صوت هادئ يسيري في زمن الصمت ..
ضوء خفيف يخترق جنح الظلام ..
وصوت أقدامٍ حافية ..حائرة ..
تسير في مكان ما ..
حيث لا أحد غيره ... !
وإلى مكان يجهل نهايته ..!!
كل ما يعرفه في هذه الحياة .. أن عليه مواصلة المسير بصحبة شعلته حيث تأخذه قدماه ...!!
يواصل .. وإن أضناه السير ..
وإن واجهته أشباح الطريق وأدركته الأهوال ..
حيناً تسمع منه صوت بكاء يجاهد في إخفاءه .. وحيناً آخر تسمع تمتمات لا يدركه القريب منه أو يجد له تفسيرا..
ولكن هي حتماً سلواه في وحدته .. فصوت بكائه يختفي شيئاً فشيئاً في هدأة الظلام البهيم .. بتمتمات مبهمة .. !!
ثم يحل الصمت من جديد ..
صمت تسطر فيه أصوات أقدام منهكة جريحة ..
على صفحات الظلام ...
قصة كفاح ونضال .. لا نهاية لهما ..
غير مبالٍ بما يجده من آلام تعصر فؤاده عصرا ...
فلا بد له أن يصل .. إلى أين ؟!!
لا يدري .. ولكن عليه على الأقل أن يتخلص من الظلمة الموحشة الملتفة حوله ..
فقد تشتت فكره .. وخارت قواه الآلام والجراح النازفة ..
بكى القلب قبل العين إشفاقاً لحاله .. لم أتمالك أن أراه بهذا المنظر ..
سارعت تجاهه .. مقبلةً بقلب متشقق ، لحاله مشفقة ..
أخذت بيده وقبضت على كتفه بيدي الأخرى ...ثم بادرت بلمس دمه النازف محاولةً وقف النزف المتدفق من كل شبر في جسده ..
فمنعني أن دعيني .. دعيني أنزف وأحترق وسط الآلام والظلام ...
دعي جرحي .. فعلَّ أحداً يعرف آثار سيري بنزفي ..
دعيني ابنتاه لألمي .. فقد أصبح الألم لحن والجرح نشيد ...
سألته من أنت يا عماه ..؟!! ولِمَ كل هذه الدماء ..؟!!!
وكيف استطعت السير في طريق طويل وأنت على هذا الحال ... ؟!
أتسألين من أكون .. ؟!!
نعم ، يحق لك السؤال .. فقد بدأت أجهل من أكون ..؟!
وربما يأتي يوم لا أدري فيه من أكون ..!!
بدأت غريباً .. وسأعود غريباً كما بدأت ...
فالغربة ترافقني في أسفاري أنى ذهبت .. والآلام تحاصرني في كل ذرة من جسدي ...
والحزن يخيم علي مصاحباً معه الظلام ..
لا يبددهما إلا كلمات أقولها وشعلة أحملها ...
تخففان عني كاهلي ...
وتسلياني في أسفاري ...
ثم دار ظهره عني محاولاً إخفاء ملامح الحزن في وجهه ودمعة بدأت تتدحرج من مقله .. وقال ..
دعيني أكمل السير ابنتاه .. لأصل ..
لا وقت لمسامرة حديث لا يجدي ..
فقد أصبح الصمت لغتي ..
ولا أتقن غيرها ...
قلت له مناديةً .. مهلاً عماه إلى أين ..؟!!
صمت برهة ثم قال باسماً وهو ينظر للأفق البعيد ..
إلى حيث أجد دوائي وأنسي ..
إلى فجر إلى نور إلى ضياء ..
إلى حيث أجد هناك..
مجدي وعزي وقوتي ...
فقد فقدتهم منذ زمن طويل ...
وطال شوقي لهم ..
غادرني حاملاً معه أمل اللقاء بمن يحب وتركني في ظلمة الوحدة الموحشة ..
وبعد بضع خطوات سارها ، توقف فجأة ينظر إلي ماداً تجاهي يده القوية رغم ما يجده قائلاً ..
لكم خفف حديثك ألمي وغربتي ...
وكم أحببت أن ترافقيني السير .. فهل ترافقينني ابنتاه أم أعود لغربتي ؟
بادرته بل معك " أبتاه ".. قلتها بدون إدراك مني ..
"أبتاه " !!
فقد شعرت بها من خلال حديثه الدافئ ، وكأنني أحادث أبي ..
سرت معه في غربته .. ومازالت حيرة تراودني في نفسي طوال سيري تقول ..
لا أدري من يكون ..؟!
بل لا أدري من أكون ..؟!!
ضوء خفيف يخترق جنح الظلام ..
وصوت أقدامٍ حافية ..حائرة ..
تسير في مكان ما ..
حيث لا أحد غيره ... !
وإلى مكان يجهل نهايته ..!!
كل ما يعرفه في هذه الحياة .. أن عليه مواصلة المسير بصحبة شعلته حيث تأخذه قدماه ...!!
يواصل .. وإن أضناه السير ..
وإن واجهته أشباح الطريق وأدركته الأهوال ..
حيناً تسمع منه صوت بكاء يجاهد في إخفاءه .. وحيناً آخر تسمع تمتمات لا يدركه القريب منه أو يجد له تفسيرا..
ولكن هي حتماً سلواه في وحدته .. فصوت بكائه يختفي شيئاً فشيئاً في هدأة الظلام البهيم .. بتمتمات مبهمة .. !!
ثم يحل الصمت من جديد ..
صمت تسطر فيه أصوات أقدام منهكة جريحة ..
على صفحات الظلام ...
قصة كفاح ونضال .. لا نهاية لهما ..
غير مبالٍ بما يجده من آلام تعصر فؤاده عصرا ...
فلا بد له أن يصل .. إلى أين ؟!!
لا يدري .. ولكن عليه على الأقل أن يتخلص من الظلمة الموحشة الملتفة حوله ..
فقد تشتت فكره .. وخارت قواه الآلام والجراح النازفة ..
بكى القلب قبل العين إشفاقاً لحاله .. لم أتمالك أن أراه بهذا المنظر ..
سارعت تجاهه .. مقبلةً بقلب متشقق ، لحاله مشفقة ..
أخذت بيده وقبضت على كتفه بيدي الأخرى ...ثم بادرت بلمس دمه النازف محاولةً وقف النزف المتدفق من كل شبر في جسده ..
فمنعني أن دعيني .. دعيني أنزف وأحترق وسط الآلام والظلام ...
دعي جرحي .. فعلَّ أحداً يعرف آثار سيري بنزفي ..
دعيني ابنتاه لألمي .. فقد أصبح الألم لحن والجرح نشيد ...
سألته من أنت يا عماه ..؟!! ولِمَ كل هذه الدماء ..؟!!!
وكيف استطعت السير في طريق طويل وأنت على هذا الحال ... ؟!
أتسألين من أكون .. ؟!!
نعم ، يحق لك السؤال .. فقد بدأت أجهل من أكون ..؟!
وربما يأتي يوم لا أدري فيه من أكون ..!!
بدأت غريباً .. وسأعود غريباً كما بدأت ...
فالغربة ترافقني في أسفاري أنى ذهبت .. والآلام تحاصرني في كل ذرة من جسدي ...
والحزن يخيم علي مصاحباً معه الظلام ..
لا يبددهما إلا كلمات أقولها وشعلة أحملها ...
تخففان عني كاهلي ...
وتسلياني في أسفاري ...
ثم دار ظهره عني محاولاً إخفاء ملامح الحزن في وجهه ودمعة بدأت تتدحرج من مقله .. وقال ..
دعيني أكمل السير ابنتاه .. لأصل ..
لا وقت لمسامرة حديث لا يجدي ..
فقد أصبح الصمت لغتي ..
ولا أتقن غيرها ...
قلت له مناديةً .. مهلاً عماه إلى أين ..؟!!
صمت برهة ثم قال باسماً وهو ينظر للأفق البعيد ..
إلى حيث أجد دوائي وأنسي ..
إلى فجر إلى نور إلى ضياء ..
إلى حيث أجد هناك..
مجدي وعزي وقوتي ...
فقد فقدتهم منذ زمن طويل ...
وطال شوقي لهم ..
غادرني حاملاً معه أمل اللقاء بمن يحب وتركني في ظلمة الوحدة الموحشة ..
وبعد بضع خطوات سارها ، توقف فجأة ينظر إلي ماداً تجاهي يده القوية رغم ما يجده قائلاً ..
لكم خفف حديثك ألمي وغربتي ...
وكم أحببت أن ترافقيني السير .. فهل ترافقينني ابنتاه أم أعود لغربتي ؟
بادرته بل معك " أبتاه ".. قلتها بدون إدراك مني ..
"أبتاه " !!
فقد شعرت بها من خلال حديثه الدافئ ، وكأنني أحادث أبي ..
سرت معه في غربته .. ومازالت حيرة تراودني في نفسي طوال سيري تقول ..
لا أدري من يكون ..؟!
بل لا أدري من أكون ..؟!!