أمر عجيب! الألسن تنطلق كالسياط من حولي، لم كل ذلك؟
أتدرون ما السبب؟ أنا اجيبكم بصراحة: لقد تجاوزت الثامنة والعشرين من عمري ولم يتقدم لخطبتي أحد· هل هذا شيء غريب كما يقولون؟ والله لم أكن أعرف لماذا ينشغل الناس بأمور لا تخصهم كمثل هذا الأمر؟
بقيت الكلمات المرة تتطاير باتجاهي من الجميع، حتى الأطفال، يا لهم من مزعجين، يسألونني: لماذا لم تتزوجي يا عمتي؟ لماذا لم تصبحي عروساً يا خالتي؟ يا إلهي··· ما هؤلاء البشر؟ ألا يعلمون بأن الأمر كله ليس بيدي؟ فالعلم كله بيد الله طبعاً، ثم من يعرف إنسانة سجينة مثلي، تجلس بين جدران العادات والتقاليد؟
لم أكمل تعليمي لأنني بطيئة الاستيعاب بعض الشيء كما يقولون ولا أتقبل المذاكرة بسهولة ودائمة الرسوب، فكانت النتيجة هي بقائي في المنزل بلا أي طموحات، فالبنت إما أن تكون متفوقة في الدراسة فتشق طريقها وتحصل على الشهادة التي تؤهلها للعمل، وإما أن تكون قليلة الذكاء والحظ مثلي فتبقى في المنزل في انتظار الزواج، لا أحد يلتفت لما قد تتمتع به الواحدة منا من مواهب، فأنا مثلاً أرسم الحناء بطريقة مميزة ومبتكرة، وكذلك فإن لدي قدرة في رسم خطوط المكياج على الوجوه بشكل مميز، باختصار أنا أصلح للعمل في صالون تجميلي، ولكن من سيسمح لي بمثل هذا التجاوز؟ بالطبع لا أحد، فهذا الحلم شبه مستحيل لمن هن في مثل وضعي، فأنا من عائلة متزمتة جداً ولا ديمقراطية فيها كما يقولون·
كان علي ان أستمع لنصائح نساء العائلة وأن أكون حريصة على الذهاب إلى الاعراس والمناسبات الاجتماعية التي تعتبر مكاناً خصباً لصيد العرسان كما يقولون، لم أستطع تقبل تلك الفكرة بسهولة لأنني خجولة بطبعي، ولكنني تحاملت على نفسي وذهبت مع والدتي إلى أحد الأعراس، كدت أموت خجلاً وانا أجد والدتي تستعرضني أمام معارفها وكأنني بضاعة بائرة·
حديث مليء بالكذب، انها فتاة رائعة وتجيد الطبخ، وتتفنن في صناعة الحلويات، وتتقن التنظيف، وهي تشرف بنفسها على الطبخ وتعليم الخادمة أسرار النظافة، يا الهي!! كيف يمكن ان تنطلي تلك الأكاذيب على الآخرين؟ أنا لا أجيد أي شيء مما تقوله أمي، فهي لم تعلمني يوماً الطبخ أو التنظيف ولم تكترث بجهلي بتلك الاشياء، بل تردد دائماً بأن الزوج المنتظر سيوفر لي الخادمة المدربة قبل أن انتقل إلى بيته بأيام، انه بصراحة تناقض عجيب!!
بقيت الكلمات المرة تتطاير باتجاهي من الجميع، حتى الأطفال، يا لهم من مزعجين، يسألونني: لماذا لم تتزوجي يا عمتي؟ لماذا لم تصبحي عروساً يا خالتي؟ يا إلهي··· ما هؤلاء البشر؟ ألا يعلمون بأن الأمر كله ليس بيدي؟ فالعلم كله بيد الله طبعاً، ثم من يعرف إنسانة سجينة مثلي، تجلس بين جدران العادات والتقاليد؟
لم أكمل تعليمي لأنني بطيئة الاستيعاب بعض الشيء كما يقولون ولا أتقبل المذاكرة بسهولة ودائمة الرسوب، فكانت النتيجة هي بقائي في المنزل بلا أي طموحات، فالبنت إما أن تكون متفوقة في الدراسة فتشق طريقها وتحصل على الشهادة التي تؤهلها للعمل، وإما أن تكون قليلة الذكاء والحظ مثلي فتبقى في المنزل في انتظار الزواج، لا أحد يلتفت لما قد تتمتع به الواحدة منا من مواهب، فأنا مثلاً أرسم الحناء بطريقة مميزة ومبتكرة، وكذلك فإن لدي قدرة في رسم خطوط المكياج على الوجوه بشكل مميز، باختصار أنا أصلح للعمل في صالون تجميلي، ولكن من سيسمح لي بمثل هذا التجاوز؟ بالطبع لا أحد، فهذا الحلم شبه مستحيل لمن هن في مثل وضعي، فأنا من عائلة متزمتة جداً ولا ديمقراطية فيها كما يقولون·
كان علي ان أستمع لنصائح نساء العائلة وأن أكون حريصة على الذهاب إلى الاعراس والمناسبات الاجتماعية التي تعتبر مكاناً خصباً لصيد العرسان كما يقولون، لم أستطع تقبل تلك الفكرة بسهولة لأنني خجولة بطبعي، ولكنني تحاملت على نفسي وذهبت مع والدتي إلى أحد الأعراس، كدت أموت خجلاً وانا أجد والدتي تستعرضني أمام معارفها وكأنني بضاعة بائرة·
حديث مليء بالكذب، انها فتاة رائعة وتجيد الطبخ، وتتفنن في صناعة الحلويات، وتتقن التنظيف، وهي تشرف بنفسها على الطبخ وتعليم الخادمة أسرار النظافة، يا الهي!! كيف يمكن ان تنطلي تلك الأكاذيب على الآخرين؟ أنا لا أجيد أي شيء مما تقوله أمي، فهي لم تعلمني يوماً الطبخ أو التنظيف ولم تكترث بجهلي بتلك الاشياء، بل تردد دائماً بأن الزوج المنتظر سيوفر لي الخادمة المدربة قبل أن انتقل إلى بيته بأيام، انه بصراحة تناقض عجيب!!
[size=25]الفارس المنتظر
على الرغم من أن وضعي كله كان يدعوني للتمسك بذلك الحلم، لأنه حبل النجاة الوحيد الذي سأتعلق به وأخرج من دائرتي الضيقة التي أعيشها، إلا انني لم أكن أسمح لأحلامي أن تتجاوز الحدود لرسم أي صورة لفارس الأحلام، فأي رجل سيرضاه الأهل هو فارس الأحلام بالنسبة لي· كل ما كنت أتمناه هو أن يأتي بسرعة ليخلصني من ذلك الاحساس المؤلم بأنني أصبحت عبئاً على عائلتي بعد أن كبرت ولم يتقدم لي أحد·
أخيراً، جاء ذلك الفارس المنتظر، ولا أدري من أين جاء، وما الذي دفعه لاختياري، عموماً··· كل هذا لا يهم، ما دام الأهل قد ارتاحوا أخيراً، وصاروا سعداء فرحين اكثر مني بتلك الخطبة، وقد وافقوا عليه وتم زواجي الذي كان عقدة بالنسبة لهم·
ارتحت نفسياً لأنني تخلصت من شبح العنوسة، وقررت ان أحب زوجي وأن أجعل منه محوراً جميلاً لحياتي، قررت أن أكون ''زوجة شاطرة'' تعرف كيف تكسب قلب زوجها، فتملأ عليه حياته فلا ينظر لغيرها، قررت أن أكون مثالية في اهتمامي بنفسي وبيتي وأن أسخر كل المشاعر القوية المخبأة بداخلي نحو زوجي·
أمنيات طيبة كثيرة وقرارات متعددة اتخذتها قبل ان أدخل
عش الزوجية·
في الليلة الأولى كانت صدمتي قوية جداً، فعلى الرغم من كوني عروساً جميلة بشهادة الجميع، إلا أن زوجي كان سلبياً معي فبقيت عذراء·
قلت في نفسي: إنه الخجل، ومع مرور الأيام سأتمكن من التسلل إلى قلبه بسهولة ولن يقاوم حبي له بالجمود والتحجر·
مرت ستة شهور ولم تفلح مساعيّ في كسب قلبه وبقي على جموده، فكرت بأن العيب ربما يكون بي، فربما لا يجدني جميلة أو جذابة، وربما كنت مفروضة عليه من قبل أهله، ربما كانت في القلب امرأة أخرى لا يستطيع الارتباط بها، أفكار كثيرة مؤلمة تجتاحني باستمرار وتدفعني لمواجهته ولكني كنت أتراجع في اللحظة الأخيرة وأصمت·
لم أجرؤ على البوح بالسر، لأنني أعلم جيداً بأن الفضيحة ستنقلب على رأسي، وان الكل سيعتبرني سبباً فيما يحدث، وأن الأهل لن يسمحوا بالطلاق مهما حدث ومهما كان·
على الرغم من أن وضعي كله كان يدعوني للتمسك بذلك الحلم، لأنه حبل النجاة الوحيد الذي سأتعلق به وأخرج من دائرتي الضيقة التي أعيشها، إلا انني لم أكن أسمح لأحلامي أن تتجاوز الحدود لرسم أي صورة لفارس الأحلام، فأي رجل سيرضاه الأهل هو فارس الأحلام بالنسبة لي· كل ما كنت أتمناه هو أن يأتي بسرعة ليخلصني من ذلك الاحساس المؤلم بأنني أصبحت عبئاً على عائلتي بعد أن كبرت ولم يتقدم لي أحد·
أخيراً، جاء ذلك الفارس المنتظر، ولا أدري من أين جاء، وما الذي دفعه لاختياري، عموماً··· كل هذا لا يهم، ما دام الأهل قد ارتاحوا أخيراً، وصاروا سعداء فرحين اكثر مني بتلك الخطبة، وقد وافقوا عليه وتم زواجي الذي كان عقدة بالنسبة لهم·
ارتحت نفسياً لأنني تخلصت من شبح العنوسة، وقررت ان أحب زوجي وأن أجعل منه محوراً جميلاً لحياتي، قررت أن أكون ''زوجة شاطرة'' تعرف كيف تكسب قلب زوجها، فتملأ عليه حياته فلا ينظر لغيرها، قررت أن أكون مثالية في اهتمامي بنفسي وبيتي وأن أسخر كل المشاعر القوية المخبأة بداخلي نحو زوجي·
أمنيات طيبة كثيرة وقرارات متعددة اتخذتها قبل ان أدخل
عش الزوجية·
في الليلة الأولى كانت صدمتي قوية جداً، فعلى الرغم من كوني عروساً جميلة بشهادة الجميع، إلا أن زوجي كان سلبياً معي فبقيت عذراء·
قلت في نفسي: إنه الخجل، ومع مرور الأيام سأتمكن من التسلل إلى قلبه بسهولة ولن يقاوم حبي له بالجمود والتحجر·
مرت ستة شهور ولم تفلح مساعيّ في كسب قلبه وبقي على جموده، فكرت بأن العيب ربما يكون بي، فربما لا يجدني جميلة أو جذابة، وربما كنت مفروضة عليه من قبل أهله، ربما كانت في القلب امرأة أخرى لا يستطيع الارتباط بها، أفكار كثيرة مؤلمة تجتاحني باستمرار وتدفعني لمواجهته ولكني كنت أتراجع في اللحظة الأخيرة وأصمت·
لم أجرؤ على البوح بالسر، لأنني أعلم جيداً بأن الفضيحة ستنقلب على رأسي، وان الكل سيعتبرني سبباً فيما يحدث، وأن الأهل لن يسمحوا بالطلاق مهما حدث ومهما كان·
حمى التساؤلات
اشتعلت برأسي حمى التساؤلات، فقررت مواجهته لأعرف الحقيقة، تحدثت معه، وطلبت منه أن يعطيني مبرراً لعزوفه عني، أخبرني بأنه مريض وأنني حرة في اختيار العيش معه أو طلب الطلاق، أفزعتني الفكرة، فلست راغبة في مواجهة مثل هذا الموقف مع أهلي، فأنا واثقة بأنهم لن يتفهموا الحقيقة وأنهم سيلقون باللوم علي، وماذا سيكون وضعي وأنا مطلقة سأكون في الحضيض الذي لا يرحم·
صبرت على هذا الحال حتى مرت سنة على الزواج، وصار أهله يطالبونني بإجراء فحوصات لمعرفة سبب تأخر الحمل·
كيف أعرض نفسي للفحص وأنا أعلم بأن ذلك سيعرضه للفضيحة؟ رفضت أن أجري تلك الفحوصات فكان رفضي بمثابة الفتيل الذي اشتعل وانتهى بتفجير قنبلة حارقة في صدر عمتي والدة زوجي وشقيقاته·
اعتبرن الأمر تحديا جريئا وغير لائق· شاركهم أهلي وتضامنوا معهم باشعال حرب ضارية ضدي، تحملت كل أقاويلهم وجميع استفزازاتهم المؤلمة ولم أدافع عن نفسي·
أخيراً، قرروا تزويجه، كنت أعتقد بأنه مجرد تهديد، ولكني عرفت بعدها بأنهم جادون فيما يفكرون فيه، ثم كانت الطامة الكبرى والفاجعة التي لم أستطع احتمالها وهي أن زوجي لم يمانع في أن يتزوج مرة أخرى· عندها قادني ذلك الاستفزاز لقول الحقيقة، وأنا في لحظات من اليأس، صدموا وجنوا، وكما هو متوقع، فإن الجميع انقلب ضدي لأني قلت الحقيقة وتجرأت على فضح زوجي بهذا الشكل· لم يقف أحد معي ولم يساندني أحد لا من أهله ولا من أهلي، الطلاق ممنوع والحديث ممنوع وليبق الأمر على هو عليه·
معارك شرسة
بعد تلك الفضيحة تغير سلوك زوجي معي وصار شرساً يضربني باستمرار ويعاملني بوحشية، كذلك كان يفعل أهله معي، صرت كالمنبوذة أعيش لوحدي في غرفتي وإذا تكلمت بكلمة واحدة فإن زوجي يهيج فيضربني ويلقي بي خارج الغرفة، فتستلمني عمتي وبناتها فيوسعنني ضرباً ويلقين بي خارج المنزل، فاذا لجأت إلى أهلي فانهم يجبرونني على العودة مرة أخرى، وإذا رفضت تعرضت للضرب على يد والدي وإخوتي· بعد معركة شرسة حصلت بيني وبينهم هربت من المنزل ولم أذهب لمنزل أهلي وانما ذهبت إلى مركز الشرطة وأخبرتهم بكل ما يحدث لي، نصحني الضابط بالعودة وعدم إثارة المشاكل لأن عقاب أهلي وزوجي سيكون عنيفاً إن عرفوا بأنني فضحتهم أمام الشرطة خصوصاً وأنهم من العائلات المعروفة· عدت أجرجر أذيال الخيبة، أعلم جيداً بأن لا خيار أمامي سوى الذهاب إلى أهلي وتحمل إهاناتهم وإرغامهم لي للعودة إلى منزل الزوجية فلا طلاق في العائلة·
حاولت أن أعود للتكيف مع تلك الحياة الشاقة ولكني لم أتمكن، وبعد ظلم ومعاناة شديدة تم طلاقي أخيراً، وعدت لمنزل أهلي فتعرضت لما لا يمكن تخيله من كلمات اللوم والتقريع، الكل يعتبرني المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذا الطلاق الذي يحدث لأول مرة في العائلة، ما ذنبي أنا؟ لم أقصر في شيء، ولم أكن السبب، بالطبع لا أحد يصدقني أبداً، أكثر ما كان يغيظني هو أنهم لم يصدقوا أبداً حكايتي، وهي أنني لا ازال عذراء، الكل اتهمني بالكذب، ففوضت أمري إلى الله وصبرت حتى هدأت الأمواج الثائرة من حولي·
لم يتزوج طليقي مرة أخرى وكان يبرر ذلك بأنه أصبح معقداً لفشله في زواجه مني ويدعي أنه كان مثالياً في كل شيء، إلا ان النساء لا يستحققن النعمة، وأنهن جاحدات، فصارت أمه وشقيقاته يطلقن دعواتهن علي في كل مناسبة لأنني في اعتقادهن السبب في تعقيد الرجل من الزواج·
الصبر والفرج
سكت وأنا أستمع لكل ذلك وبقيت صابرة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين·
مرت ثلاث سنوات على طلاقي، فتقدم لي رجل مطلق لديه ثلاثة أولاد يعيشون مع أمهم· وافق الأهل عليه وتم زواجي للمرة الثانية دون أن يؤخذ رأيي الذي لا مكان له· كنت خائفة من الزواج ومن فشلي السابق، فأقبلت عليه بالخوف والتردد ولكني فوجئت بأن الأمور مختلفة هذه المرة·
فمنذ الليلة الأولى اكتشف زوجي بأنني خجولة، فأمهلني لفترة حتى أستطيع تقبله ومعرفته بشكل أفضل، كان يعاملني برقة وحنان، فاستغربت كثيراً ذلك·
بعد ثلاثة أيام من الزواج سافرنا لقضاء شهر العسل، فعرفت بأنني محظوظة جداً بهذا الانسان الرائع وأن ربي قد عوضني عن كل معاناتي في زواجي السابق· بعد أسبوع كامل، حدثت المفاجأة غير المتوقعة للجميع، فقد اكتشف زوجي بأنني لا زلت عذراء، فأخبرته بحكايتي فتأثر كثيراً واتصل بأهلي وأخبرهم بأمري، فتأسف الجميع لأنهم ظلموني كثيراً، ثم وصل الأمر إلى أهل طليقي فعرفوا الحقيقة التي أنزلت رؤسهم إلى الارض وتأسفوا أيضاً لانهم ظلموني بلا مبرر·
عموماً·· أنا لا أحقد على أحد وأكتفي بأن أحمد ربي لأنه عوضني أخيراً بالزوج الطيب الصالح الذي يستحق أن يكون محوراً لحياتي كلها·
اشتعلت برأسي حمى التساؤلات، فقررت مواجهته لأعرف الحقيقة، تحدثت معه، وطلبت منه أن يعطيني مبرراً لعزوفه عني، أخبرني بأنه مريض وأنني حرة في اختيار العيش معه أو طلب الطلاق، أفزعتني الفكرة، فلست راغبة في مواجهة مثل هذا الموقف مع أهلي، فأنا واثقة بأنهم لن يتفهموا الحقيقة وأنهم سيلقون باللوم علي، وماذا سيكون وضعي وأنا مطلقة سأكون في الحضيض الذي لا يرحم·
صبرت على هذا الحال حتى مرت سنة على الزواج، وصار أهله يطالبونني بإجراء فحوصات لمعرفة سبب تأخر الحمل·
كيف أعرض نفسي للفحص وأنا أعلم بأن ذلك سيعرضه للفضيحة؟ رفضت أن أجري تلك الفحوصات فكان رفضي بمثابة الفتيل الذي اشتعل وانتهى بتفجير قنبلة حارقة في صدر عمتي والدة زوجي وشقيقاته·
اعتبرن الأمر تحديا جريئا وغير لائق· شاركهم أهلي وتضامنوا معهم باشعال حرب ضارية ضدي، تحملت كل أقاويلهم وجميع استفزازاتهم المؤلمة ولم أدافع عن نفسي·
أخيراً، قرروا تزويجه، كنت أعتقد بأنه مجرد تهديد، ولكني عرفت بعدها بأنهم جادون فيما يفكرون فيه، ثم كانت الطامة الكبرى والفاجعة التي لم أستطع احتمالها وهي أن زوجي لم يمانع في أن يتزوج مرة أخرى· عندها قادني ذلك الاستفزاز لقول الحقيقة، وأنا في لحظات من اليأس، صدموا وجنوا، وكما هو متوقع، فإن الجميع انقلب ضدي لأني قلت الحقيقة وتجرأت على فضح زوجي بهذا الشكل· لم يقف أحد معي ولم يساندني أحد لا من أهله ولا من أهلي، الطلاق ممنوع والحديث ممنوع وليبق الأمر على هو عليه·
معارك شرسة
بعد تلك الفضيحة تغير سلوك زوجي معي وصار شرساً يضربني باستمرار ويعاملني بوحشية، كذلك كان يفعل أهله معي، صرت كالمنبوذة أعيش لوحدي في غرفتي وإذا تكلمت بكلمة واحدة فإن زوجي يهيج فيضربني ويلقي بي خارج الغرفة، فتستلمني عمتي وبناتها فيوسعنني ضرباً ويلقين بي خارج المنزل، فاذا لجأت إلى أهلي فانهم يجبرونني على العودة مرة أخرى، وإذا رفضت تعرضت للضرب على يد والدي وإخوتي· بعد معركة شرسة حصلت بيني وبينهم هربت من المنزل ولم أذهب لمنزل أهلي وانما ذهبت إلى مركز الشرطة وأخبرتهم بكل ما يحدث لي، نصحني الضابط بالعودة وعدم إثارة المشاكل لأن عقاب أهلي وزوجي سيكون عنيفاً إن عرفوا بأنني فضحتهم أمام الشرطة خصوصاً وأنهم من العائلات المعروفة· عدت أجرجر أذيال الخيبة، أعلم جيداً بأن لا خيار أمامي سوى الذهاب إلى أهلي وتحمل إهاناتهم وإرغامهم لي للعودة إلى منزل الزوجية فلا طلاق في العائلة·
حاولت أن أعود للتكيف مع تلك الحياة الشاقة ولكني لم أتمكن، وبعد ظلم ومعاناة شديدة تم طلاقي أخيراً، وعدت لمنزل أهلي فتعرضت لما لا يمكن تخيله من كلمات اللوم والتقريع، الكل يعتبرني المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذا الطلاق الذي يحدث لأول مرة في العائلة، ما ذنبي أنا؟ لم أقصر في شيء، ولم أكن السبب، بالطبع لا أحد يصدقني أبداً، أكثر ما كان يغيظني هو أنهم لم يصدقوا أبداً حكايتي، وهي أنني لا ازال عذراء، الكل اتهمني بالكذب، ففوضت أمري إلى الله وصبرت حتى هدأت الأمواج الثائرة من حولي·
لم يتزوج طليقي مرة أخرى وكان يبرر ذلك بأنه أصبح معقداً لفشله في زواجه مني ويدعي أنه كان مثالياً في كل شيء، إلا ان النساء لا يستحققن النعمة، وأنهن جاحدات، فصارت أمه وشقيقاته يطلقن دعواتهن علي في كل مناسبة لأنني في اعتقادهن السبب في تعقيد الرجل من الزواج·
الصبر والفرج
سكت وأنا أستمع لكل ذلك وبقيت صابرة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين·
مرت ثلاث سنوات على طلاقي، فتقدم لي رجل مطلق لديه ثلاثة أولاد يعيشون مع أمهم· وافق الأهل عليه وتم زواجي للمرة الثانية دون أن يؤخذ رأيي الذي لا مكان له· كنت خائفة من الزواج ومن فشلي السابق، فأقبلت عليه بالخوف والتردد ولكني فوجئت بأن الأمور مختلفة هذه المرة·
فمنذ الليلة الأولى اكتشف زوجي بأنني خجولة، فأمهلني لفترة حتى أستطيع تقبله ومعرفته بشكل أفضل، كان يعاملني برقة وحنان، فاستغربت كثيراً ذلك·
بعد ثلاثة أيام من الزواج سافرنا لقضاء شهر العسل، فعرفت بأنني محظوظة جداً بهذا الانسان الرائع وأن ربي قد عوضني عن كل معاناتي في زواجي السابق· بعد أسبوع كامل، حدثت المفاجأة غير المتوقعة للجميع، فقد اكتشف زوجي بأنني لا زلت عذراء، فأخبرته بحكايتي فتأثر كثيراً واتصل بأهلي وأخبرهم بأمري، فتأسف الجميع لأنهم ظلموني كثيراً، ثم وصل الأمر إلى أهل طليقي فعرفوا الحقيقة التي أنزلت رؤسهم إلى الارض وتأسفوا أيضاً لانهم ظلموني بلا مبرر·
عموماً·· أنا لا أحقد على أحد وأكتفي بأن أحمد ربي لأنه عوضني أخيراً بالزوج الطيب الصالح الذي يستحق أن يكون محوراً لحياتي كلها·
*************************************
القصة واقعيه وحدثت في الامارات...
وتناقش عدة قضايا .تخص الانثى
منها تأخر الزواج,,وموقف الاهل من ذلك ..
واكيد ...اللي حصل لصاحبة القصة...متكرر كثير في بيوتنا العربية الشرقيه...
بكل اسف ,,هذا ماجنته الاعراف الباليه التي تبرء الرجل مهما حصل..والضحيه دوما انثى
القصة واقعيه وحدثت في الامارات...
وتناقش عدة قضايا .تخص الانثى
منها تأخر الزواج,,وموقف الاهل من ذلك ..
واكيد ...اللي حصل لصاحبة القصة...متكرر كثير في بيوتنا العربية الشرقيه...
بكل اسف ,,هذا ماجنته الاعراف الباليه التي تبرء الرجل مهما حصل..والضحيه دوما انثى
[/size]