الهجر من آفات الحب , فهو من الأمور المُحرِّكةِ للسواكن , الباعِثةِ للخواطر, المُهيّجةِ للضمائر, وهو الخطب الموجع , والهم المفظع.
بل هو داهية الدهر, وقاصمة الظهر, وهو الثبور والويل , وحاجب ظلمة الليل ,
وقاطع كل رجاء , ومُنهي كلّ طمع.
و ما شيءٌ من مصائب الدنيا يعدل هجر المحبوب , وخصوصا ً إذا تعذر الوصول
إليه , فهُنا نفِدت الحِـيـَل , وعَظـُم الخطبْ , و اشتدّ الكربْ , و انجذم حبل العلاج.
فهو الذي جعل العقول ذواهل , والدموع هواطل , فما لمن هجرهُ من يُحب , إلا َّ
السهر والحنين , وإبداء الأنين.
و قد قيل: يوم الفراق مُعمّر الأوقات , ومُتـنفـّس الساعات , لا تكادُ شمسه تزول ,
ولا يكادُ ظله يحول , ولئن حال فيما بيننا وبين (.....) , شحط المزار , وبعد الديار,
وتقاذف ما بين الرؤيتين , إلا َّ أنّ شوقي إليها يكادُ يكون لزاما.
فهو شوق ٌ لا يُعدى عليه صبرْ , ولا يستـقِـلُّ به صدرْ, لكن لعلّ الذي قدّر هذه الفرقه يعـقب منها وصلا ً وتدانيا , ويُـبدِلُ وحشة التـشييع بأنس التلاقي , ويطفيء
بكاء المقـلةِ يوم الوداع , بنسيم الأنس يوم الإجتماع , وإليكم هذه القصيدة:
إلى الديّـان نـشـكـو هـجـر (....) = فـشحط ُ مزارها خطرا ً عـظـيما
تـصـرّم حــبـلـهـا فـالكـبـدُ حــرّا = وفـي الأحـشـاءِ داءا ً مُـستـديـمـا
أهـيـمُ بـذكـرهـا شـوقـا ً ودمـعي = عـلى الخـدّين مُـنهـملا ً سجـيـما
أجــدّ بـِهـا الرحـيـل فـفـارقــتـني = و هـيّـج بُـعـدَهـا قـلـبـا ً سـقـيـمـا
إذا الـحُـب المـُبـرّح بـاد يـومـا ً = فـحــبّــك عـنـدنـا أبــدا ً مُـقــيـمـا
كغـصن الـبـان إن قامـت تـثـنـّت = و إن تـمشي فـمُعـتـدلا ً قـويـمـا
لها وجـه ٌ يُـضيءُ كـضوءِ بـدر ٍ = عـتـيق اللـون بـاكـرهُ الـنعـيـمـا
إذا حـلـَّت بـأرض ٍ أخـصبـتـهـا = وجــاد سـحـابُـهـا هــطـلا ً وديـمـا
وإن تـنأى فـوجه الأرض قحـط ٌ = و نـبـتُ الأرض ِ مُصفرّا ًهـشيما
فليت طهوري من سلافة ريقها = و ليت حنوطي من مشاشة (...)
بل هو داهية الدهر, وقاصمة الظهر, وهو الثبور والويل , وحاجب ظلمة الليل ,
وقاطع كل رجاء , ومُنهي كلّ طمع.
و ما شيءٌ من مصائب الدنيا يعدل هجر المحبوب , وخصوصا ً إذا تعذر الوصول
إليه , فهُنا نفِدت الحِـيـَل , وعَظـُم الخطبْ , و اشتدّ الكربْ , و انجذم حبل العلاج.
فهو الذي جعل العقول ذواهل , والدموع هواطل , فما لمن هجرهُ من يُحب , إلا َّ
السهر والحنين , وإبداء الأنين.
و قد قيل: يوم الفراق مُعمّر الأوقات , ومُتـنفـّس الساعات , لا تكادُ شمسه تزول ,
ولا يكادُ ظله يحول , ولئن حال فيما بيننا وبين (.....) , شحط المزار , وبعد الديار,
وتقاذف ما بين الرؤيتين , إلا َّ أنّ شوقي إليها يكادُ يكون لزاما.
فهو شوق ٌ لا يُعدى عليه صبرْ , ولا يستـقِـلُّ به صدرْ, لكن لعلّ الذي قدّر هذه الفرقه يعـقب منها وصلا ً وتدانيا , ويُـبدِلُ وحشة التـشييع بأنس التلاقي , ويطفيء
بكاء المقـلةِ يوم الوداع , بنسيم الأنس يوم الإجتماع , وإليكم هذه القصيدة:
إلى الديّـان نـشـكـو هـجـر (....) = فـشحط ُ مزارها خطرا ً عـظـيما
تـصـرّم حــبـلـهـا فـالكـبـدُ حــرّا = وفـي الأحـشـاءِ داءا ً مُـستـديـمـا
أهـيـمُ بـذكـرهـا شـوقـا ً ودمـعي = عـلى الخـدّين مُـنهـملا ً سجـيـما
أجــدّ بـِهـا الرحـيـل فـفـارقــتـني = و هـيّـج بُـعـدَهـا قـلـبـا ً سـقـيـمـا
إذا الـحُـب المـُبـرّح بـاد يـومـا ً = فـحــبّــك عـنـدنـا أبــدا ً مُـقــيـمـا
كغـصن الـبـان إن قامـت تـثـنـّت = و إن تـمشي فـمُعـتـدلا ً قـويـمـا
لها وجـه ٌ يُـضيءُ كـضوءِ بـدر ٍ = عـتـيق اللـون بـاكـرهُ الـنعـيـمـا
إذا حـلـَّت بـأرض ٍ أخـصبـتـهـا = وجــاد سـحـابُـهـا هــطـلا ً وديـمـا
وإن تـنأى فـوجه الأرض قحـط ٌ = و نـبـتُ الأرض ِ مُصفرّا ًهـشيما
فليت طهوري من سلافة ريقها = و ليت حنوطي من مشاشة (...)
منقوووووووول