[center][center]تقع على الوالدين مسؤولية وضع بضع قواعد للتعامل مع الأبناء، والالتزام بها، لتنشئتهم بطريقة صحية، في أجواء تسودها الألفة والمحبة بعيدا عن التمييز والتجاهل، ولأن توزيع الحب والاهتمام بينهم قد يكون من الصعوبة بمكان خاصة في ظل الاختلافات بينهم في العمر والاهتمامات والإمكانيات، فغالبا يترك الآباء العنان لمشاعرهم في التعامل مع الأبناء، ويظهرون اهتماما او انحيازا لا شعوريا لأحدهم، والذي يصبح موضع تأييدهم وحبهم مهما فعل، مما يولد الغيرة والأحقاد بين الأخوة.
ومن الضروري أن ينتبه الآباء إلى طرائق تعبيرهم عن الحب والحنان لأبنائهم: ككلمات الحب، والقبلات، والضم، والامتداح.
ومن أهم المشاكل التي تظهر في معظم الأسر مشكلة الابن الأوسط، فالأخ الأكبر حصل على قدر كبير من الاهتمام، وهو بنظر أخيه الأصغر الأقوى والأقدر على تحقيق ما يريد، بينما قد يضطر الابن الأوسط في حالات كثيرة لارتداء ملابسه المستعملة التي صغرت عليه، واللعب بألعابه القديمة، وعند قدوم مولود جديد، يصبح هذا المولود موضع الاهتمام والرعاية، فيضيع الابن الأوسط في الوسط.
وتنشأ النزاعات والخلافات بين الإخوة لأسباب مختلفة، ويجب على تصفية أسباب الحقد والخصام، وزرع المحبة والألفة بينهم، وان لا يسمح لأي منهم بالتسلط على إخوته، والتدخل دائما لإنصاف المظلوم، فأجواء التوتر داخل الأسرة لا تنتج إلا أشخاصا متوترين حاقدين على بعضهم البعض. ومن الضروري أن لا يفوت الآباء فرصة دون إشعار الأبناء بأهمية الأخ لأخيه، وذلك بهدف زيادة المحبة والتقارب بينهم.
وفي حالة قدوم مولود جديد فمن الطبيعي أن يشعر الأخوة (خاصة الطفل الأصغر سنا) بالغيرة من هذا الكائن الذي قلل من اهتمام الوالدين بهم، واستحوذ على الرعاية والاهتمام، وقد يصل الأمر إلى حد إيذاء الطفل الصغير، لذلك لا بد من التصرف بحكمة، بتحضير الطفل لقدوم أخيه قبل ولادته، وإظهار الاهتمام والحب له، وإحضار بعض الهدايا والمأكولات المحببة له، وبمرور الوقت سيتقبل الأخ الأصغر ويحبه، وتبدأ علاقة ود متبادل بينهم.
ومن المشكلات المتوقعة نزاع وشجار الأطفال على الأشياء المختلفة خاصة، فكل يريدها لنفسه، وفي هذه الحالة يجب أن تتحلى الأم بالصبر والحكمة والموضوعية، فتقوم مثلا بإخراجهم من جو المشاحنة، وإشغالهم بأمور أخرى، مثل تكليفهم بالقيام بمهمات مفيدة، وامتداحهم بعد انجازها، ليحسوا بأهميتهم وتميزهم، او أن تقوم بطرح حلول وسط، ترضى جميع الأطراف؛ كأن يلعب كل منهم باللعبة لمدة ربع ساعة مثلا، ثم تركها لأخيه، والمهم أن لا يترك للأقوى او الأكبر فرصة التسلط على إخوته، والحصول على كل ما يريد.
إن التصرف بحكمة وحنان، ومحاولة زرع أجواء الحب داخل الأسرة، تقوي أواصر المحبة بين الأبناء، وتحمي البيت والأسرة من الخصام والشجار والتفكك.
[/center][/center]