماعية:
-------------------------------
زواجه من السيدة خديجة -رضي الله عنها-، وهذا نضج اجتماعي، بحيث يتزوج الرجلُ المرأةَ العاقلة الرشيدة، وكان -عليه الصلاة والسلام- في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة؛ لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتُبَصِّرهن بما تُبَصِّر به كل أم بناتها.
حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكرامًا لأبيها سـ3هـ.
السيدة زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في غزوة أحد فتزوجها سـ 4هـ.
السيدة أم سلمة هند بنت أمية توفي زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.
فقد تبين من الزيجات السابق ذكرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بأرامل الشهداء الذين قُتِلُوا في جهاد المسلمين للمشركين لتطييب نفوسهن، ورعاية لأولادهن، فكان هذا تعويضا من الله عز وجل لهن.
ثانيا: الأسباب التشريعية:
------------------------------
زواجه من السيدة عائشة -رضي الله عنها- فلقد كان بوحي، حيث رأى في المنام أنه تزوجها، ورؤيا الأنبياء وحي.
زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يُدْعَى زيد بن محمد بالتبني، فنزل قول الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4] {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ } [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طُلِّقت منه، وأُمِرَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.
ثالثًا: الأسباب السياسية:
-----------------------------
كان لبعض زيجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- بُعدًا سياسيًّا من حيث ائتلاف القلوب والحدّ من العداوة وإطلاق الأسرى ...إلخ، ومِن ذلك:
زواجه بالسيدة جويرية بنت الحارث، سيد بني المصطلق، من خزاعة، وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6 هـ.
والسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصَّر زوجها وبقيت هي على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حِدَّة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ.
والسيدة ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ 7هـ.
مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهما: خديجة، وزينب بنت خزيمة، وتوفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن تسع.
وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفي صغيرًا، وريحانة بنت زيد القرطية.
إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره فهل هذا دليل الشهوة؟ ومن يشتهِ هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل؟ كيف وقد عُرِضَ عليه خيرة بنات قريش فأبى؟!
إن التعدد منه صلى الله عليه وسلم كله كان لحكم منها -فضلاً عما سبق- بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملاً بقوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34] ولتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته لهم وللزيادة في تألفهم لذلك. ولتكثر عشيرته من جهة نسائه فيزداد أعوانه على من يحاربه. ولنقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال؛ لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله.
التعدد سنة الأنبياء بنصوص الكتاب المقدس:
*********************************
ذكر الكتاب المقدس عددًا من الأنبياء وذكر عنهم التعدد؛ منهم:
-----------------------------------------------------------------------
- نبي الله إبراهيم عليه السلام، ذكر الكتاب المقدس له ثلاث زوجات؛ سارة [سفر التكوين ( 20 : 12 )]، هاجر المصرية [سفر التكوين ( 16 : 3 )]، قطورة [سفر التكوين (25 : 1 )]، وكذلك ذكر أنه كانت له سراري [سفر التكوين ( 25 : 6 )].
- نبي الله يعقوب عليه السلام، كان له أربع نسوة في وقت واحد؛ جاء في سفر التكوين: " ثم قام في تلك الليلة و أخذ امرأتيه و جاريتيه و أولاده الأحد عشر و عبر مخاضة يبوق" ( 32 : 22 ).
- نبي الله داود عليه السلام، ذكر العهد القديم له تسع نسوة:
1- أخينوعم اليزرعيلية.
2- أبيجايل امرأة نابال الكرملي.
3- معكة بنت تلماي ملك جشور.
4- حجيث.
5- أبيطال.
6- عجلة. [صموئيل الثاني ( 3 : 1-6)]
7- ميكال. [سفرصموئيل الثاني (6 : 23 )]
8- بثشبع امرأة أوريا. [سفر صموئيل الثاني ( 11 : 26 )]
9- أبيشج الشونمية. [سفر الملوك الأول ( 1 : 1- 5 )]
- نبي الله سليمان عليه السلام، ذكر العهد القديم أنه كانت له ألف امرأة؛ سبعمائة من الحرائر و ثلاثمائة من السراري.
"و كانت له سبع مئة من النساء السيدات و ثلاث مئة من السراري" [سفر الملوك الأول (11 : 3 )].
فهؤلاء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان ذكر العهد القديم أنهم قد عددوا الزوجات، فالتعدد سنة الأنبياء ومنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية