دمع حبيس يكاد ان ينطلق
ينزلق على وجنتين
تستسلمان لوهج الدموع
لا اعرف لماذا اترقب رؤيتها
انا لا اخذ منها شيئا ولا اريد
كل ما اكتفى به ان تلتقى يدى بيداها
فى زمان بلا موعد
وعناق يكتوى بلهج الشوق
كل ما احبه ان اغوص
فى تلك البحيرة النابعة من عينيها
تسدل عليها اهدابها
أهداب الصمت والسكون
كل ما ارنو اليه ان تصغى الى الى خفق القلب فى جوانحي
وان تعرف وان تشعر باني احبها
وكل ما يسعدني ان احصل عليه
هو بضع كلمات منها تنثرها مثل حبات العطر فى ليلة صيف ساخنة
اين كانت قبل ان اراها
ان كان القدر يخبئها لى منذ مئات السنين
كانت نصف عمرى وحياتي فى مكان بلا زمان
ثم التقينا
فكنت انا من جديد وكانت هى شيء من جديد
وبدمع عيني اراني على شاطئ النهر
فلا انا قادر على السباحة
ولا انا استطيع ان ارتشف منه قطرة
هى البعيد القريب
السهل المستحيل
لا تفصلها عني الا مسافات قصيرة جدا
ومع ذلك فهى بعيدة عني بعد السماء عن الارض
يبدو لى احيانا انها قد سمعتني وانا احبها
او انها قد راتني وانا اهمس فى قلبها
يحدث احيانا ان يساورني
الشك فى ان تشعر او لا تشعر
اقف على ابواب السعادة
اهتف من قلبي بظماء يهدد كياني
لكن تلطمني عبارة ياس ضالة تذبح امالى
انا اعرف انها المستحيل
وانني اصارع بها الصخر
لا حس ولا شعور ولا حراك
لكنني اغوص فى بحر الحيرة والعذاب
العمق فى نظراتها بريق العين
جفون تنسدل فى استسلام
تغطى السطور المكتوبة على صفحة العين
اشعر انها تريد ان تجيبني بالحب ايضا
هل تتردد بين خيوط تجذبها وخيوط تمنعها
اشعر منها بالقبول والرفض معا
وحين تجتاحني مشاعر القبول
اكاد اعتصرها بين ذراعى لهفا وشوقا
ثم تهدأ كموج يترنح امام صعقات الريح
كنت اتحدث اليها
استمع منها الى حديث بدا لى انها توجه لى
نحن لا نتحدث بلغة يتداولها الناس
نتحدث بصمت العيون
استفسارا وسؤالا وجوابا
ورفضا وخضوعا
تستجيب للغة العيون
وعلى صفحاتها حب مكنوز
ترسمه دموع حائرة
وقد نتحدث بالأغنيات
هى تسمعني اغنية ارد عليها باغنية اخرى
ولا نتكلم ولا نتحادث
حينما انتهينا من حديث العيون وحديث الغناء
احسست باني اريد ان
اعتصرها وان اغرسها فى صدرى
وان ازرعها فى كياني وان اذيبها فى عروقى
بدأ لى انها تتوقع ذلك وانها تتأهب لذلك
وفى انتظار ذلك
وحين مددت يدى اربت على يدها
كانت مثل قطة تنسحب فى هدوء
وكانت عيونها تلمع بدموع حبيسة
تريد ان تقول لا افهمه
لا افهم الا ان اعتصرها وتعتصرني
ان ارتشفها وترتشفني رحيقا للحب
لكني كنت وحدى
مشاعرى وحدى واحلامي وحدى وامنياتي وحدى
حتي خيالى لى انا وحدى
وكانت هى هناك بعيدا تشهد كيف يحبها انسان
وكيف يذوب بها وفيها حبا وغراما
وحين سحبت يداها سحبت خيطا يمتد الى القلب
وخزتني وخزا المني بشدة
ربما سحبت مني الحلم والامل
فأنسحبت انا الى مكان اخر
مغيبا عن احلامي وامالى
حاولت ان اقاوم الشعور
بالاحباط توقعته قبل ان يحدث
حاولت ان اثبت ان حبال الامل
حريرية يمزقها النسيم احيانا
لكني غصت فى بئر من الالم
والمدهش اني كنت احدثها عن عذاب الحب
وعن انه احلى عذاب
كنت احدثها عن الم الحب وانه اعذب الالام
وان الذوبان فى ذات المحبوب
يسحب من الامل عذابه ومن العذاب الامه
كنت اقولها لها
انني اكتب مشاعرى بالقلم والالم
وانني استعذب ذلك ولا ارفضه
ثم واجهتني بصمت وبعده نفور
هكذا تصورته
يذبح حبا يحتضنه القلب
ويهدأ مستكينا بين الضلوع
سحبت مني الزمان والمكان
فلم اعد اعرف متي اعيش
ولا اين اكون
تركتها وانا اريدها
وابتعدت عنها وانا اقترب منها
ودعتها وانا اضع راسي على صدرها
ثم اختفيت بعيدا
فى حلقى زفرة الآه تدوخني
وفى صدرى نبض القلب يدوى بين الضلوع
وفى عيني دموع ساخنة
لم يكن لى حينئذ الا الفراش
ادفن راسي فيه هاربا من حقائق تحيط بى
صارخة بالياس
أغمضت عيني واحتضن طيفها
اعتصر الطيف وارتشف الرحيق
ارتشفه ولكن فى سكون
وفى صمت
وفى صمت