انه مانويل جوزيه
اكتسح القطار الأهلاوي الأحمر كل من في طريقه لينال شرف التتويج القاري في ديسمبر 2005 ببطولة دوري ابطال افريقيا وليذهب الي اليابان سفيرا للكرة المصرية في المونديال العالمي لأول مرة في تاريخه.
لم يعاني الاهلي لكي يحلق بلقب الاميرة الافريقية في ذلك العام .. اجتاز كل العقبات بسلاسة وجدارة في آن واحد .. كان تتويجه منتظرا وكانت نتائجه علي قدر توقعات المتابعين له .. فالفريق الاحمر كان في افضل حالاته ومديره الفني كان يعلم قدر فريقه ويدرك تماما انه يملك مفاتيح التفوق التام علي اي منافس في قارته السمراء.
لكن حامل اللقب في النسخة الماضية عام 2006 لم يكن طريقه مفروشا بالورود في سعيه الحثيث للحفاظ علي لقبه المرموق .. فواجه الفريق منعطفات حادة في بعض الاحيان كادت ان تكلفه خسارة لقبه خاصة بعد تعادله الدرامي مع الصفاقسي علي ملعبه بالقاهرة امام 100 الف متفرج في ذهاب نهائي البطولة قبل ان ينجح بخبرة نجومه وحنكة مديره الفني في القبض مرة اخري علي اميرته في قلب رادس التونسية بصاروخ الفنان محمد ابو تريكة.
الاحوال كلها تغيرت في السنة السابعة من الألفية الثانية .. لم يعد الاهلي هو نفسه ذاك الفريق المخيف والذي يملك القدرة علي سحق اي منافس مثلما كان الحال في 2005 .. كان طبيعيا ان ينخفض المنحني التصاعدي للفريق .. اجهاد .. ثم اجهاد .. ثم اجهاد .. ثم تشبع .. ثم اصابات .. ثم سم ما تشاء من اسباب ..
ولكنه رغم كل التوقعات التي اشارت لصعوبة حفاظه علي احبال المنافسة الافريقية للعام الثالث علي التوالي .. نجح في التشبث بأماله و طموحات جماهيره من اجل عودة ثالثة باذن الله لبلاد الساموراي.
اهلي 2007 هو ابلغ دليل علي امرين في غاية الاهمية ..
الاول: التوفيق الالهي لا يأتي سوي لمن يستحقه ..
الثاني: واقعية هذا الرجل .. مانويل جوزيه دا سيلفا ..
فالاهلي تشعر انه يخرج من اختبار ليدخل الي اخر ورغم الخوار الذي اصاب قواه كثيرا عن السابق الا انه مازال ينجح ببركة وتوفيق المولي عز وجل في عبور تلك العقبات ..
تلقي الفريق صفعتين قاسيتين هذا العام وكلاهما بهزيمة ثلاثية امام الاسماعيلي مرة وامام الهلال السوداني مرة اخري .. لكنه صمد .. وعبر كبواته .. انها ارادة النصر التي جعلت توفيق الله صاحبا ورفيقا لمشوار هذة الكتيبة من النجوم اصحاب الاخلاق وعلي رأسهم محمد ابو تريكة .. الذي يزداد كل يوم لمعانا بقدر زيادة حملات الجلد والانتقاص من نجوميته التي يمارسها البعض بقصد او بدون. اما عن جوزيه .. فواقعيته فرضت نفسها في الشهور الاخيرة لتكون نجم الفريق الأول وقائده المحنك .. من يتابع لقائي الاهلي مع الزمالك ثم مع الاتحاد الليبي .. سيدرك كثيرا ان هذا الرجل تقمص شخصية ارسطو الحكيم رافعا شعار " رحم الله امرئ عرف قدر نفسه".
المدرب البرتغالي للقلعة الحمراء ادرك ان فريقه لم يعد قادرا علي اللعب باندفاع هجومي صريح اعتمادا علي امكانياته الهجومية الرائعة مثل السابق .. جوزيه ادرك ان خط دفاعه انخفض ادائه كثيرا عن السابق ولم يعد ذلك الخط الفولاذي الذي يسمح له بالهجوم بضراوة اعتمادا علي قدرة ذلك الخط علي الصمود والدفاع عن عرينه.
جوزيه بات يعلم جيدا ان الحضري اصبح هو خط دفاعه الرئيسي بعدما زادت الثغرات فيما بين النحاس وشادي والسيد او جمعة .. فما الحل؟
كان الحل ببساطة في تأمين الملعب بشكل متوازن يضمن للفريق اولا الحفاظ علي حصانته الدفاعية وفي المقابل الاعتماد علي القدرات الخاصة لنجمه الاول وصانع العابه محمد ابو تريكة .. واقتناصات الانجولي فلافيو ومهارات محمد بركات.
باتت تلك الطريقة هي سلاح جوزيه الاول في مواجهة انخفاض معدل اداء فريقه وارتفاع اعمار لاعبيه في الموسم الحالي .. انها واقعية ساحرة .. واقعية تنفي تماما مزاعم اولئك الفقهاء الكرويين الذين صدعوا رؤوسنا في السنوات الثلاث الماضية بأكذوبة ان الاهلي فريق يفوز بمدرب او بدون .. وان عامل غرف الملابس بالقلعة الحمراء قادر علي ان يحقق بطولات بنفس قدرة هذا الرجل .. مانويل جوزيه.
لكن توفيق الله سبحانه وتعالي وواقعية جوزيه وارادة لاعبيه .. تملك عدوا خطيرا للغاية .. انه اخطر من النجم واقوي من الهلال السوداني بأم درمان واصعب من اسيك ميموزا بأبيدجان ..
انه جمهور الاهلي ..
جمهور القلعة الحمراء لا يبدو انه اتعظ كثيرا من دروس رآها بأم عينه في العام الحالي .. لا يبدو انه يدرك اسباب واقعية مديرهم الفني في التعامل مع مباريات فريقه .. جمهور الاهلي باختصار لم يستوعب الدرس.
فانتصارات الاهلي الاخيرة علي حرس الحدود واسيك والزمالك .. وتعادله المستحق مع الاتحاد الليبي في ذهاب نصف نهائي البطولة .. انست كثيرين ما مر به الفريق منذ اقل من شهر في موقعة ام درمان الشهيرة.
الاهلي يا سادة بحاجة في الفترة الحالية الي جماهير واقعية هي الاخري تدرك ان فريقها يحارب معركة قد تكون هي الاخيرة لنصف التشكيلة الحالية للفريق علي الاقل .. ففي يناير المقبل سيكون الاهلي فريقا اخر بدماء جديدة في اغلب صفوفه وهو ما كان يحتاجه الفريق قبل بداية الموسم الحالي حتي لا يضطر الي اللعب علي مكر ودهاء وتكتيكات مديره الفني بشكل احادي.
استغربت بشدة من انتقادات كثير من الاهلاوية لفريقهم بسبب ما اسموه " الفشل في حسم التاهل للنهائي من طرابلس" .. واندهشت اكثر من حديث البعض عن الفوز في لقاء العودة بثلاثية او رباعية نظيفة .. والحديث المبكر عن تفضيل مواجهة النجم الساحلي التونسي ام الرغبة في الثأر من الهلال السوداني.
جمهور الاهلي يجب ان يدرك ان مشاعره تتسلل دوما الي لاعبي فريقه .. وان واقعيتهم في التعامل مع الامور هي احد اسرار نجاحات الفريق .. وعليهم ان يتذكروا الحكمة الشهيرة ..
لا تبع فراء الدب قبل صيده ..
لا نخشي علي الاهلي من منافسيه بقدر ما نخشي عليه من جماهيره .. التي نبهناها كثيرا الي ضرورة التفرقة ما بين الثقة والغرور ..
لا تنتظروا سيركا ينصب علي انقاض الاتحاد الليبي .. ولا تحلموا بثأرا يطفئ ناركم من الهلال .. فليكن هدفكم بسيطا وواقعيا .. ولنرفع جميعا ايدينا للسماء بدعوة رجل واحد ..
وبمشيئة الرحمن .. الاهلي في اليابان
اكتسح القطار الأهلاوي الأحمر كل من في طريقه لينال شرف التتويج القاري في ديسمبر 2005 ببطولة دوري ابطال افريقيا وليذهب الي اليابان سفيرا للكرة المصرية في المونديال العالمي لأول مرة في تاريخه.
لم يعاني الاهلي لكي يحلق بلقب الاميرة الافريقية في ذلك العام .. اجتاز كل العقبات بسلاسة وجدارة في آن واحد .. كان تتويجه منتظرا وكانت نتائجه علي قدر توقعات المتابعين له .. فالفريق الاحمر كان في افضل حالاته ومديره الفني كان يعلم قدر فريقه ويدرك تماما انه يملك مفاتيح التفوق التام علي اي منافس في قارته السمراء.
لكن حامل اللقب في النسخة الماضية عام 2006 لم يكن طريقه مفروشا بالورود في سعيه الحثيث للحفاظ علي لقبه المرموق .. فواجه الفريق منعطفات حادة في بعض الاحيان كادت ان تكلفه خسارة لقبه خاصة بعد تعادله الدرامي مع الصفاقسي علي ملعبه بالقاهرة امام 100 الف متفرج في ذهاب نهائي البطولة قبل ان ينجح بخبرة نجومه وحنكة مديره الفني في القبض مرة اخري علي اميرته في قلب رادس التونسية بصاروخ الفنان محمد ابو تريكة.
الاحوال كلها تغيرت في السنة السابعة من الألفية الثانية .. لم يعد الاهلي هو نفسه ذاك الفريق المخيف والذي يملك القدرة علي سحق اي منافس مثلما كان الحال في 2005 .. كان طبيعيا ان ينخفض المنحني التصاعدي للفريق .. اجهاد .. ثم اجهاد .. ثم اجهاد .. ثم تشبع .. ثم اصابات .. ثم سم ما تشاء من اسباب ..
ولكنه رغم كل التوقعات التي اشارت لصعوبة حفاظه علي احبال المنافسة الافريقية للعام الثالث علي التوالي .. نجح في التشبث بأماله و طموحات جماهيره من اجل عودة ثالثة باذن الله لبلاد الساموراي.
اهلي 2007 هو ابلغ دليل علي امرين في غاية الاهمية ..
الاول: التوفيق الالهي لا يأتي سوي لمن يستحقه ..
الثاني: واقعية هذا الرجل .. مانويل جوزيه دا سيلفا ..
فالاهلي تشعر انه يخرج من اختبار ليدخل الي اخر ورغم الخوار الذي اصاب قواه كثيرا عن السابق الا انه مازال ينجح ببركة وتوفيق المولي عز وجل في عبور تلك العقبات ..
تلقي الفريق صفعتين قاسيتين هذا العام وكلاهما بهزيمة ثلاثية امام الاسماعيلي مرة وامام الهلال السوداني مرة اخري .. لكنه صمد .. وعبر كبواته .. انها ارادة النصر التي جعلت توفيق الله صاحبا ورفيقا لمشوار هذة الكتيبة من النجوم اصحاب الاخلاق وعلي رأسهم محمد ابو تريكة .. الذي يزداد كل يوم لمعانا بقدر زيادة حملات الجلد والانتقاص من نجوميته التي يمارسها البعض بقصد او بدون. اما عن جوزيه .. فواقعيته فرضت نفسها في الشهور الاخيرة لتكون نجم الفريق الأول وقائده المحنك .. من يتابع لقائي الاهلي مع الزمالك ثم مع الاتحاد الليبي .. سيدرك كثيرا ان هذا الرجل تقمص شخصية ارسطو الحكيم رافعا شعار " رحم الله امرئ عرف قدر نفسه".
المدرب البرتغالي للقلعة الحمراء ادرك ان فريقه لم يعد قادرا علي اللعب باندفاع هجومي صريح اعتمادا علي امكانياته الهجومية الرائعة مثل السابق .. جوزيه ادرك ان خط دفاعه انخفض ادائه كثيرا عن السابق ولم يعد ذلك الخط الفولاذي الذي يسمح له بالهجوم بضراوة اعتمادا علي قدرة ذلك الخط علي الصمود والدفاع عن عرينه.
جوزيه بات يعلم جيدا ان الحضري اصبح هو خط دفاعه الرئيسي بعدما زادت الثغرات فيما بين النحاس وشادي والسيد او جمعة .. فما الحل؟
كان الحل ببساطة في تأمين الملعب بشكل متوازن يضمن للفريق اولا الحفاظ علي حصانته الدفاعية وفي المقابل الاعتماد علي القدرات الخاصة لنجمه الاول وصانع العابه محمد ابو تريكة .. واقتناصات الانجولي فلافيو ومهارات محمد بركات.
باتت تلك الطريقة هي سلاح جوزيه الاول في مواجهة انخفاض معدل اداء فريقه وارتفاع اعمار لاعبيه في الموسم الحالي .. انها واقعية ساحرة .. واقعية تنفي تماما مزاعم اولئك الفقهاء الكرويين الذين صدعوا رؤوسنا في السنوات الثلاث الماضية بأكذوبة ان الاهلي فريق يفوز بمدرب او بدون .. وان عامل غرف الملابس بالقلعة الحمراء قادر علي ان يحقق بطولات بنفس قدرة هذا الرجل .. مانويل جوزيه.
لكن توفيق الله سبحانه وتعالي وواقعية جوزيه وارادة لاعبيه .. تملك عدوا خطيرا للغاية .. انه اخطر من النجم واقوي من الهلال السوداني بأم درمان واصعب من اسيك ميموزا بأبيدجان ..
انه جمهور الاهلي ..
جمهور القلعة الحمراء لا يبدو انه اتعظ كثيرا من دروس رآها بأم عينه في العام الحالي .. لا يبدو انه يدرك اسباب واقعية مديرهم الفني في التعامل مع مباريات فريقه .. جمهور الاهلي باختصار لم يستوعب الدرس.
فانتصارات الاهلي الاخيرة علي حرس الحدود واسيك والزمالك .. وتعادله المستحق مع الاتحاد الليبي في ذهاب نصف نهائي البطولة .. انست كثيرين ما مر به الفريق منذ اقل من شهر في موقعة ام درمان الشهيرة.
الاهلي يا سادة بحاجة في الفترة الحالية الي جماهير واقعية هي الاخري تدرك ان فريقها يحارب معركة قد تكون هي الاخيرة لنصف التشكيلة الحالية للفريق علي الاقل .. ففي يناير المقبل سيكون الاهلي فريقا اخر بدماء جديدة في اغلب صفوفه وهو ما كان يحتاجه الفريق قبل بداية الموسم الحالي حتي لا يضطر الي اللعب علي مكر ودهاء وتكتيكات مديره الفني بشكل احادي.
استغربت بشدة من انتقادات كثير من الاهلاوية لفريقهم بسبب ما اسموه " الفشل في حسم التاهل للنهائي من طرابلس" .. واندهشت اكثر من حديث البعض عن الفوز في لقاء العودة بثلاثية او رباعية نظيفة .. والحديث المبكر عن تفضيل مواجهة النجم الساحلي التونسي ام الرغبة في الثأر من الهلال السوداني.
جمهور الاهلي يجب ان يدرك ان مشاعره تتسلل دوما الي لاعبي فريقه .. وان واقعيتهم في التعامل مع الامور هي احد اسرار نجاحات الفريق .. وعليهم ان يتذكروا الحكمة الشهيرة ..
لا تبع فراء الدب قبل صيده ..
لا نخشي علي الاهلي من منافسيه بقدر ما نخشي عليه من جماهيره .. التي نبهناها كثيرا الي ضرورة التفرقة ما بين الثقة والغرور ..
لا تنتظروا سيركا ينصب علي انقاض الاتحاد الليبي .. ولا تحلموا بثأرا يطفئ ناركم من الهلال .. فليكن هدفكم بسيطا وواقعيا .. ولنرفع جميعا ايدينا للسماء بدعوة رجل واحد ..
وبمشيئة الرحمن .. الاهلي في اليابان