منذ بداية الإعلان عن تحويل قصة حياة المطربة اللغز " أسمهان " إلى مسلسل ولم تهدأ الكتابات والأبحاث والدراسات التي أعادت فتح ملف مقتل أسمهان إلى الأضواء ، وبدأ كل واحد يدلو بدلوه في محاولة اكتشاف لغز أسمهان ومقتلها، وبعيداً عن القضايا التي رفعها الورثة ضد فريق عمل مسلسل أسمهان ، بل وتعرضهم لإطلاق النار في لبنان، فإن المسلسل أعاد لأسمهان جزءاً مهماً من حقها الفني ، بل وأحياها من طيات النسيان التي تراكمت بحكم الزمن ، للدرجة التي أصبح معها التعرف على صوتها وأغنياتها أمراً صعباً على الأجيال الجديدة .
أعاد المسلسل اكتشاف صوتها ، كما أتاح للجمهور، الذي لم يعاصرها، التعاطف معها والإحساس بمأساتها الإنسانية التي كانت تعيشها، بل ظهرت منتديات ومواقع وجمعيات باسمها تدافع عنها وتعيد إذاعة أغنياتها القليلة، وما الذي يضير الورثة في ذلك حتى اتهام أسمهان بالجاسوسية ـ ورغم أنها حقيقة لا تقبل الشك ـ فإن روح الممثلة سولاف فواخرجي التي ـ من وجهة نظري ـ أعادت كتابة تاريخ أسمهان بروح شفافة وبأداء عبقري ، لم تكن أسمهان شخصياً تمتلكه ، جعلت الكثيرين يغفرون لها هذه الجريمة ، بل ويبتكرون المبررات لتبرئتها ، وربما تحويلها إلى بطلة قومية فيما بعد ، ولكن، هل حل مسلسل أسمهان لغز موتها ؟ الذي أصبح من الألغاز المستعصية ، بعدما اختفت كل الأدلة التي تدين أي أحد .
إن آخر ما ظهر من هذه الأدلة هو الدراسة التي نشرتها جريدة الفجر المصرية، وهي أن أسمهان لم تمت غرقاً ، وإنما ماتت مقتولة ، وقد أعادت قراءة وقائع الحادثة من خلال صحف ذلك الوقت، واستوقف المحقق معلومة تم التغاضي عنها بأوامر عليا، وهي شهادة أهالي القرية التي غرقت فيها سيارة أسمهان بأنهم وجدوا رصاصة في رأسها عند انتشال جثتها من الغرق هي وسكرتيرتها ماري قلادة ، وأن الترعة التي وقعت فيها سيارتها لم تكن بالعمق الذي يؤدي إلى الغرق بدليل خروج السائق وهروبه سريعاً ، كما سجل المحقق رفض الفنان فريد الأطرش مطالبة البعض بتشريح جثة أسمهان وقيل: إن ذلك بأوامر عليا . لم يفصح عنها فريد حينها ولا بعد ذلك ، كذلك تغيير السائق الذي كان من المفترض أن يصطحبها وتبكيره عن موعده بثلاث ساعات ، كما ثبت خلال التحقيقات أنه قبل وصول عربة أسمهان بساعة تم قطع الطريق لعمل إصلاحات مفاجئة مما يجبر السائق على المرور بجانب الطريق الذي يدفعه إلى الترعة ، وأنه في نفس لحظة وقوع السيارة تلقت أسمهان وسكرتيرتها رصاصة في الدماغ ، وماتت قبل السقوط .
أما عن قتلة أسمهان فلأول مرة تضم القائمة أسماء فؤاد الأطرش ، وأهلها في جبل الدروز ، والملك فاروق ، الذي أراد أن يتخلص منها بأوامر الملكة نازلي ، كي يتفرغ أحمد حسنين لها بعدما هجرها من أجل أسمهان ، أيضاً آخر أزواجها المخرج أحمد سالم ، الذي أطلق عليها الرصاص من قبلها بيوم واحد ونجت بأعجوبة، وكذلك المخابرات البريطانية التي كشفت علاقتها بالمخابرات الألمانية ، وأيضاً اتهم البعض المخابرات الألمانية التي عرفت أنها عميل مزدوج لهم وللإنجليز .
أما آخر ما قيل عن المرأة اللغز هو لعنتها التي لم تترك أحداً بداية من زوجها المتهم بقتلها أحمد سالم ، والذي تم اغتياله طبياً أثناء إجرائه عملية اللوز بعام واحد فقط ، وكذلك مقتل سائق سيارتها الذي نفذ عملية الغرق بعدها بعام ، وموت أحمد حسنين بعدها بفترة قصيرة ، والنكبات التي حلت على الملكة نازلي التي وصلت لدرجة التسول في أمريكا ، وخروج فاروق مطروداً من مصر ، وهزيمة ألمانيا .