ربما على مدى تاريخ الكرة المصرية التي قاربت المائة عام وأكثر لم نجد مديرا فنيا مثيرا للجدل سواء وطنيا أو أجنبيا بالشكل الذي وجدنا عليه 'مانويل جوزيه' المدير الفني للنادي الأهلي صاحب الإنجازات التاريخية التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يختلف عليها، وأتساءل ماذا سيكون عليه الوضع لو لم يحقق كل هذه الإنجازات وإذا كان بكل ما لديه من بطولات وانتصارات يفتعل هذه الأزمات، فماذا كان الوضع لو كان فريقه يمر بحالة انعدام وزن بالصورة التي عليها الزمالك حاليا؟
'جوزيه' شخص يعشق الإثارة ودائما يفتعل الأزمات لتسليط الأضواء عليه أو كما يقولون في لغة السينما يسرق الكاميرا ومنذ عمله مع الأهلي وهو لا يتوقف عن الدخول في صدام مستمر سواء مع زملائه المدربين أو انتقاده لطرق لعب الفرق المنافسة أو دخوله في صدام مع جماهيرها وأخيرا صدامه مع الصحافة والأزمة المفتعلة مع بعض الصحفيين، وتطاوله على الصحافة المصرية عندما أراد أن يعلمنا ما يكتب ما لا يكتب.
يجب أن أوضح هنا نقطة مهمة قبل أن أتعرض لـ'جوزيه'، وهي أنه ليس بالضرورة كل من يتعرض بالنقد لتصرفات 'جوزيه' حاقد أو كاره للنادي الأهلي ويسعى لهدمه وعرقلة مسيرته، فالناقد عندما يمسك القلم يتخلى دائما عن انتمائه ولا ينقد إلا للمصلحة العامة ويركز على السلبيات وإن كان لا ينسى الإشادة بالإيجابيات ولا أعتقد أن هناك زميلا لم يشد بـ'جوزيه' في كثير من المرات فلماذا يشعر بحساسية مفرطة عندما يتعرض للنقد ويفتعل الأزمات ويحولها إلى قضايا شخصية لاستعداء جماهير الأهلي على الصحفي أو الناقد وكأنه ولد ونشأ وترعرع بين جدران الأهلي!
'جوزيه' الذي يريد أن يعلمنا ما نكتب أو ما لا نكتب تصور نفسه فوق النقد بحجم ما حققه من بطولات وكأن الأهلي لم يتذوق أو يعرف طعم البطولات إلا مع 'جوزيه'، رغم أن تاريخه العريق يؤكد أنه هو المتسيد للكرة المصرية والفائز بأكبر عدد من البطولات محليا وإفريقيا سواء مع مدربين مصريين أو أجانب حتى قبل أن يولد 'جوزيه'، وربما تكون البطولة الوحيدة التي لم يحققها الأهلي مع مدرب قبل 'جوزيه' هي حصوله على ثالث العالم للأندية باليابان وهي لم تكن موجودة في السابق.
وعتابي هنا على جماهير الأهلي الغيورة التي صنعت من 'جوزيه' أسطورة ونسيت الدور الأساسي لكتيبة اللاعبين وما وفرته إدارة الأهلي من دعم واستقرار لهذا المدرب لو تواجد لأي مدرب آخر لحقق نفس الإنجازات.
منذ خسارة الأهلي أمام النجم الساحلي و'جوزيه' يشعر بحالة من انعدام الوزن ويسعى جاهدا لتصفية حسابات مع الصحافة التي انتقدته بعد فشله في إحراز هذه البطولة فوجدها فرصة للانتقام من بعض الصحفيين، خاصة بعد الاستقبال الذي قوبل به من بعض الجماهير عند عودته من البرتغال، والذي شعر معه بأنه الأكثر شعبية والأقوى من مجلس الإدارة الذي لم يجرؤ على معاقبته أو اتخاذ موقف أو توجيه حتى اللوم على تصرفاته وكأنه الحاكم بأمره في الجزيرة!؟
نطالب 'جوزيه' بالهدوء والتركيز في الملعب وعدم إثارة الجماهير حتى يترك لنا ذكرى جميلة في الموسم الأخير له قبل رحيله عن القلعة الحمراء.
ده كلام كتبه الكابتن
أيمن أبو عايد الكاتب الصحفي والناقد الرياضي بجريدتي الأهرام والدستور |