يا ام ........عبد الوهاب
المكان أمام مستشفى مصر الدولي في الدقي الزمان قبل صلاة الظهر بقليل الحدث رحيل محمد عبد الوهاب لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر بعد أن وافته المنية في التدريب الصباحي صباح يوم الخميس 31/8/2006 الحضور عشاق اللاعب وأهله وزملاءه .
أسرع لاعبي فريق الأهلي ومنتخب مصر بالذهاب إلى مستشفى مصر الدولي لتوديع محمد عبد الوهاب بعد أن وافته المنية صباح اليوم إثر أزمة قلبية .
تهاترت دموع اللاعبين أمام حجره الفقيد بعد روئيتهم له ممددا بوجه بشوش كأنه نائم وليس ميتا.....كما كان هناك عدد كبير من الجماهير خارج المستشفي يحاولون هم الآخرين توديع محمد عبد الوهاب لكن أمن المستشفي قد منعهم من ذلك حفاظا على راحة المرضي .
هذا وقد أصيب إبراهيم سعيد اللاعب المقرب للمرحوم محمد بهستريا من البكاء المتواصل لعدم توقعه مثوله في مثل ذلك الموقف بينما حاول ميدو لاعب منتخب مصر أن يهدأ من روعه بعد بكاء امتد لمده ربع ساعة بجملة الموت علينا حق.
شئ وحيد هو الذي كان يرتسم على وجوه الجميع وهو – الصدمة – فلا اعتراض على قضاء الله ولكن للصدمة وقع رهيب على النفس فالخبر نزل علينا جميعا كالصاعقة – لقد مات محمد عبد الوهاب – في البداية لم أصدق نفسي ولكنني استغفرت ربي وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون وتوجهت الى هناك الى مستشفى مصر الدولي وأول من واجهته كان شادي محمد – وكان مذهولا – يتحدث مع نفسه وكأنه يحدث الجميع ينظر الى الأرض ثم ينظر الى الناس ويقول لهم بصوت خافت – مات محمد عبد الوهاب – توجهت إليه ولم أتكلم .
عماد النحاس ينتحب
الى جواره محمد صديق لم يتكلم ولم ينظر الى أحد كل ما فعله هو البكاء والجميع يسأله – إيه إلي حصل يا كابتن – ويرد صديق – مات عبد الوهاب – أبراهيم سعيد جاء مسرعا وعندما شاهد صديق وشادي وقف أمام بوابة المستشفى وبكى بكاء شديدا ثم دخل الى الداخل مسرعا .
ومن بعده جاء – أحمد حسام – ميدو ليدخل دون أن يتكلم ودون أن يرفع رأسه من الأرض وبعيدا جلس عمرو سماكة وحيدا فذهبت إليه " البقاء لله يا عمرو .. ماذا حدث ؟ " فأجابني وهو يبكي " ولا حاجة إلي حصل أنه كنا بنتدرب وفجأة وقع عبد الوهاب أفتكرناه تعبان جرينا عليه فجأة ملقناش عبد الوهاب ؟؟" .
شوبير كالعادة – كبير الأسرة – يحاول أن ينهي كل شئ بهدوء ويطلب من الجميع الالتزام بالهدوء حتى يخرج عبد الوهاب الى مثواه الأخير – ويصمت الجميع – ويخرق هذا الصمت من بعيد صوتها .. صوت من كنا نخشى كلنا أن نراها .. صوت أم عبد الوهاب .
جاءت من بعيد تنادي – ولدها – أنا جتلك يا ولدي – ولم ينطق أحد بكلمة ولم يستطيع أحد أن يتحرك فالكل كان يخشى هذه اللحظة .. وهذه اللحظة بالذات .. إسلام الشاطر هرب بعيدا عماد النحاس لم يستطيع إلا البكاء .. " جتلك يا ولدي " لم يسمعها عبد الوهاب .. سمعناها كلنا يا أم عبد الوهاب .. إلا من أردتي أن يسمعها !!! جاءت من الفيوم الي القاهره بفرده حذاء واحده و هي لاتدري
لم يحاول أحد أن يقف أمامها وهي لم تنطق غيرها – جتلك يا ولدي – وتدخل لولدها وتترك وراءها صمتا رهيبا خيم علينا جميعا فلم يعد ينفع البكاء .. لم يعد حتى ينفع أن نحاول أن نهدئ من روع أم عبد الوهاب .. وبصراحة لم يكن هناك من يستطيع أن يفعل ذلك .
يا أم عبد الوهاب .. لقد ربيتي وعلمتي وأخرجتي لنا – شاب محترم – في زمن عز فيه المحترمين.
يا أم عبد الوهاب .. لا نستطيع أن نطلب منك ألا تحزني فنحن أنفسنا لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من الحزن العميق .
يا أم عبد الوهاب .. كل من كان هناك اليوم وذهب مع عبد الوهاب الى مثواه الأخير يسألك أن تكملي جميلك على عبد الوهاب .. أن تدعي له – الوهاب – أن يهب رحمته – لعبد الوهاب – لا تبكي يا أم عبد الوهاب .. فكفاكي فخرا أنك أنجبتي – رجل مخلص محترم أحبه الجميع .
ولا نقول ألا ما يرضى ربنا – إنا لله وإنا إليه راجعون