قاصيةٌ هي المسافات بيننا
وقريبةٌ مني روحك حتى الإلتصاق
مكسورةٌ أجنحة أحلامي ببعدك
فأعد لي ريشةً واحدةً من يقين
كنت وهماً أعشقه
وكنت حلماً من محال
سيّجت لوجودك واقعاً أخذ يكبر سوره بعدما توحّدت فيك
ها أنا أحزم آخر حقيبةٍ لحزني وأسافر إليك
قبلك لم اكن ملكةً على عرش الخيال
وحين فاجأني وجودك صعدت آمالي لأبعد سماء
أحببتني
فأمسكت بيدي وقبّلت جبيني غيوم السماء
لم تهدم ريح البعد بعذابها صبري
وحجارة عزيمتي صامدةٌ لم تنحنِ قلاعها بعد
أذكر حين جئتني
كان جرحي أعمق من كل البحار
وكان لون الدمع في عيني مائلاً لخريفٍ لا يملّ البكاء
لم أنس لحظةً أشعلت فيها الشموع لفرحي
وصلّيت عند الفجر ركعتين
عابقٌ أنت في نهاري كبنفسجٍ
لك رائحة بحر وعنفوان موجة
فكيف تلملم مياهك من شطآني الآن !
بعيدةً عني موانئ الفرح بعد يباسٍ تركته يأكل أيامي
يالذي غلّف بحنينه عري روحي
كيف تبتعد عن أرضٍ تقتات من شمسك الحياة !
وتفيض بانحناءة حزنٍ بعد بعدك هذي الحياة
يا رجلاً من قمحٍ وداليةً من خيرٍ وسلام
عرّش بوجودك على حياتي ثانيةً
تواقةٌ لرائحتك أنفاس عمري
مشتاقةٌ لسكر كلامك كؤوسٌ مليئةٌ بجراحاتي
عبّئ أقداح سمعي من خوابيك المترعة بالصلاة
غرّبتني فيك الأزمنة
تائهةٌ في دمك الجميل
أتقطّر شوقاً وانتظار
متى تعلن لميلادي البدء ولسعادتي الوجود !
متى تأتيني تدفء لي ثلج الساعات
وتغلق من زماني كل الجروح الممزّقة ؟
اناديك
أحببني ولو وهماً
أدعي أمامي تلبية النداء
أوهمني بسمةً أنك ربان بحاري الهادئة وما يفيض منها كل شتاء
أحببني دائماً يا رجلاً
أحبه
كي تتصالح معي الأيام
و تشرب معي طيور الصباح ماء حبك
أحببني
كي لاتحرمني السعادة قبلة لروحي كل مساء
أحببني مطراً في حر أحزانك يهطل عليك
وفي حرقة شمس اوجاعك الأتية
أحببني