دماء كثيرة، ودموع سخية.. فرحة كبيرة، وشخصيات جديدة".. هذه أبرز ملامح الجزء الثالث من المسلسل الشهير "باب الحارة"، ويجري تصوير أحداثه حاليا، في الوقت الذي تقوم فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإجراء دراسة تستبين فيها أسباب نجاح المسلسل.
هذا ما كشف عنه مخرج "باب الحارة" السوري بسام الملا، معربا عن توقعاته بأن يتفوق الجزء الثالث من العمل، مشيرا إلى أن "إسرائيل" استشعرت أهمية العمل وتأثيره، خصوصا مع جعل القضية الفلسطينية محورا أساسيا في العمل، الذي تفاعل معه الفلسطينيون بشكل رائع.
وقال الملا-: إن "الجزء الثالث من "باب الحارة" سيشهد دخول عائلات وحارات كانت مهمشة إلى حبكة القصة مثل عائلة "أبو حاتم" وحارة "الماوي"، مشيرا إلى أن عائلة أبو حاتم كانت تذكر بالاسم فقط في الجزئين السابقين، لكنها ستدخل إلى حبكة القصة،لا سيما مع الدور الكبير الذي ستؤديه شخصية "أم حاتم"، التي ستصبح إحدى الشخصيات الفعالة في الحارة".
وأضاف أن الحارة الجديدة التي ستجري فيها العديد من الأحداث المهمة هي "حارة الماوي"، وسنرى فيها شخصيات من صلب الحياة الدمشقية، وسيكون وجودها سببا لصراعات معينة، وللعديد من المواقف المصيرية في حياة أهل الحارة والحارات المجاورة".
ولفت مخرج "باب الحارة" إلى أن أحداث الجزء الثالث ستشهد ظهور شخصية طبيب أكاديمي يدخل الحارة، ويؤدي دورا كبيرا فيها، فتنقسم الآراء بشأنه بين مؤيد ومعارض، كاشفا عن أنه تم إدخال ثماني شخصيات نسائية جديدة في "باب الحارة"، أبرزها شخصية "أم حاتم" وبناتها السبع.
وحول تطور شخصية العقيد "أبو شهاب" في الجزء الثالث، قال الملا: إن الجمهور سيرى الوجه الآخر لشخصية "أبو شهاب" التي عرفها الناس وأحبوها، لما تمثله من قيم الرجولة والقوة والحكمة والكرامة، موضحا أن الجزء الثالث سيشهد تسليط الضوء على البُعد الإنساني لهذه الشخصية، إذ نراه داخل بيته الخاص، ووسط عائلته الصغيرة، وفي حياته الزوجية.
ونفي الملا وجود أي خلاف مع الممثل السوري عباس النوري بطل الجزئين السابقين، معتبرا أن خروج النوري من "باب الحارة" هو خروج لشخصية "أبو عصام"، حرصا على تجنب الوقوع في رتابة الأحداث والشخصيات.
وأكد أنه بموت "أبو عصام" تتطور شخصيات أخرى، وتدخل أحداث جديدة على القصة.
مقتل "أبو عصام" ضروري
من جانبه عزا مروان قاووق المؤلف وكاتب سيناريو "باب الحارة" دواعي خروج شخصية "أبو عصام" من أحداث الجزء الثالث إلى أنه ككاتبٍ يبحث عن حدثٍ جديد لربط العمل بأجزائه السابقة وابتكار حبكة درامية.
وقال قاووق: "عندما شرعتُ في كتابة الجزء الثالث من باب الحارة كانت شخصية "أبو عصام" موجودة، ولكن عندما وصلت إلى الحلقة العشرين، وجدت أن هذه الشخصية تربكني وتعيق تسلسل أفكاري، وتعترض سردي القصصي، فاتفقت مع المخرج على استبعاد هذه الشخصية بحدثٍ كبير ومقنع للمشاهد".
وأشار إلى أن هذا الحدث الكبير سوف يظهر قبل شارة البداية في الحلقة الأولى، إذ سيرى المشاهد كيفية قتل "أبو عصام" وأسبابه، وكيف كانت جنازته، وهي الأمور التي تترتب عليها الأحداث والقصص الإنسانية في العمل الدرامي.
ورأى مؤلف "باب الحارة" أن شخصية "أبو عصام" نالت فرصتها كاملة في الجزء الثاني؛ إذ شكلت بمفردها المحور الرئيس، مؤكدا أنه من حق الشخصيات الأخرى أن تتطور وتأخذ دورا فعالاً.
كان الجزء الأول من مسلسل "باب الحارة"- الذي تدور أحداثه في في "حارة الضبع" خلال عقودٍ مبكرة من القرن المنصرم- شهد العديد من الأحداث المثيرة كان أهمها اختفاء حارس بابها في وقتٍ تزامن مع تعرض أحد سكان الحي للسرقة، ما دفع الجميع للاشتباه بالحارس في بداية الأمر، قبل أن يتبين لهم ضلوع رجلٍ شرير يُدعى "الإحدى عشري" بالسرقة.
وتخلل الجزء الأول عددٌ من القضايا الأخرى، كوقفة أهل الحي مع المناضلين الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم ضد الاجتياح الإنجليزي الذي شهدته أرض المقدس في عشرينيات القرن المنصرم، وبعض النزاعات السياسية التي واجهها الأهالي مع قوات الدرك الفرنسي، نهايةً بوفاة "الإحدى عشري" متأثرا بمرضٍ عضال.
وقد عالج الجزء الثاني -بدوره- عددا من القضايا الاجتماعية، كخطورة الطلاق على ...
من القضايا الاجتماعية، كخطورة الطلاق على تماسك الأسرة، وأهمية تكاتف أبناء الحي، كما تطرق لأهمية وجود "زعيم" يحكم بين أهل الحارة، ويدير شؤنهم، دون أن يغفل دور أبناء "حارة الضبع" في دعم المقاومة الفلسطينية والسورية للمحتلين على حدٍ سواء.