تابعت مثل الملايين الحالة المتواضعة التى ظهر عليها الحارس الأول للفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى أمير عبد الحميد والذى تسبب بشكل مباشر فى تعادل الأهلى مع بتروجيت عقب إرتكابه أخطاء ساذجة وضحت وضوح الشمس فى مباراة بتروجيت والأهلى .
فى البداية وقبل سرد بعض النقاط الهامة يجب التأكيد أن أمير عبد الحميد هو حارس جيد بل وموهوب ويمتلك قدرات فنية وبدنية لابأس بها وأن الأخطاء التى أرتكبها فى مباراة بتروجيت هى أخطاء ورادة فى كرة القدم ويرتكبها أكبر الحراس فى العالم ولكن تكرار الأخطاء بشكل دورى ودائم ومتكرر هو مايجب الوقوف أمامه خاصة وأن أمير حارس لنادى كبير بحجم النادى الأهلى وليس حارس لنادى من أندية الوسط .
ومن هذا المنطلق قررت بشكل شخصى وبعيداً عن العاطفة والمجاملة توضيح بعض النقاط الهامة حرصاً على مصلحة الكيان الأكبر وهو النادى الأهلى :
الحارس الهارب وأمير " مقارنة لاتستند إلى أى أساس "
لاشك أن الحارس الهارب هو من أفضل الحراس الذين دافعوا عن عرين النادى الأهلى ولايقل موهبة أو كفاءة أو موهبة عن حراس الأهلى العظماء إكرامى وثابت البطل وعادل هيكل ومروان كفانى وأحمد شوبير بل يتفوق الحارس الهارب على أقرانه من هؤلاء العظماء بالأرقام والتاريخ ورغم مافعله وهروبه وتطاوله على النادى الأهلى إلا أننا لايمكن أن نمحى تاريخ – الأبن الضال – من صفحات التاريخ .
أتفق مع البعض أن الحارس الهارب لم يصل إلى القمة بين يوم وليلة ولكنه لعب مباريات كثيرة وإكتسب من الخبرات ما أهله للوصول إلى لقب أفضل حارس فى أفريقيا وهو اللقب الذى حصل عليه عقب مشاركات كثيرة وعديدة من النادى الأهلى والمنتخب الأوليمبى وأهم عوامل تفوق الحارس من وجهة نظرى هو الدفع به بشكل سليم ومدروس فى عمليه أشبه بتسليم الأعلام فى الكليات العسكرية حيث تسلم الهارب مهمة حراسة مرمى الأهلى من أحمد شوبير عقب تفوقه عليه فى عامل السن ووصوله لمستوى يتقرب من شوبير .
فى المقابل فأن أمير كما ذكرنا من قبل فهو حارس مميز وموهوب ولكنه لم يكن الأميز بين حراس جيله مثل الحضرى الذى كان الحارس الأساسى للمنتخب الأوليمبى مع الهولندى رود كرول حيث كان أمير ترتيبه الثالث بعد عبد الواحد السيد حارس الزمالك ومحمد عبد المنصف حارس الزمالك الحالى ومزارع دينا السابق مع مدرب المنتخب الأوليمبى – حينذاك – حلمى طولان ثم الألمانى هيلد والكابتن عبد العزيز عبد الشافى .
أمير عبد الحميد تم استلامه لمهمة الحارس الأول للأهلى بشكل مفاجىء وغير مدروس وبعيداً عن عملية الإحلال والتجديد التى تقوم بها الأندية الكبيرة حيث تم الدفع بأمير على طريقة المثل الشعبى الشهير " من الدار للنار " وأصبح الحارس قليل المشاركة فى المباريات فجأة الحارس الأساسى للنادى الأهلى الذى ينافس فى البطولات القارية والعالمية عقب قرار الجهاز الفنى بالأعتماد عليه بشكل أساسى ليعلب أمير الدور الثانى فى بطولة الدروى من العام الماضى فى بطولة الدورى ويساهم فى تتويج الفريق ببطولة دورى أبطال أفريقيا لعام 2008 عقب أن لعب مبارياتها بالكامل " بإستثناء مباراة أسيك فى القاهرة " ثم يساهم فى الفوز بمباراة السوبر الأفريقية كما ساهم فى فوز الفريق فى بطولة السوبر المحلية.
الأهلى مع الحارس الهارب والأهلى مع أمير " هناك فرق "
من أكثر التصريحات التى جانبها التوفيق والصادرة من الجهاز الفنى للنادى الأهلى هو مطالبة الجماهير بالصبر على أمير كما صبروا على على الحارس السابق وهى التصريحات غير الصائبة والتى تفتقد للمنطق لسبب بسيط وهو أن الأهلى فى بداية الحارس الهارب كحارس أساسى للفريق كان الأهلى منسحب من بطولة أفريقيا بسبب الأحداث المصاحبة لمباراة سوبر أفريقيا عام 1993 وإيقاف الكابتن طارق سليم مدير الكرة وإبراهيم حسن لاعب الفريق – حينذاك – وكانت تقتصر مشاركات فريق الأهلى فى هذا الوقت على البطولات المحلية والبطولات العربية.
وعقب عودة الأهلى للمشاركة فى بطولات أفريقيا عام 1998 لم يشارك الهارب فى البطولة التى خرج الأهلى منها فى أدوراها التمهيدية أمام البن الأثيوبى إلا فى مباراة الذهاب فى أثيوبيا وتخلف عن المشاركة فى مباراة العودة فى القاهرة لإرتباطه مع الأهلى فى بطولة النخبة للعربية عندما كان الأهلى يلعب فى بطولة أفريقيا وفى بطولة النخبة العربية فى نفس الوقت بفريقين ثم شارك الهارب فى بطولة أفريقيا لعام 99 و2000 مع الأهلى الذى كان يمر بإنعدام وزن وخاصة فى عام 2000 قبل أن يتألق فى بطولة عام 2001 ويقود الأهلى للفوز بالبطولة ويحصل على لقب أحسن حارس فى بطولة دورى أبطال أفريقيا .
فى المقابل فإن أمير عبد الحميد يلعب وسط مجموعة هى الأفضل فى مصر وفى القارة الأفريقية والتى تحمل أحلام وطموحات جماهيرها فى الحصول على مركز مشرف فى بطولة كأس العالم للأندية وهو مايعنى أن الجماهير لن تستطيع الصبر على حارس أو أى لاعب ونحن نشارك ونطمح فى المنافسة على كأس العالم للأندية خاصة ونحن نمتلك جيل ذهبى لديه القدرة فى تحقيق طموح الجماهير الذى قد يضيع هباءً بسبب منح الفرصة لحارس على مشارف الثلاثين من عمره !!.
الخلاصة أن الحارس الهارب حصل على الفرصة والفريق لايشارك فى البطولات القارية مما منح الفرصة له لإكتساب خبرة مناسبة قبل عودة الأهلى لبطولات أفريقياً بخلاف أمير الذى يطالبون الجماهير بالصبر عليه والأهلى يشارك فى كأس العالم للأندية فى اليابان ، وحتى تكون الأمور على قدم المساواة بين الجميع فأنا أعتقد بل أكاد أجزم أن الجماهير مستعدة للصبر على أى لاعب فى البطولات المحلية بل وتدعيمة ومساندته حتى لو كان محمد الشناوى أما البطولات القارية وكأس العالم للأندية فنأسف مصلحة الأهلى وطموح الجماهير فوق الجميع .
أمير " أخطاء متكررة "
وبعيداً عن مقارنة الحارس الهارب بأمير ومقارنة مشاركات الأهلى فى وجود الحارس الهارب وفى وجود أمير فإن حارس الأهلى الحالى يرتكب أخطاء متكررة ولديه أخطاء فنية واضحة وأهمها :
يفتقد أمير للقدرة على التصدى للتسديدات من الكرات الثابتة حول منطقة الجزاء بكفاءة مطلوبة لحارس مرمى الأهلى ووضح هذا بشدة فى مباراة باتشوكا المكسيكى والمقاولون العرب وبتروجيت وفشل أمير فى التعامل مع الأهداف الثلاثة عن طريق إرتكاب أخطاء متعددة أبرزها هو إفتقاده للتركيز بشكل كبير على الكرة وإنشغاله بتحركات لاعبى الخصم وهو ما يصيب ردة فعله بالبطىء الشديد ووضح هذا بشكل كبير فى مباراتى المقاولون وبتروجيت على التوالى .
يعانى أمير من قصور كبير فى التعامل مع التسديدات بعيدة المدى والمفاجأة ووضح أكثر من مرة على أمير عدم تقديره المناسب للكرات وخاصة الأرضى منها والدليل هدفى شيكابالا وجمال حمزة فى نهائى كأس مصر 2007 وهدف أداليد الأسترالى فى كأس العالم للأندية بالأضافة إلى هدف جمال حمزة فى مباراة بطولة أفريقيا النسخة الماضية التى إنتهت 2\1 لصالح الأهلى .
يرتبك أمير كثيراً فى الخروج من مرماه عقب الهدف الذى منى به فى مباراة الأهلى والزمالك والتى أقيمت عام 2007 فى نهائى كأس مصر وأنتهت بفوز الأهلى 4\3 حيث يظهراً دائماً شبح هذا الهدف فى العديد من الكرات المشابهة التى يتعرض لها الفريق و أمير والذى بات يفضل عدم الخروج من مرماه مهما تكن الأسباب .
يواجه أمير عبد الحميد مشاكل كبيرة فى التعامل مع الكرات العالية " الساقطة " بسبب قصر قامته " بالمقارنة مع لاعبى مركزه " ومع الإعتراف بتحسن ملحوظ فى أداء أمير فى التعامل مع مثل هذه الكرات أثناء مشاركاته القليلة مع الفريق فى الماضى حيث كان أمير يعانى من هذه الكرات وبالذات أمام لاعبى النادى المصرى البورسعيدى السابقين عبد الله رجب ومحمد ساهر إلا أن هذه المشكلة ظهرت من جديد فى الهدف الثانى لبتروجيت .
الأهلى فوق الجميع :
وقبل النهاية يجب أن نشير أن شعار الأهلى الرسمى الذى نسانده دائماً وهو "الأهلى فوق الجميع " يقتضى أن يعمل الجميع من أجل مصلحة النادى وليس مصلحة الأفراد وأنه على الرغم من إنتظار أمير للفرصة لمدة تقترب من الـ 8 سنوات إلا أن هذا لايعنى أن يتواجد الحارس بشكل أساسى مهما كان مستواه وأن يكون مسألة وجوده فى التشكيل الأساسى للفريق محسوم له لأن إتباع مثل هذا الأسلوب فيه ظلم لزملاء أمير ومجاملة لاتعترف بها كرة القدم أو قوانين الأحتراف أو مبادىء وقيم النادى الأهلى .
ملحوظة :
لايوجد أحد يعمل فى مجال كرة القدم فوق مستوى النقد ورغم مساندتنا وإعتزازنا بشخص مهذب ومحترم مثل أمير عبد الحميد إلا هذا لايعنى أننا نغض البصر وندفن رأسنا فى الرمال عن أخطاءه الفنية وخاصة المتكرر منها وإنتقادنا لأمير اليوم هو نتعبره واجب علينا تجاه الكيان الأكبر الذى نعشقه أكثر من الأفراد وفى النهاية نرجو أن يستفيد أمير من أخطاءه كما نرجو بشدة أن تكون المنافسة قائمة بين حراس المرمى وأن يكون الملعب هو الفيصل بعيداً عن العاطفة والترضية .